الشعوب التي لها مساهمة في التقدم والحضارة الإنسانية تعلي من شأن رموزها ومبدعيها وتخلد أعمالهم الإبداعية فتسن القوانين التي تجعل الحفاظ على إرثهم الإبداعي مسئولية الدولة والمجتمع بإنشاء مراكز بحثية أو معاهد علمية بأسمائهم وإصدار مطبوعات تحمل صورهم “ طوابع بريدية” ما أود قوله أنه يوجد لدينا في اليمن مبدعون يستحقون التخليد يأتي على رأسهم رمزان كبيران جسدا بإيداعهما الفريد أحوال الزمان وأثر المكان في ملامح الإنسان وتكويناته وبناء مشاعره، رمزان عظيمان أحدهما رحل عن دنيانا الفانية بعد أن ترك لنا رصيداً كبيراً من الإبداع ظاهره الشعر والأدب وباطنه الأسى والحزن، إنه شاعر اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني رحمه الله رحل عنا ولم يلق ما يستحقه إلا من القليل، والرمز الثاني ما يزال على قيد الحياة فنان بألف عام تجاوز بفنه الراقي حدود الإبداع إلى فضاء التفرد والخصوصية. أسطورة فنية جاءت من عالم الجمال معطرة برحيق الحب ومرصعة بكنوز الفرح تعزف اللحظات ألحان عشق وقصائد فردوسيه بنكهة الشوق وطعم الشجن مليء حقول وهضاب اليمن بأنغام وأناشيد من ذهب عند حضور صوته الشجي نترك خلفنا عالم الصخب والتعب ونسافر إلى عالم الصفاء والنقاء عالم الحب والجمال إلى حيث يجد الإنسان ذاته فنان عبر بألحانه العذبة عما يكتنزه حلق الإنسان اليمني من آهات وتنهدات ضخمة كنزتها غربة الذات ومنافي الوطن أنه الفنان” أيوب طارش عبسي” أطال الله بعمره. السؤال يكرر نفسه: متى ينال هذا الفنان الرائع التكريم الذي يليق به كرمز وطني وقومي تحفظه الذاكرة الشعبية، التكريم الذي يليق به وبعطائه بإنشاء مركز أو معهد باسمه يدرس فيه علم الموسيقى ويعمل على رعاية الموهوبين ويحفظ فيه التراث الغنائي اليمني من الضياع ويقدم أعمال هذا الفنان للدارسين والباحثين بأسلوب علمي راقٍ على غرار بعض المراكز والمعاهد التي سميت بأسماء شخصيات كان لها عطاء متميز على سبيل المثال معهد أمين ناشر للعلوم الصحية بعدن ومعهد جميل غانم والكثير من ذلك وهناك قرار جمهوري بأن تعز عاصمة الثقافة اليمنية وأقترح يكون مقر المركز أو المعهد في م /تعز.