أقام الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية مساء أمس حفل إفطار كبير في القصر الجمهوري لهيئة رئاسة وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك وانتهاء المرحلة الثانية من أعمال المؤتمر. واستقبل الأخ الرئيس، نواب رؤساء المؤتمر وأعضاء المؤتمر، حيث تبادل معهم التهاني والتبريكات بمناسبة إحراز النجاحات الباهرة في طريق النجاح الكامل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي يعول عليه الخروج بمنظومة حكم جديدة ترتكز على الحكم الرشيد من اجل الدولة المدنية الحديثة والنظام والقانون والحرية والعدالة والمساواة. وفي الصالة الكبرى تحدث الأخ الرئيس إلى الجميع.. معرباً عن سروره بهذا اللقاء الحميمي.. وقال: «نحن في هذا الشهر الكريم، رمضان المبارك نحمد الله اليوم أننا في وضع أفضل مما كنا عليه في رمضان العام الماضي وخلال عام مضى تحققت أشياء كثيرة على مختلف المستويات، حيث اتخذت عدة خطوات وإجراءات وقرارات وكان أهمها إعادة الهيكلة للقوات المسلحة على مستوى القيادة العليا والعمل جارٍ على قدم وساق لاستكمال ذلك كما هو مخطط ومرسوم، وتجاوزنا الكثير من التحديات والصعاب وانطلق الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من شهر مارس الماضي وحقق إلى الآن نجاحات باهرة وأشواطاً كبيرة توج ذلك باختتام المرحلة الثانية وتدشين المرحلة الثالثة». وأضاف الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي «الشعب اليمني كله يتطلع إليكم بثقة كبيرة وبآمال عريضة من اجل المستقبل الجديد وتجاوز الماضي بكل ماله وعليه». وأشار الأخ الرئيس إلى أنه ومنذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونحن نعاني من ويلات الأزمات والمشاكل واحدة تلو أخرى والجميع يعرف ايضاً أن الشعب اليمني بشطريه سابقاً قبل الوحدة المباركة دفع ثمن الحرب الباردة شمالاً وجنوباً وربما هو الشعب العربي الوحيد الذي دفع ثمن الحرب الباردة نظراً للتشطير والانتماء القطبي في إطار صراعات القطبين الدوليين سابقاً. وأكد الأخ الرئيس أنه وبعد قيام الوحدة لم يكن هناك برنامج أو استراتيجية موضوعة من أجل أن يخرج اليمن إلى آفاق التطور والنهوض والازدهار وميلاد عهد جديد وتاريخ جديد وحصل ما حصل وجميعنا على اطلاع بتفاصيل الأحداث في تلك الفترة.. وقال الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي «إننا اليوم أمام مرحلة جديدة لا بد من ان يبذل الجميع الجهود المخلصة والصادقة من اجل اليمن الجديد والغد الأفضل ونحن اليوم في هذه القاعة بفضل الشباب الذي نهض من أجل الغد الأفضل ولا شك انكم تعلمون أن اليمن زاخر بشبابه الذي يمثل نسبة كبيرة من عدد السكان». ونوّه الأخ الرئيس إلى أنه من حسن الطالع وإرادة الله سبحانه وتعالى غلّب اليمانيون الحكمة فلم يكن ربيعهم كما هو حاصل هنا وهناك والأمثلة كثيرة ولكن اليمن خرج خروجاً مشرفاً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي مثلت الحل المشرف لكل القوى السياسية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ولا ناصر ولا مهزوم وتحققت الأهداف المطلوبة، فهناك متغيرات عميقة وكبيرة وعلى مختلف المستويات وذلك ما جنبنا الحرب والويلات والآلام والتشظي. وخاطب الأخ الرئيس الحضور قائلاً: «عليكم جميعاً مسئولية كبيرة يتطلع إليها أبناء الوطن جميعاً وفي المقدمة منهم الشباب من أجل تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وهي مخرجات نظام حكم جديد ودستور جديد ينقل اليمن إلى مرحلة حضارية حاسمة تختلف اختلافاً جذرياً عما كان في الماضي القريب والبعيد تماماً ولهذا عليكم جميعاً التفكير ملياً أن المرحلة الجديدة وهي الأهم في تاريخ اليمن المعاصر والحديث لا يكون فيه ظالم ولا مظلوم وذلك من أجل الأبناء والأحفاد والمستقبل المنشود». وأضاف: «إن وضعنا الاقتصادي والأمني والسياسي أيضاً صعب ومعقد ونود أن نؤكد للجميع اننا بحاجة إلى الجهود الخيرة والصادقة وليس إلى الأعمال التخريبية في قطع الكهرباء وأنابيب النفط والطرقات وأينما كانت الأعمال التخريبية ونعلن من هنا أن من يعتقد انه بتلك الأعمال سيعطل مؤتمر الحوار فنقولها للملأ لن تستطيع أي قوة أو جماعة أو فئة أن تؤثر على سير أعمال المؤتمر الوطني الشامل مهما ارتكبت من حماقات وفجور في حق الشعب، والشعب اليمني كله يعرف الطرق والأساليب الإرهابية بكل أنواعها والمرتبطة بالمصالح الضيقة مصالح المتنفذين الذين تعودوا تجاوز القانون والنظام وحقوق الناس. وأكد الأخ الرئيس أن الشعب يريد الأمن والاستقرار ويريد أن يذهب إلى الأمام ولا يعود إلى الخلف فعجلة التاريخ والزمن تدور إلى الأمام وليس إلى الخلف. وأشار الأخ الرئيس إلى أنه وبعد ذلك الاختلاف والاقتتال والتمترس بين القوى السياسية هاهم الجميع اليوم تحت سقف واحد وعلى طاولة الحوار وقد ذابت تلك الخلافات وتحولت إلى نقاشات وبرامج من اجل الغد الأفضل.. واعتبر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن اليمن كان محظوظاً جداً حيث جنح إلى السلم بكل قواه وامتلك خارطة طريق تخرجه من الأزمة إلى بر الأمان بدعم إقليمي ودولي وأممي غير مسبوق. وقال: «مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه عقد اجتماعاته في صنعاء وسط معالجات أممية من اجل تجنيب اليمن الحرب الأهلية والخروج به إلى رحاب الوئام والأمان والسلام وهذه سابقة دولية محسوبة لصالح اليمن تماماً». ونبه الأخ الرئيس إلى أن على مؤتمر الحوار الوطني إجراء المعالجات النهائية والكاملة والمشجعة بما يؤمن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة والوصول إلى وثيقة واحدة تندرج في أساسيات دستور اليمن الجديد..وقال “الجميع ينظر ويتطلع إلى ماذا تعملون فأنتم أهل للمسئولية بجدارة والعالم ينظر إليكم على هذا الأساس”. وتمنى الأخ الرئيس للجميع التوفيق والسداد لما فيه خدمة الوطن.