على الرغم من الإنتاج الفني الغزير الذي قدّمه الأستاذ الكبير الفنان أيوب طارش،إلا أنه لم يقتحم مجال الأغنية العيدية..بما فيها من جلال .. إذ لم يدع مجالاً إلا وتناوله في أغانيه .. غنّى الأغنية الوطنية لشعراء كثيرين إلى حد جعله في طليعة من غنّوا الأغنية الوطنية.. ولم يقتصر في ذلك على شاعر واحد فقط بل كانت له تجارب مع شعراء عدة ابتداءً بالفضول الذي غنّى له ملاحم وطنية لعل أشهرها((ردّدي أيتها الدنيا نشيدي )) والتي صارت النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، ولو أن ايوب غنى ولحّن هذه الأغنية فقط دون سواها لكانت كافية في جعله واحداً من روّاد الأغنية الوطنية.. كما غنّى الأغنية العاطفية بتعدّد لهجاتها وأشكالها ومضامينها، بل غنّى كل ألوان الغناء اليمني بأشكاله المختلفة (( صنعاني – حضرمي – لحجي- تهامي- تعزي)).. وامتدت اسهاماته لتشمل الفلكلور،غنّى للزراعة والأرض والتنمية والطبيعة ولم يدع جانباً ولاشكلاً من أشكال الغناء المحلي إلا وطرق بابه.. تعامل في كل ذلك مع كوكبة من شعراء الأغنية اليمنية منهم : ((الفضول – أحمد الجابري – سلطان الصريمي- علي عبدالرحمن جحّاف – عبده علي ياقوت)) وغيرهم كثيرون .. لسنا هنا بصدد تقييم تجربة أيوب طارش ومشواره الطويل مع الغناء فهذا بحاجة إلى وقفة تطول كثيراً ليس هذا مكانها، ولكن أحببنا فقط ان نشير وبشكل موجز إلى شمولية هذا الفنان الذي اتسع نشاطه الفني واستلهم في ألحانه وأغانيه قضايا اجتماعية وعاطفية وانسانية ووطنية ، لكنني ومع اطلالة كل عيد من الأعياد الدينية ((كعيد الفطر وعيد الأضحى)) مثلاً يقفز إلى الذهن دائماً فنان كبير هو أيوب طارش فأتساءل : تُرى لماذا لم يغنّ أيوب طارش أغنية عيدية وهو الأقدر على صياغة لحن جميل يُضاف إلى ألحانه البديعة؟ هو مجرد تساؤل فقط لا يعني التقليل من شمولية هذا الفنان ..ولكنها كانت ستكون إضافة نوعية لعطائه المتميز..خاصة وان ألحان ايوب من الألحان التي اذا استقرت في ذهن ووجدان المستمع فإنها لاتغادره مطلقاً.. فلها قدرة غير عادية على الثبات والاستقرار وهذا هو واحد من أسباب عديدة جعلت ايوب طارش يتبوأ منزلة عالية في قلوب مستمعيه، وهذه الإلماحة التي ذكرناها فيما يتعلّق بأغاني العيد هي أشبه برسالة نوجّهها إلى فناننا القدير ، فلربما فاجأنا في يوم ما بأغنية عيدية تنافس وبقوة عشرات الأغاني العيدية التي نسمعها هنا وهناك. [email protected]