الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة
نشر في الجمهورية يوم 21 - 07 - 2013

العلاقة بين الجنسين كأية علاقة إنسانية , تحكمها حدود وضوابط معينة , إن توافرت وفق حالة من الفهم الصحيح , صارت إلى حالة من التكاملية على طريق إعمار الكون , و إن خضعت للأهواء و التأويلات الخاصة باتت تلك الحالة إما صراعاً أو انحلالاً.. فما هي هذه الضوابط و الحدود ؟ و كيف يمكننا تطبيقها في إطار من الفهم الصحيح الواضح ؟ ومتى يكون الاختلاط بين الجنسين مدعاة للتجاوزات ؟
يقول أ.د. إبراهيم عبد الرافع السمدوني كلية التربية جامعة الأزهر:
نحن نعاني من ثلاثة أشياء , إما الضوابط غامضة مثلاً عندما نقول: إنه يجب أن يكون لباس المرأة محتشماً هنا سنختلف في مفهوم الحشمة فرأي يقول: أن تكون المرأة منقبة وقد يخالفه رأي ويعتبر الحشمة اللباس العاري الذي يظهر معظم جسدها من منظور ثقافة معينة , إذاً لا بد من أن نتفق ما هو المفروض من الحشمة حتى لا نختلف فيه , الأمر الثاني وهو أن القواعد قد تكون موجودة لكن لا يوجد هناك اتفاق عليها فقد يكون الضابط الديني موجوداً أو القاعدة أو محدد العلاقة لكن لا يوجد إجماع عليها, الأمر الثالث و الذي يترتب على هذين الأمرين أن كل واحد منا يبدأ يتصرف على هواه و بالتالي غياب الضابط تماماً , عندما تحصل واحدة من هذه الثلاثة يؤدي إلى ظهور مشكلات في العلاقات بين الأفراد لذا أقول: إن أهمية وجود الضوابط أنها تصنع المعيار السوي و المرغوب للسلوك و الذي يسمى في علم الاجتماع (القيمة)، فالقيمة هي التي تحدد الموجه للسلوك يتفق عليه أفراد المجتمع ماذا نأكل وماذا نلبس؟, بدليل أنه في مجتمعنا العربي لا أحد يذهب للعزاء وهو يلبس اللباس الأحمر هذا الذي أقصده بالضوابط , فكلنا متفقون على هذا الأمر رغم أنه لا يوجد نص في القرآن و السنه يحدد لون لباس العزاء لكن هنا القيمة أصبحت قوية ولو كانت القيمة مستمدة من الدين لكانت قوية لكن للأسف هذا لا يحصل كثيراً, مما يؤدي إلى أن يختلف الناس في تفسيراتهم للسلوك، فوجود الضوابط و الاتفاق عليها تجعلنا جميعاً نتصرف طبقاً لنمط من السلوك , هذا النمط بلغة أهل الاجتماع هو (النمط المثالي ) لكننا سنختلف بدرجات مثلاً، النقاب سنجد امرأة منقبة ومغطية يدها و أخرى لا ,و أخرى يظهر جزء من عيونها و الأخرى تظهر عيونها كاملة , معنى هذا كلنا قريبون من نمط النقاب لكننا لسنا بنفس الدرجة.
فوجود الضوابط عنصر مهم للمجتمع , فالضوابط هي آلية لضبط السلوك ولايوجد مجتمع لا تحكمه آلية الضوابط فقط تختلف آلية الضوابط , فمثلاً الإنسان البدائي كانت آلية الضوابط التي كانت تحكمه هي فكرة الخرافات فيسجد للنار، لأن هذا الشيء الذي رآه ثم بعد فترة سنجد الدين ظهر فستكون هنا آلية الدين هي التي تحكم الإنسان ثم بعد فترة سنجد في بعض المجتمعات الدين يضعف فيحصل أن المجتمع لا يمكن أن يعيش بدون آلية الضبط , مستحيل لذا ستظهر آلية ثانية حالياً في معظم المجتمعات الإسلامية للأسف لا تحكمها آلية الدين ولا القوانين , تحكمه آلية العلم , مثال موضوع مرض الإيدز ( يا فلان العلاقة مع امرأة غريبة ليست زوجتك قد يعرضك للإصابة بمرض الإيدز).
