تحتفل اليمن غداً الأحد باليوم العالمي لمحو الأمية وتعليم الكبار “8 سبتمبر”، في الوقت الذي مازال 200 ألف طفل يضافون سنوياً إلى قوائم الأميين في هذا البلد. وأقر مؤتمر وزراء التربية والتعليم في العالم الذي انعقد في سبتمبر منتصف العقد السادس من القرن الماضي في إيران الثامن من سبتمبر يوماً لمحو الأمية وتعليم الكبار، وبعد عام واحد تبنته منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” في مؤتمرها الرابع عشر في باريس، وألزمت الدول الأعضاء بالاحتفال بهذه المناسبة سنوياً. ونظراً للأهمية التي تكتسبها هذه المناسبة سعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى الوقوف على ما تحقق في هذا القطاع باليمن؛ بغية نشر التعليم والقضاء على الجهل والأمية في أوساط المجتمع، باعتبار التعليم أساس نهوض الشعوب والأمم. يؤكد رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار التابع لوزارة التربية والتعليم الذي أنشئ في العام 1992م أحمد عبدالله أحمد أهمية المناسبة؛ باعتبارها وقفة تقييمية لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية وتعليم الكبار من خلال معرفة مكامن القوة والضعف من أجل تعزيز نقاط القوة والسعي لإيجاد حلول ومعالجات للصعاب والإشكاليات التي تواجهها. ويشير إلى سعي الجهاز المستمر من خلال العديد من الأنشطة والبرامج إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي أقرها مجلس الوزراء في العام 1998م؛ وذلك عبر إيجاد مناهج متخصصة واستهداف المناطق الريفية لارتفاع نسبة الأمية فيها لاسيما في أوساط الإناث، مبيناً أن إجمالي عدد الملتحقين بمراكز محو الأمية للعام الدراسي 2011 - 2012م بلغ 151 ألفاً و 843 دارساً ودارسة. فيما توضح الإحصاءات أن عدد الملتحقين بمرحلة أول أساسي 61 ألفاً و 176 دارساً ودارسة منهم 58 ألفاً و 182 من الإناث، وبلغ عدد الملتحقين للثاني أساسي 52 ألفاً وخمسة دارسين ودارسات منهم 50 ألفاً و 690 من الإناث، كما بلغ عدد الملتحقين لمرحلة المتابعة 29 ألفاً و 808 دارسين ودارسات منهم 28 ألفاً و 688 من الإناث، فيما بلغ عدد الملتحقين بمراكز التدريب الأساسي 586 متدرباً، بالإضافة إلى 8 آلاف و 254 متدربة بمراكز التدريب السنوي. وتؤكد المؤشرات ارتفاع نسبة الملتحقين بمراكز محو الأمية في الريف عنها في الحضر بنسبة 71 بالمئة؛ حيث بلغ عدد الدارسين في الريف 107 آلاف و 925 دارساً ودارسة منهم 104 آلاف و 955 من الإناث، فيما بلغ عددهم في الحضر 42 ألفاً و 905 دارسين ودارسات منهم 40 ألفاً و873 من الإناث أي بنسبة 29 بالمئة. لكن وبمقارنة عدد السكان الذي يقارب ال 25 مليوناً نسمة وفقاً للإسقاطات السكانية للجمهورية اليمنية وفي ظل ارتفاع نسبة الأمية التي تبلغ في أوساط الإناث 2ر62 بالمئة، بالإضافة إلى النمو السكاني المتسارع بنسبة 3 بالمئة، فإن عدد الملتحقين بمراكز محو الأمية لا يذكر. ويرجع أحمد عبدالله ذلك إلى عدم توفر البنية التحتية لمحو الأمية في ظل شحة الإمكانات والتشتت السكاني الذي يقارب 100 ألف تجمع سكاني، فضلاً عن ضعف الحالة الاقتصادية للأسر اليمنية وغيرها من العوامل التي تعيق التوسع في برامج محو الأمية، مشيراً إلى الجهود التي بذلت في سبيل استكمال البنية التحتية المؤسسية والتشريعية لمحو الأمية. وخلال استعراضه للإنجازات والجهود التي بذلت على مدى سنوات العقد الأخير وفقاً لتنفيذ مبادرة القرائية من أجل التمكين التي أعلنتها منظمة اليونسكو مطلع 2003م وتستهدف 36 دولة منها اليمن أشار إلى ثلاثة روافد تضيف إلى أعداد الأميين ما يقارب ال 200 ألف طفل سنوياً والمتمثلة في “الأطفال غير المستوعبين وغير الملتحقين في مرحلة التعليم الأساسي من التعليم النظامي، الرسوب والتسرب السنوي من صفوف التعليم النظامي، المتسربين من الدراسة من صفوف محو الأمية قبل إنهاء مرحلة التحرر”. وتطرق أحمد عبدالله إلى الجهود المبذولة في مجال التأهيل وبناء قدرات العاملين في جهاز محو الأمية وفروعه في المحافظات من خلال تنفيذ العديد من ورش العمل والدورات التدريبية للمدربين ومدربي معلمات الريف، فضلاً عن الجهود المبذولة لتوفير معلمات في الأرياف والمناطق النائية. وعلى الرغم من كل ذلك فإن الواقع يثبت عدم جدوى كل تلك الجهود في القضاء على الأمية، الأمر الذي يوجب تضافر جهود الجميع مؤسسات وأفراد لتفعيل المشاركة المجتمعية؛ باعتبارها مسؤولية وطنية بتحققها تكون التنمية المستدامة لكل مواطن يمني في سبيل الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام. ويشير أحمد عبدالله إلى سعي الجهاز إلى بناء شراكات حقيقية مع منظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية المحليين والخارجيين ومنها الشراكة مع شركة الاتصالات M T N يمن التي أفضت إلى عمل برنامج لمحو أمية حوالي 9 آلاف دارسة في محافظات “الأمانة، لحج، إب ، شبوة 5 ، حجة” وكذا الشراكة القائمة مع مكتب اليونسكو لدول الخليج العربي من أجل تفعيل المشاركة المجتمعية في أنشطة وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار. داعياً منظمات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب من خلال بناء شراكة حقيقية مع الجهاز وتوجيه أنشطتهم وبرامجهم في محو الأمية وتعليم الكبار، مطالباً الأجهزة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية للاهتمام بمحو الأمية وتعليم الكبار والتعريف بخطورتها وضرورة اجتثاثها من مجتمعنا؛ باعتبارها المشكلة الرئيسية لظاهرتي التخلف والفقر. وتطرق رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار إلى ما تمثله الأمية من عائق قوي وتحد كبير أمام التنمية في اليمن؛ كونها تقوض تنفيذ الكثير من البرامج التنموية في مختلف المجالات وتفرز آثاراً سلبية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وثقافية بين أوساط المجتمع. يشار إلى أن العالم يحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية في ظل وجود أكثر من 774 مليون شخص راشد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة في العالم وشخص راشد واحد من أصل خمسة أشخاص لايزال أمياً (وثلثا الأمّيين من النساء) و1ر72 مليون طفل هم خارج المدارس، في حين أن عدداً أكبر من الأطفال لا يحضرون الصفوف بانتظام أو في حالة تسرّب مدرسي.