الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    فينيسيوس يتوج بجائزة الافضل    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    هبوط المعدن الأصفر بعد موجة جني الأرباح    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    إيفرتون يصعق ليفربول ويوجه ضربة قاتلة لسعيه للفوز بالبريميرليغ    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الثالثة خلال ساعات.. عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير طائرة    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملات التحصين غير كافية بمعزل عن الاهتمام بالتحصين الروتيني فهو الأساس في تأمين الوقاية والحماية للطفولة من الأمراض القاتلة
د. خالد غيلان لصحيفة «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 07 - 10 - 2013

نستشف دروساً وعبراً تجسدت في حكمة لا يزال صداها يتردد عبر الأزمان.. مفادها : «أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء».
اقع الحال في حاضرنا المثقل بالأمراض الخطيرة يعزز فيه العلماء المختصون أهمية الأخذ بهذه الحكمة حتى لا يتهاون المرء بصحته ويقيها ويجنبها الأمراض.
وعلى هذا الأساس نجد التحصين أحد أهم التدخلات الصحية الوقائية الفعالة والآمنة، فدراسات كثيرة أعطته هذه الميزة واعتبرته أفضل التدخلات الطبية في تحقيق السلامة التي تأتي بالمردود الجيد صحياً واقتصادياً ضمن معادلة الكلفة والفائدة، مقارنة بحجم المشاكل المرضية المترتبة على الإصابة بالأمراض وما يترتب على الإصابة بها من كلفة اقتصادية وخسائر بشرية.
تدور أسئلة وتساؤلات كثيرة حول التحصين الروتيني وعن التطعيم في الحملة الاحترازية الحالية، وقد ناقشناها في اللقاء التالي مع الدكتور/خالد غيلان سعيد- استشاري طب الأطفال، فإلى التفاصيل..
حلّ الالتباس
البعض يكتفي بما حصل عليه أطفاله خلال الحملات من تطعيمات.. آلا يدل هذا على سوء الفهم وجهل الكثير من الآباء والأمهات بأهمية التحصين الروتيني؟
كل ما قلته صحيح، وعلى وسائل الإعلام (المقروء والمرئي والمسموع ) والمثقفين بالمجتمع ومقدمي المشورة في المرافق الصحية أن يكثفوا جهودهم في هذه الناحية لكشف اللبس عند الناس، ليدركوا بأن التحصين الروتيني هو الأساس وليس كالتحصين في الحملات التي تأتي اضطرارية بسبب تدني الإقبال على التطعيم الروتيني.
وما أنجزته وحققته حملات التحصين السابقة بجولاتها المختلفة من نجاحات لن تحتفظ بما حققته على المدى الطويل، ما لم يتم توسيع وتفعيل الجانب الأساسي الأهم والأبرز، آلا وهو التحصين الروتيني.
وفيه تتعدد اللقاحات، فهناك الأحادية كلقاحات(السل، شلل الأطفال، الحصبة، المكورات الرؤية، الروتا ،الكزاز للفتيات والنساء في سن الإنجاب)، وهناك اللقاح المدمج المركب مثل اللقاح الخماسي: على هيئة لقاحٍ واحد مضاد لخمسة أمراض وهي(الخناق، الكزاز الوليدي، السعال الديكي، التهاب الكبد البائي، التهاب السحايا بالمستدمية النزلية «ب»).
ومن شأن هذه اللقاحات متى التزم الأب أو الأم بإعطائها للطفل قبل بلوغه العام الأول والنصف من العمر في المرفق الصحي كاملةً..أن تنمي وتقوي مناعة جسم الطفل المُحصن وتحد من الإصابة بأمراض الطفولة القاتلة التي يؤمن التحصين وقايةً منها والمعروفة بحدتها وفداحتها.
مسار التحصين
ألا يؤثر التطعيم في الحملة الاحترازية ضد شلل الأطفال التي يتواصل تنفيذها حتى الخميس 9 أكتوبر الجاري على مسار التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية ضد أمراض الطفولة القاتلة للأطفال دون العام الأول من العمر؟
ليست هناك مشكلة في التطعيم الروتيني المضاد لعشرة أمرض قاتلة ومنها فيروس شلل الأطفال، وفي حال تزامن موعد جلسة التطعيم مع الحملة فليس ما يمنع أو يحول دون حصول الطفل خلال الحملة على اللقاحات الروتينية بحسب موعدها، فالمرافق الصحية -كالعادة- على أتم الجاهزية لتقدم هذه الخدمات خلال حملات التحصين دون أي مشكلة.