لو أخبرته أنه قد يدخل النار , أو أخبرته أنه من الممكن أن يحبس لن يسمع كلامي، لكن لو أخبرته أن الإيدز يمكن أن يعرضه للموت سيفكر في كلامي , إذاً الذي يضبط السلوك هنا لا الدين ولا القانون بل الحكم و سيبدأ يأخذ دوره في ضبط سلوك الناس , لذا أكرر أنه لا يوجد مجتمع يعيش بدون آلية الضبط وتختلف هذه الآليات من مجتمع لآخر و طبقاً لتطور المجتمع نفسه.
وهنا قد يسأل البعض :هل الدين ينتهي و لا يعود آلية لضبط المجتمع ؟ هو لا ينتهي و لكن تبقى وظيفة المجتمع هل هو يعلي من شأن الدين ليصبح هو آلية الضبط أم لا وبالتالي اتجاه المجتمع أنه يستمد آلية ضبط من الدين أم من القانون أو من العلم لكن الذي يهمني في الأخير هل الآلية هذه تمارس دورها بفاعلية أم هي ضعيفة؟ ثم أبدأ بمعرفة الآلية التي يمكنني أن استخدمها والتي يمكن أن تنجح في المجتمع.
بمعنى هل أركز على التوعية الدينية و ستأتي بتبعية , أم أشدد على العقوبات أم أعرفهم مخاطر التدخين و ماذا يقول العلم في ذلك , لذا أخلص في حديثي هذا الى أن القواعد لضبط العلاقات بين الناس هو أمر مطلوب لأنه سيحدد أشكال العلاقة بينهم و تحديد العلاقات بين الناس أمر مهم , فلن يكون هناك ظلم , ولن يكون هناك انتهاك للحريات , ولن تكون هناك إساءة لأية علاقة كانت و ليس فقط علاقة الرجل بالمرأة.
فائزة عبد الله قحطان إسماعيل أستاذ مساعد أصول التربية كلية التربية جامعة الأزهر تقول:
أولاً: العلاقة غير البريئة هي العلاقة التي تتصف بعدم وجود موانع و عوائق لرغبات كلا الطرفين , وقد تكون بدايتها بريئة كما يسمونها، كالصداقة والزمالة و تنتهي بهما إلى الفاحشة أو في أفضل الحالات الزواج العرفي، هذه العلاقة ليست محل نقاشنا، لأن أهل العقل فضلاً عن أهل الدين يجمعون على حرمتها.
ثانياً: العلاقة البريئة و التي تكون بين رجل و امرأة أو فتى وفتاة ولكن تحدها حدود يفترض أن لا تتطور ويشملها الأدب و العلم و العرف ويصل الأمر إلى المصارحة والصدق والألفة والثقة بين الطرفين وقد تتعدى الصداقة إلى الأخوية وكلا الطرفين يحرص على مصلحة الآخر وذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله وقد يكون أحد الطرفين متزوجاً و لكن لا بأس فإنها (علاقة بريئة)وقد يعترف المجتمع بها و أصحاب هذه العلاقة على قناعة بصحتها ( وبراءتها) من الفحش و أنها علاقة زمالة أو صداقة ما دامت لا تصل إلى ما حرمه الله و ما دامت في العلن!!
و لحل هذا الإشكال سأوضح لب وأساس هذه العلاقة من الناحية الواقعية و العملية :
1 - المصارحة والصدق و الثقة في هذه العلاقة كالسم في العسل , إذ أن هذا الصدق ما هو إلا قناع لعملية تمثيلية يصور لكل واحد نفسه في أحسن صورة ويزين مظهره و يتزين في كلامه ولايقبل أن يتعرف الطرف الآخر على عيوبه.
