أثار قرار حكومي بإحالة فنان يمني شهير إلى التقاعد استياء واسعاً في الوسط الأدبي والفني والصحافي، حيث هاجم كتاب وصحافيون قرار إحالة الفنان أيوب طارش إلى التقاعد ووصفوه بالتصرف المشين والمخزي واعتبره البعض “إساءة لرمز وطني في البلاد”. كان قرار وزارة الخدمة المدنية اليمنية بإحالة طارش إلى التقاعد تسرب إلى الصحافة وما إن بدأ الحديث عنه في الأوساط الفنية والأدبية والصحافية حتى بدأت الكتابات الصحافية المنتقدة واستنكار مثل هذا الإجراء بحق فنان كبير. وحسب تعبير الأديب أحمد ناجي أحمد الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فإن إحالة فنان عظيم يحظى بتقدير شعبه، للتقاعد، تصرف مشين. وجاء هذا الإجراء الحكومي بإحالة الفنان أيوب إلى التقاعد في حين كانت تبذل جهود وترتيبات بدأت منذ أكثر من سنتين لمنحه درجة وزير تقديرا لدوره الكبير في الفن اليمني وباعتباره ملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية المعتمد منذ عام 1990 وهو الحديث الفني الذي ارتبط بتوحيد شطري البلاد في ذلك العام.والفنان أيوب طارش واحد من أشهر المطربين ولم يبهت نجمة منذ سطع مع أواخر الستينات في مدينة عدن حتى الآن ليلة واحدة وهو من قلائل المطربين الذين لم تشهد مسيرتهم الفنية أي تراجع فني. واشتهر أيوب بالأغاني العاطفية في بداية حياته الفنية وصوته العذب المثير للشجن وهو ما جعل أغانيه تنتشر بسرعة في الأوساط الشعبية وسجل خلال السبعينات والثمانينات أجمل أغانيه العاطفية والوطنية التي انتشرت في عموم مدن وأرياف اليمن وكان صوته مصاحبا لليمنيين المهاجرين في أصقاع الدنيا يأنسون به ويستعينون به على غربة الوطن والأهل. ويعود للفنان أيوب طارش الفضل في الإسهام الكبير إن لم يكن الوحيد في خلق لون يمني جديد في الغناء اليمني الشهير بتعدد ألوانه الغنائية وهو اللون الذي يمكن أن يطلق عليه اللون التعزي، نسبة إلى منطقة تعز التي تقع وسط اليمن الكثيرة السكان والتي ينتمي إلى ريفها الفنان أيوب طارش ومنه أخذ ألحانه، حتى صار هناك فنانون يتبعون لونه الغنائي. ومن أبرز اللحظات الفنية الخالدة للفنان أيوب اعتماد أغنيته الوطنية (رددي أيتها الدنيا نشيدي) للشاعر الغنائي الراحل عبدالوهاب الفضول، الذي شكل معه ثنائياً جميلاً لسنوات طويلة، نشيدا وطنيا للجمهورية اليمنية بعد أن كانت واحدة من أشهر الأغاني الوطنية التي تبثها إذاعتا وتلفزيونا صنعاءوعدن وتنشد في الحفلات الرسمية لفترة طويلة.