ونغتنم الفرصة هنا لدعوة الآباء والأمهات بضرورة تحصين جميع أطفالهم دون سن الخامسة بغض النظر عن الجرعات التي تلقوها في السابق، حيث تتواصل هذه الحملة بزخمٍ واهتمامٍ إعلامي واسع حتى الخميس(9 أكتوبر2013م) على مستوى (13)محافظة من محافظات الجمهورية التي تُعد معبراً أو مقصداً للاجئين والمتسللين من القرن الأفريقي.
لا تعاد الجرعات المستحقة
في حال تأخر الطفل كثيراً عن مواعيد جلسات التطعيم بالمرفق الصحي.. آلا يستدعي إعادته لجرعات التطعيم السابقة؟
الطفل المحصن وإن تأخر عن موعد جلسة التطعيم يواصل التطعيم باللقاحات المستحقة دون إعادة الجرعات السابقة.
وأنوه إلى ضرورة تلقي الطفل لجرعات التطعيم في موعدها، وإن فات الموعد فلا يمنع ذلك أو يسقط أحقيته في الحصول على اللقاحات المستحقة واحتسابها بغض النظر عن مضي موعدها دون إعادة الجرعات السابقة، حيث أن الفواصل الزمنية بين الجرعات لفترات أطول لا تؤثر على مستوى المناعة النهائية لغالبية اللقاحات التي تتطلب أكثر من جرعة ؛ وبالتالي لا يتم إعادة الجرعات المعطاة سابقاً.
ولو أن طفلاً بلغ من العمر تسعة أشهر ولم يحصل سوى على لقاحي الشلل والخماسي قبل حوالي ستة أشهر، فيجب في هذه الحالة تلقيه للجرعة الثانية من لقاحي الشلل والخماسي، وأيضاً تطعيمه بجرعة من لقاح الحصبة مع فيتامين(أ)، ثم بعد شهر كامل يتم إعادته إلى المرفق الصحي لاستكمال الجرعة الثالثة للقاحي الشلل والخماسي.
هل يعطى الطفل بالضرورة جرعات التطعيم الروتيني قبل بلوغه العام الأول من العمر؟
هذا مؤكد، من أجل حماية الطفل في المرحلة الأولى من عمره والتي لا تزال خلالها المناعة غير مكتملة في مرحلة البناء.
حيث يكون البدء بتحصين الطفل منذ ولادته بلقاح السل ولقاح شلل الأطفال الفموي، بينما يأتي موعد اللقاح الخماسي بجرعاته الثلاث مع جرعات شلل الأطفال الأساسية الثلاث وجرعتين من اللقاح المضاد لفيروس الروتا بفاصل زمني يصل إلى شهر أو (28 يوماً) بين الجرعة والأخرى، على النحو المحدد في جدول التطعيم، بحيث ُتستوفى هذه اللقاحات قبل اكتمال السنة الأولى من عمر الطفل، باستثناء الجرعة الثانية من لقاح الحصبة التي تعطى لاحقاً مع جرعة من فيتامين»أ» وجرعة تنشيطية ضد فيروس الشلل وذلك عند عمر سنة ونصف، في حال أن تلقى الطفل في السابق وهو في شهره التاسع من العمر جرعة أولى من هذا اللقاح مع جرعتي فيتامين «أ» ولقاح الشلل الفموي(الجرعة التنشيطية).
الالتزام بمواعيد اللقاحات
ما أهمية الالتزام بتحصين الأطفال ضد أمراض الطفولة في مواعيدها المحددة؟ ولماذا لا يتم الاكتفاء ببعض التطعيمات وترك الباقي؟
على النحو الموضح في جدول المواعيد المدونة على كرت التحصين الخاص بالطفل، فمن الضروري على الآباء والأمهات التوجه بأطفالهم إلى مراكز التحصين خمس مرات في السنة الأولى من عمرهم، ومرة سادسة لأخذ الجرعة الثانية ضد الحصبة عند ما يبلغون من العمر عام ونصف، وأحذر من الاكتفاء بجرعة واحدة أو اثنتين من اللقاحات الروتينية، لأنها لا تكفي لحماية الطفل من تلك الأمراض القاتلة، بل لابد له من استكمال جميع جرعات التطعيم قبل إتمامه العام الأول من العمر.
علاوة على ذلك ضرورة استكماله الجرعة الثانية ضد الحصبة عند سن عام ونصف.