2 هذه العلاقة يفترض أنها لا تتعدى الصداقة و الزمالة البريئة ولكن ما يُدري كلا الطرفين أن الآخر طوّر أو يطوّر هذه العلاقة ولو من طرف واحد؟
3 يجد الرجل في هذه العلاقة الراحة والتسلية، إذ إنه ينشرح صدره وينسى همه و يأنس بهذه المحادثات و المناقشات هو لا يبحث عن حل أو يريد أن يحقق غرضاً في معظم الحالات وإنما يريد أن يفرغ همه وليس مهماً أن تكون الفتاة جميلة المنظر وإنما هي كفتاة تحمل مراده و تحقق غايته من تسلية النفس أثناء المجالسة سواء عياناً أوهاتفياً وهذا الأنس مركب في طبع الرجل تجاه المرأة لا ينكره عاقل ويقابل ذلك عند المرأة زيادة على هذا تحقيق الشعور بالذات و الأهمية وزيادة الثقة بالنفس نتيجة لطلب الفتى أو الرجل إياها.
4 إذا كانت هذه العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها فقد كان أهل الجاهلية قبل الإسلام يقولون (الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز) وكانوا لا يرون في المحادثة والنظر للأجنبيات بأساً ما دام في حدود العفاف.
و هذا كان في دين الجاهلية وهو مخالف للشرع والعقل فإن فيه تعريضاً للطبع لما هو مجبول على الميل إليه , والطبع يسرق ويغلب , و المقصود أن أصحاب هذه العلاقة رأوا عدم العفاف يفسد هذه العلاقة فغاروا عليها مما يفسدها فهم لم يبتعدوا عن الفاحشة تديناً !!
5 منذ متى اعتراف المجتمع يعد معياراً , وهل اعترافه بعلانية بيع الخمور يبيح الخمر إذ أن معيار المجتمع معيار ناقص يقول الله تعالى (قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون).
الأخت (أ.ع) ربة بيت فتقول: مهما حاولنا مغالطة أنفسنا وتوهمنا أن الاختلاط ليس بمفسدة مادمنا محافظين على تعاليم ديننا، فإننا نكتشف العكس تماماً , فزوجي نقل من عمله القديم إلى عمل جديد يتطلب منه الاختلاط بالنساء يومياً ,لا أخفي عليك فلقد تضايقت كثيراً في البداية ولكن تأكيدات زوجي لي بأن هذا لن يؤثر عليه وسيظل هو ذلك الرجل المحافظ على الحدود التي وضعها الشرع له وأن الأمر مجرد عمل رسمي لن يتعدى ذلك اطمأننت لقوله ووافقته عليه ولكن الأمر لم يستمر سوى أسابيع وبدأت التغيرات تظهر على زوجي , هاتفه لايكف عن الرنين في أي وقت من زميلاته , أصبح يعرف كل شيء عنهن بل وبدأت البعض منهن تبعث له رسائل عبر الجوال فيها ود وما شابه ذلك , وأخيراً تحول الأمر إلى موضوع تعلق واشتياق من قبل زوجي لواحدة منهن ولكن شاء الله أن ينتقل من هذا العمل وهذا كان من لطف الله به , فلقد بدأ ينظر للأمر بمنظور إسلامي وقال لي بالحرف الواحد (أن يعمل الرجل مع امرأة فإن الشياطين محيطة بهما).
لضبط العلاقة بين الجنسين
لا شك أن الاختلاط يعتبر مشكلة كبيرة تعاني منها الأمة الإسلامية و الإجراءات الآن سارية على قدم و ساق من أجل القضاء على المؤسسات التعليمية المنعزلة لكن مع هذا كله لقد مكننا الله سبحانه و تعالى من مجموعة من الضوابط وكذلك السنة النبوية تضبط هذه العلاقة بين الجنسين , فإذا لم يكن الاختلاط في المدارس فسيكون خارجها , في الأسواق وأماكن العمل .
إذاً في المنظومة الإسلامية مجموعة من الضوابط تضبط العلاقة بين الجنسين نذكر منها :
1 أمر الله تعالى بغض البصر وفي ذلك وقاية من الوقوع في مقدمات الزنا , فمعروف أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس و الالتزام بهذا المبدأ مهم جداً أثناء الاختلاط بين الرجال والنساء.
2 الحجاب : فالله سبحانه وتعالى فرض الحجاب على النساء وفي ذلك وقاية للنساء و الرجال من الوقوع في الفتنة والإثارة وانتشار العفة.
