حمّل رجل الأعمال أحمد صالح العيسي، رئيس شركة عبر البحار المالكة للسفينة (شامبيون 1) الجانحة في ميناء المكلا الجهات الحكومية المختصة مسؤولية التباطؤ في سحب السفينة (شامبيون 1) في ميناء المكلا. وأكد العيسي في مؤتمر صحفي عُقد مساء أمس بصنعاء أن الجهات المعنية لم تتفاعل مطلقاً مع البلاغات التي تلقّتها حول سرعة سحب السفينة من ساحل المكلاء بالرغم من إبلاغ رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع التي وجّهت قائد المنطقة بسرعة عمل الحلول الكفيلة بإنهاء حادث جنوح السفينة (شامبيون 1) ومختلف الجهات المعنية بهذا الأمر ولم يتم التجاوب مطلقاً. ولفت مالك السفينة الجانحة إلى أن الإمكانيات الموجودة مع الشؤون البحرية وميناء المكلا غير ملائمة لسحب السفينة ولا تفي بالغرض، مشدّداً على سلامة السفينة (شامبيون 1) وصلاحيتها للإبحار وفقاً لشهادات السلامة الدولية الحاصلة عليها من المنظمة الدولية للملاحة البحرية (كلاس) والتي بموجبها مُنحت ترخيص الإبحار من الهيئة العامة للشؤون البحرية. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده لتوضيح ملابسات حادثة جنوح السفينة قبالة مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في مطلع شهر رمضان: إن الكمية المتسّربة من السفينة بلغت طنّي مازوت من إجمالي حمولتها البالغة أكثر من 4400 طن. وتوقّع العيسي انتهاء مشكلة جنوح السفينة بعد 24 ساعة بعد التوجيهات التي صدرت أمس من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية، وفي حال وصول (لنش القطر) التابع لميناء الضبة النفطي بعد أن صدرت توجيهات من وزارة النفط أمس لإدارة الميناء لإرسال (اللنش) التابع للميناء لقطر السفينة. وأكد أن طاقم السفينة لم يتعرّض لأي أذى وأن السفينة لم تتعرّض لأي عطب فني، لافتاً إلى أن بقية شحنة المازوت التي على متنها في وضع آمن حتى الآن بعد أن نجحت جهود الطاقم في تخفيف حمولتها من المازوت تجنّباً لاحتكاكها بصخور الساحل وحدوث ما لا تُحمد عقباه. وأوضح في هذا الصدد أن الشركة المالكة للسفينة لجأت إلى مد أنبوب بطول 200 متر من السفينة إلى الساحل لتفريغ جزء من حمولتها عبر نقله إلى ناقلات النفط التي وفّرها فرع شركة النفط في المحافظة المالكة للشحنة التي كان مقرّراً أن تعيد الشركة توزيع المازوت على محطات توليد الكهرباء، مبيّناً أن الكمية التي تم تفريغها من السفينة بلغت ألفي طن؛ فيما تُركت بقية الشحنة للحفاظ على توازن السفينة تجنّباً لتعرضها للجرف بواسطة الأمواج البحرية. وحول أسباب تسرب جزء من حمولة السفينة إلى ساحل المكلا؛ كشف العيسي أنه أثناء عملية تفريغ جزء من شحنة السفينة عبر الأنبوب الذي تم وصله من السفينة إلى ناقلات النفط في الساحل، كانت تتسرّب بعض الكميات من المازوت عبر الأنبوب؛ لكن تسرب الكمية الأكبر حدث بعد قيام مسلّحين بإطلاق النار على السفينة ما أدّى إلى هروب طاقم السفينة للاختباء داخل السفينة تاركين المضخة مفتوحة؛ فتسربت الكمية الأكبر من المازوت، لكن إجمالي الكمية المتسربة إلى البحر لم تتعد طنين فقط، كما أكد نجاح الفرق التابعة للهيئة العامة للشؤون البحرية في محاصرة بقع الزيت التي تسرّبت من السفينة (شامبيون 1). وأضاف: تبيّن لنا بعد الحادث الذي جاء نتيجة عاصفة بحرية عدم امتلاك ميناء المكلا أو قوات خفر السواحل الإمكانيات الفنية للتعامل مع مثل هكذا حوادث ما جعلنا نطلب من ميناء الضبة النفطي التابع للحكومة وميناء بلحاف لتصدير الغاز إرسال لنش لسحب السفينة؛ لكن الجهتين رفضتا الموافقة لعدم وجود أوامر لهما بالتدخل، مشيداً بتفاعل محافظ حضرموت خالد الديني مع الحادث بالرغم من عدم وجود أي إمكانيات في المحافظة للتعامل مع مثل هذا النوع من الحوادث. من جهة أخرى قال رئيس الهيئة العامة للشؤون البحرية الدكتور ياسر الزماني إنه تم تفريغ 1810من كمية المازوت من الباخرة (شامبيون 1) الجانحة في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، والتي تقدّر حمولتها ب 4770 طناً. وأكد الدكتور الزماني أن الهيئة العامة للشؤون البحرية تواصل الإشراف وبذل جهودها لإكمال إفراغ شحنة الباخرة (شامبيون 1) من مادة المازوت، ومكافحة التلوّث الناتج عن التسرُّب الذي لايزال بسيطاً مقارنة بكمية الحمولة الكلية لدى السفينة، لافتاً إلى أن الرياح تشكّل عامل صعوبة للعمل بسبب نسب الموج، فضلاً عن صعوبات أخرى نتيجة وجود موقع الحادث القريب من تجمعات المواطنين. إلى ذلك قال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في حضرموت الدكتور عبدالله سالم بن غوث إنه تنفيذاً لتوجيهات محافظ حضرموت خالد الديني تم تشكيل لجنة طبية من مكتب صحة ساحل حضرموت لتقييم الأثر البيئي والصحي لكارثة ناقلة النفط «شامبيون 1» الجانحة في سواحل مدينة المكلا قرب مستشفى الأمومة والطفولة. وأكد الدكتور بن غوث، رئيس اللجنة المشكّلة وكذا عضوية أربعة أطباء اختصاصيين من مكتب الصحة وكلية الطب في جامعة حضرموت سارعت بالنزول الميداني إلى مستشفى الأمومة والطفولة للاطمئنان على حالة المرضى في أقسام الأطفال والحضانة والطوارئ والولادات ومقابلة الأطباء والعاملين وإعطائهم توجيهات باتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية. وعبّرت اللجنة عن شكرها وتقديرها للجهود التي بذلتها وتبذلها السلطة المحلية في المحافظة لمواجهة الكارثة وتعزيز السلامة البيئية والصحية.