هكذا كلّما ألتقي فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي أجدني في حضرة عملاق من عمالقة الإبداعي الفني اليمني أجدني عازم على أن انجز مشروعاً كبيراً من المشاعر والكلمات لإنسان أبدع في تشكيل إحساسي وبناء ذائقتي وسافر أعواماً وأعواماً في جوارحي فأحياها وأضاء جوانبها إيماناً ووطنية وحباً ومازال يُبحر في روحي، فيغمرها طمأنينة وفضيلة وسمواً..!! مشروع لا يعيقه حد ولانهاية.. مشروع كبير من المشاعر التي يجب أن تتنفس الدموع وتأخذ راحتها في السفر إلى وجدان الأستاذ الفنان أيوب طارش عبسي، فتستأنس بالتجوّل في سريرته والتأرجح في أهدابه..!! أيوب طارش بساطة الطيبين..عبق الصالحين.. نغم الخلود..عنوان تعز الأبرز وأبو الغناء التعزّي ومؤسس مدرسته. فالبدء في هذا الأمر الآن وليس غداً خوفاً أن اشعر بعقدة الذنب وعملاً برد الجميل بالجميل. لكنني أتوقف أحياناً وأسأل نفسي: هل هناك متسع من الكلمات تأخذ حجم الشعور وهل الأستاذ أيوب طارش سيسمح بتجسيد هذا الشعور كما أريد حتى يكون الرضا ويهدأ البال؟. أيوب طارش صوفية الكلمة، روحانية الجوارح حين يشدو بكلمات أحمد بن علوان أوعبدالرحيم البرعي أوالجنيد..يجبرك على تسليم زمام الروح للرجوع..والتنصل من عظمة (الأنا) والوقوف على حصاد الإثم..رشته روحانية كاملة يطيب به الداء ويعيد البهجة إلى القلب المتعب..!! تكريم أيوب هذا الأسبوع من قبل رئيس الجمهورية لا يجب أن يكون فقط تسليمه درعاً تكريمياً من الدرجة الأولى أو ماشابه ، إنما تكريمه إعادة الاعتبار لهذا العملاق تجاه ما لاقاه من تجاهل رسمي طوال العقود الماضية، واجه الكثيرمن المعاناة فيما يتعلق بمرضه فهل يعقل اذا مرض هذا المبدع تحتاج الجهات الرسمية إلى مناشدات وحملة تبرع من محبيه لعلاجه ويظل يعاني شهوراً من أجل سفره؟ أقول: تكريم الفنان أيوب هو إعطاؤه مكانته الكبيرة من الاحتفاء والاهتمام الرسمي باعتماد مخصصات مالية له من قبل وزارة الثقافة والمجلس المحلي بتعز كرواتب شهرية وكذلك الالتفات الدائم لمعاناته المرضية وتعرف وزارة الثقافة كيف يتم الاهتمام والاحتفاء بهذا المبدع جيداً ولاتحتاج من أحد أن يعرّفها من هو أيوب وماذا ينبغي أن يكون عليه وضعه؟. كلمات الشاعر علي عبدالرحمن جحاف غناء الفنان اليمني الكبير ايوب طارش وَاطَاير امْغرْبِ ذِيْ وَجَّهْت سَنّ امْتهايم قلبي ضناه امْعَذابْ أحيان في مْزيدية واحيان منها وِشَايِمْ شَيَّب وِعاده شَبَابْ سَقِّم أَشَا اتْسَايَلَكْ وَاخُو مْطُيُور مْحَوايِمْ عسى تِرِدِّ مْجَواب كُنْشِيْ نِحَاكُنْ وِليْ يِزْهَد يُوَطِّيْ مْتَمَايِمْ يِفْتح لقلبي مْكِتاب لكل معلول دواء دِلَّهْ تِحِطِّه يحاوِيْ إلاَّ عليل مْهوى مَاشِي لجرحه مُداوي ومْقلب لاكِدِن غَوَى نَاخوكَ مَاهَا تِسَاوِيْ دايم زماني وانا بين امْجَفا ومْغلايِبْ ما ذقت طعم امْسَعَادة