3 الارتباط بالله تعالى و العمل على مرضاته , فهذه النقطة مهمة جدا،ً لأن الارتباط بالله تعالى يجعل النفس حية.
4 العلم و خاصة العلم الشرعي فهو حصانة قوية ضد الوقوع في الفتن , والعلم عموماً من أهم الأمور التي ينبغي أن يشغل الشباب بها أوقاته وكلما ارتقى الإنسان في العلم ازداد وعياً ونضجاً.
5 عدم التأثر بالإعلام وخاصة الإعلام الذي يشتغل ليل نهار على مواضيع الإثارة و بالتالي التوجه نحو الإعلام الهادف و هو خير بديل في هذا الباب.
6 العفة وهي رأس مال الفرد أنثى كان أو ذكراً وهي تاج فوق رؤوسهم و تحصين النفس من الوقوع في الزنا و مقدماته , وهذا أمر أشاد به الله تعالى ورغب فيه و دعا إليه، إذ أشاد الله تعالى بمريم بقوله سبحانه وتعالى (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها ) وكذلك في قصة يوسف عليه السلام فهو مثال للعفة على مر الأزمان.
أكثر المشاكل بسبب التبسط في المعاملة
الأخ خالد البكري مهندس يقول: اعتقد أنه متى ما التزم الواحد منا بقواعد و أوامر الدين فلن يقع المحظور , لذا لابد من الحذر في التبسط في الكلام , فإذا كان الجنس الآخر زميلاً في الدراسة أو زميلاً في العمل فحدود الكلام معه يجب ألا تتعدى الموضوع الذي يشتغلون عليه و في أماكن العمل و دون الدخول في الخصوصيات, و كم من المشاكل والمآسي تقع بسبب التبسط في الكلام وتقديم التنازلات أثناء التعامل ككثرة الضحك , والكلام خارج إطارما يجمعهما من عمل أو دراسة.
الضابط في قصة موسى مع الفتاتين
أما الطالبة أروى فتقول: سأذكر قصة الفتاتين اللتين كانتا مع سيدنا موسى عليه السلام وكما ذكر القرآن الكريم ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ثم قالت له (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) كلمات معدودات من غير تكسر ولا لحن ولا إطناب وهذه الآية تحدد كيف يتم التعامل مع الجنس الآخر حينما نضطر إلى ذلك.
الضوابط حفظ لكرامة المرأة
الأخت أمة السلام مدرسة تقول: إن الالتزام بالضوابط فيه حفظ لكرامة المرأة خصوصاً وكرامة الرجل كذلك , وفيه رقي بالعلاقات الإنسانية إلى مستوى أعلى حينما يتعامل فيه الجنسان على أساس إنسان مع إنسان أوفكر مع فكر وليس على أساس ذكر مع أنثى ما دامت لا تجمعهما أية علاقة شرعية.
علاقة مقدسة
الدكتور خليل إسماعيل إلياس رئيس قسم الدراسات الإسلامية كلية التربية سيئون جامعة حضرموت يؤكد:
العلاقة بين الرجل و المرأة علاقة مقدسة , لوعرف الناس قيمة هذه العلاقة فإن كثيراً من المشاكل الأسرية سوف تحل إن شاء الله فالعلاقة هذه يجب أن تُحترم , فالرجل تجمعه مع المرأة عدة أماكن , تجمعه الدراسة , الوظيفة , الأسرة , أماكن كثيرة لكن نكتفي بأن نقول: إن هذه العلاقة يجب أن تكون ضمن الحدود التي رسمها الله التي هي حقيقة الفطرة , لا إفراط ولاتفريط , فإذا أفرطنا فيها أصيب المجتمع بالميوعة والتحلل الأخلاقي بين الرجل والمرأة ففي الأثر رغم أن الحديث ليس من باب الصحيح لكنه للعبرة , عندما سأل موسى إبليس متى تكون أنت أقوى على الإنسان ؟ أجاب إبليس عندما يختلي الرجل بامرأة أجنبية ,فأكون رسوله إليها و رسولها إليه) يلعب بين قلبيهما.. وهناك عوامل مساعدة على هذا الأمر،منها عوامل الدراسة و العمل و المواصلات , هذه العوامل أصبحت مفروضة علينا لذا يبقى عامل الإيمان و الخوف من الله و التقوى و رقابة الله وعامل المحاسبة , وهذا عامل مهم وهذا يتجلى في قلوب المؤمنين عندما قالت له(هيت لك قال معاذ الله)معاذ الله يستحضرها المؤمن , فبسهولة حاضرة معاذ الله ,ستحضر إني أخاف الله, فلا يعني الإيمان أن أصلي وأصوم أو ألبس الحجاب إنما يعني مدى انتفاعي من إيماني , مدى حصولي على ثمرات الإيمان التي ولدت عندي