يمتاز شهر رمضان بإقبال الناس فيه على تناول المخلّلات التي توضع على موائد الإفطار، والتسالي التي تؤكل في السهرة، والمشروبات كالكركديه وعرق سوس، بالإضافة إلى القهوة والشاي، ويقتضي ذلك من مريض ارتفاع ضغط الدم الانتباه جيداً إلى غذائه في هذا الشهر، وهو أمر ينطبق أيضاً على الشخص المعافى. ويُعرف مرض ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت، لأنه يصيب الملايين من دون أن يشعروا لسنوات، وقد لا يعلمون إلا بعد بدء حدوث أضرار دائمة في القلب والكلى والشرايين. ويهدف علاج المرض إلى تخفيض ضغط الدم، وذلك عبر علاجات محدّدة وتعديلات في أنماط النشاط والحركة، تتمثّل في المواظبة على نشاط معتدل يحدّد مقداره ونوعه الطبيب، وتخفيض مأخوذ الجسم من الصوديوم، وإيقاف التدخين، وتخفيض مأخوذ الكافيين. أما في رمضان فيجب على مريض ارتفاع ضغط الدم اتباع الاستراتيجيات التالية للمحافظة على سلامة وضعه الصحي وتلافي حدوث مضاعفات: خطّط مسبقاً مع الطبيب: استشر طبيبك قبل شهر رمضان، واستفسر منه عن ملائمة وضعك الصحي للصيام، فإذا كنت تعاني مشاكل أخرى كالسكري أو أمراض القلب قد يكون الصيام غير ملائم لك، أما إذا قرّر الطبيب أنك تستطيع الصوم فسوف يجري لك تعديلات في جرعات ومواعيد الدواء لتلائم السحور والإفطار. انتبه لعلامات الإنذار: قس ضغطك بشكل دوري خلال اليوم، وإذا انخفض بشدة أثناء الصيام أو شعرت بدوخة أو ارتفع فراجع غرفة الطوارئ فوراً أو الطبيب، وقد يكون الصيام عندها غير مناسب لك. ابتعد عن المخلّلات، فهي غنية بالصوديوم وتؤدّي إلى ارتفاع ضغطك، وهذا ينطبق على الصلصات كالصويا والسيزر والتغميسات المصنعة والصلصة الحارة (الشطّة) واستعض عنها بتناول السلطة الخضراء، أما عوضاً عن مخلّل الخيار فكل شرائح الخيار الطازجة، وبدلاً من الصلصة الحارة تناول الفلفل الأخضر الحار، لكن انتبه للأنواع الصغيرة منها فهي حارة جداً وقد تسبّب لك التعب والدموع. إحذر من الأجبان واللحوم المعالجة كالنقانق والمرتديلا، إذ يرتفع فيها تركيز الصوديوم، كما أن المواد الحافظة لن تقدم فوائد لصحتك بل قد تؤذيها، استبدل الجبن باللبنة الحلوة (غير المالحة) واللحوم المعالجة باللحوم الطازجة والبقول كالعدس والفاصولياء. دائماً ناقش خياراتك الغذائية والحركية مع طبيبك انتبه للمكسّرات فهي أيضاً تحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم، بالإضافة إلى السعرات الحرارية؛ لذلك حاول الابتعاد عنها وتناول الفاكهة كالموز والتفاح والبطيخ؛ إذ ينخفض فيها محتوى الصوديوم ويرتفع البوتاسيوم الذي يُعتقد بأثره المفيد على صحة الأوعية الدموية والقلب. الكركديه والعرق سوس: توجد معطيات متضاربة عن هذين المشروبين، إذ يقول البعض إن الكركديه البارد يخفّض الضغط، أما الكركديه الساخن والعرق سوس فيرفعانه، والمشكلة هنا أنه لا توجد دراسات علمية محكمة للفصل في هذا الموضوع، ولكن هذه المشروبات على عمومها هي شبيهة بالشاي والقهوة؛ إذ قد ترفع الضغط لدى مريض ارتفاع ضغط الدم، ولذلك فمن الأفضل مناقشة موضوع تناولها مع طبيبك ومحاولة الابتعاد عنها. الشاي والقهوة والكاكاو والمنبّهات: بسبب احتوائها على الكافيين قد تؤدّي هذه المشروبات إلى رفع الضغط لدى المريض، أو تصعب من تجاوب جسمه مع أدوية الضغط؛ لذلك فإن الاعتدال ضروري، ولا ينصح أن يتجاوز مأخوذ الشخص يومياً فنجاناً واحداً من القهوة أو كوباً من الشاي وخاصة الثقيل. التدخين والشيشة: كثيرون - ومنهم مرضى بارتفاع ضغط الدم - يفطرون على سيجارة، كما أنهم يقضون الليل في شرب الشيشة؛ معتقدين أن ضررها أخف من السيجارة، والحقيقة هي أن نَفَس الأرجيلة الواحد يساوي 57 سيجارة، أي قرابة ثلاث علب من السجائر، ويعد شهر رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين، الذي سيحّسن صحتك مباشرة ويساعدك في السيطرة على ضغطك ويقلّل احتمالية إصابتك بأمراض القلب والشرايين.