الخشية , فعندما أجد نفسي في مثل هذا الموقف قوياً فمعنى ذلك أن صلاتي كانت صحيحة فأثمرت , صيامي صحيحاً و سائر عباداتي صحيحة لأنها أثمرت , وعندما تأتي ساعة ضعف و أجدني ضعيفاً فمعنى ذلك أن كل تلك الأعمال ليست كاملة بدليل أنها لم تسعفني عند حاجتي إليها وهذا يدعوني إلى المراجعة لعبادتي , فنحن نتعبد من أجل حصول الثمرة , هذا العامل الأول لذلك يقول الله عز وجل (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) إذاً الصيام من أجل التقوى ومراقبة الله (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ،( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم ) وهكذا كل العبادات لها ثمرة , هذا العامل الأول الذي يجب أن نغذيه وننميه في أنفسنا , بصحبة الصالحين (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
الجانب الثاني الذي يقويني و يحصنني هو العامل الأسري التربوي , أنا أبي من ؟ وأختي من ؟ وأمي من ؟ وخالتي وعمتي ومن ستكون زوجتي أو من هي زوجتي ؟ يجب أن انظر إلى أسرتي و تربيتي وهذا ليس من العصبية وهذا استخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يثير غيرة المؤمنين عندما وجدهم يلعبون في الرمي و يتسابقون في إصابة الهدف , شجعهم وذكرهم بمجد آبائهم قال صلى الله عليه وسلم (ارموا بني إسماعيل إن أباكم كان رامياً) ذكرهم بأبيهم البعيد إسماعيل عليه السلام من أجل استنهاض الغيرة على ذلك المجد لكي يعرفوا هم أبناء من, وقتها يتسنى لهم أن يتخلقوا بتلك الأخلاق.. في ظل هذا الانفتاح الكبير على الغرب يعتبر الواجب الأكبر يقع على الفرد نفسه , فالأسرة لم يعد باستطاعتها أن تسيطر على كل مفاتيح الحياة , إذاً أنا أحتاج إلى أن أحيي في نفسي رقابة الله , وأحيي انتمائي لهذه الأسرة , لديني لعروبتي , لشرفي , لنسبي , لعرضي، هاذان عاملان إذا ما اعتنينا بهما نستطيع أن نحجم الكثير من المساوئ التي تكون في الاختلاط بين الرجل و المرأة ..
القواعد الاجتماعية
أما الدكتور عدلي محمود السمري أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة فيقول: بالنسبة لسؤالك هل توجد ضوابط لتحديد العلاقة بين الرجل و المرأة في مستويات و مجالات مختلفة فأقول:
إننا نجد هذه الضوابط مثلاً داخل الأسرة ثم في مجال العمل أو التعليم أوحتى في مجال العلاقات الاجتماعية بصفة عامة بداية لا بد أن نعلم أن الإسلام لم يترك شيئاً لم يحدد له ضوابط , وحتى نؤكد أنه ليس فقط الضوابط بين الرجل و المرأة بل إنه وضع ضوابط لاستئذان الأطفال في الدخول على الآباء و هذه ضوابط في السلوك , متى أدخل على الآخرين ,ومتى أكلمهم وطريقة الكلام (ولا تقل لهما أف) هذه جميعها ضوابط وضعها الإسلام لتنظيم القواعد الاجتماعية أو العلاقات الاجتماعية بين الناس , إلا أنه من الملاحظ مثل أي أمر لا يوجد قدر عالٍ من الإلتزام بهذه الضوابط في مجمل علاقاتنا الاجتماعية و الخطورة هنا تكمن في أنه يبدأ كل فرد من منظوره الخاص يحدد الضوابط في علاقاته , مثلاً بعض الأزواج لا يسمحون لزوجاتهم بالمناقشة و البعض يسمح بذلك و لو نظرنا للضوابط فسنرى الرسول صلى الله عليه وسلم وضع هذه الضوابط في علاقته مع زوجاته و سنعرف الحدود لهذه الضوابط ، فمثلاً الحادثة المشهورة وفيها أن إحدى زوجاته كسرت إناء الطعام فأجبرها بأن ترد إناء بدلاً منه لصاحبة الإناء الذي كسر, هذه ضوابط في العلاقات الاجتماعية , أيضاً السيدة عائشة عندما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم هل يحبها فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: إن حبك كالعقدة فكانت عندما تحب تمزح معه تسأله كيف حال العقدة اليوم , هذا يوضح لنا ضوابط العلاقة بين الزوج و الزوجة.
إن الخطورة في أننا جميعاً نتصرف و نعتقد أن هذا هو السلوك الصحيح و قد يكون بعيداً عن الدين تماماً وهذا موجود في ظواهر كثيرة في علاقاتنا الاجتماعية , و نستطيع أن نقول: إنه من الغريب أن بعض الأشخاص الذين يقولون: إنهم يتجهون نحو الحداثة يرجعون إلى التمسك بالدين وهذا مثال بسيط فهناك من يقول الرجل المودرن والحديث يعطي البنت ميراثها لأنه ابتدأ في فترة تحرم المرأة من الميراث و كأنه إذا أردت أن أثبت أنني رجل عصري وغير متخلف لابد أن أعطي المرأة ميراثها , هو ليس متخلفاً ولاحديث , هو رجع لدينه وهذا هو الأساس و الذي كنت تفعله قبل هذا هو خروج عن الدين، فإذا رجعنا إلى موضوعنا الأساسي فأنا أناصر الرأي الذي يقول: لا يستطيع رجل أن يأخذ من امرأة أكثر مما هي تريد أن تعطيه.
فعندما تبدأ المرأة تتساهل و كأنها متاحة للجميع هنا تكمن الخطورة , فهي القادرة على وضع الضوابط فكل إنسان لايتصرف من منطلق تفكيره إنما يرى الذي أمامه و بالتالي يبدأ يضبط تصرفاته على تصرفات الآخرين , والأمر الطبيعي هو أنني إذا رأيت أمامي التزاماً دينياً وأخلاقياً وقيمياً كرجل سأقف عند حدي فعندما نلتزم بقواعد الدين فكل الأمور ستتضح لنا , وهذه نقطة مهمة , فلن تكون هناك إساءة تفسير لسلوك معين , لن يكون هناك تمادٍ للسلوك المخالف لأنه عندما تكون الضوابط واضحة فلن تحدث مشكلة , فنحن نختلف عندما يفسر لكل واحد منا أن ما يراه هو الصحيح وأن هذا هو الدين.
هذا رأيي الشخصي..
أخيرا في نهاية هذا الاستطلاع يتضح لنا أنه لا توجد علاقة بريئة بين الرجل و المرأة أو الفتى والفتاة سواء في الجامعة أو العمل أو أي مكان , أما كلمة علاقة بريئة فقد أطلقها كل مخادع لنفسه وغيره على علاقة لاترضي الله ورسوله وبعيداً عن هذا كله نهمس في أذن من كان مقتنعاً بهذه العلاقة ونسأله : إن الوقت و الأعمال تسجل إما في ديوان الحسنات أو ديوان السيئات ففي أي الديوانين يسجل الوقت الذي قضيته أو قضيتيٍه تحت عنوان العلاقة البريئة , أفي الحسنات أم السيئات؟
و أختم بمقولة للمستشرق (شاتليه) حيث قال ( إذا أردتم أن تغزوا الإسلام و تدحضوا شوكته وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها , والتي كانت السبب الأول و الرئيسي لاعتزاز المسلمين ولشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم , عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم و كتابهم القرآن و تحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافاتكم وتاريخكم و نشر روح الإباحية و توفير عوامل الهدم المعنوي وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم و السذج و البسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أعضائها).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.