إذ أن نصف وفيات الأطفال الناجمة عن السعال الديكي وثلث الوفيات الناجمة عن شلل الأطفال وربع الوفيات الناجمة عن الحصبة تحصل قبل انتهاء السنة الأولى من العمر.
بالتالي، فموعد أول زيارة إلى المرفق الصحي بعد الولادة مباشرة أو في أقرب مدة بعد الولادة لتلقي لقاح السل مع جرعة تنشيطية ضد شلل الأطفال، كون الأجهزة الدفاعية للوليد ضعيفة وليست لديه أية مناعة ضد هذين المرضين.
أما موعد الزيارة الثانية، فلدى بلوغ الطفل الأسبوع السادس من العمر حوالي(شهر ونصف) ليحصل على الجرعة الأولى من اللقاح الخماسي المدمج لأمراض(الكزاز الوليدي، السعال الديكي، الخناق، التهاب الكبد البائي، التهاب السحايا بالمستدمية النزلية»ب»»)، مع الجرعة الأولى للقاحات شلل الأطفال والمكورات الرئوية والروتا.
أما الزيارة الثالثة فموعدها عند عمر عشرة أسابيع(نحو شهرين ونصف) للحصول على الجرعة الثانية من اللقاح الخماسي مع لقاحات شلل الأطفال والمكورات الرئوية والروتا.
وبعدها الزيارة الرابعة عند عمر ثلاثة أشهر ونصف ليُعطى خلالها الطفل الجرعة الثالثة من لقاحات(الخماسي، شلل الأطفال، المكورات الرئوية).
وفي موعد الزيارة الخامسة لدى بلوغ الطفل الشهر التاسع من عمره يحصل على الجرعة الأولى من لقاح الحصبة مع جرعة من فيتامين»أ» اللازم لصحة الطفل ولدعم وتقوية مناعته ضد الكثير من الأمراض الخطيرة، إلى جانب جرعة تنشيطية من لقاح شلل الأطفال الفموي.
وبعدها بعدة أشهر، لدى بلوغ الطفل عام ونصف من العمر يأتي موعد الزيارة السادسة والأخيرة والتي يتلقى الطفل فيها الجرعة الثانية من لقاح الحصبة وجرعة من فيتامين»أ « مع جرعة تنشيطية أخرى من لقاح الشلل.
فالتحصين هدفه أسمى وغايته الحقيقية وقاية وصون الأطفال من بعض أمراض الطفولة المُعدية الأشد تهديداً وفتكاً.
تنشيط التطعيم
كيف تقيمون الجهود والمساعي لوزارة الصحة العامة والسكان الرامية إلى صون وحماية الأطفال الصغار من أمراض الطفولة القاتلة؟
وزارة الصحة العامة والسكان من واقع المسؤولية حرصت على حماية ووقاية الأطفال من أمراض الطفولة القاتلة (السل، الكزاز الوليدي، شلل الأطفال، الحصبة، التهاب الكبد البائي، السعال الديكي، الخناق- التهاب السحايا بالمستدمية النزلية «ب») فدعمت التحصين الروتيني وعملت على إنعاشه وتنشيطه ورفع نسبة التغطية باللقاحات الروتينية إلى أعلى مما هي عليه حالياً، خاصةً في الوضع الراهن الذي لا بد فيه من زيادة الإقبال على التطعيمات الروتينية لبلوغ التغطية المأمولة للمستهدفين من الأطفال دون العام والنصف من العمر بكافة جرعات التطعيم على طول البلاد وعرضها بسبب انتشار فيروس شلل الأطفال في الصومال وظهوره في دول أخرى بالقرن الأفريقي مثل كينيا وأثيوبيا، إلى جانب دولة جنوب السودان.
بناء الثقة
يخشى بعض الآباء والأمهات من تبعات تلقي أطفالهم لجرعات التحصين وبالذات الحقن.. فماذا يتعين عليهم فعله عند ظهور بعض الأعراض، مثل الحمى أو الورم والاحمرار بعد تلقي الطفل للحقنة؟ وماذا لو كان الطفل قبل تحصينه يعاني أساساً من حمى أو زكام أو إسهال أو سعال؟
إن الورم والاحمرار عند موضع الحقنة والحمى الخفيفة التي تنشأ- أحياناً- بعد تلقيها.. أمور عادية لا داعي للخوف منها أو القلق - مطلقاً- كونها تختفي لدى أغلب الحالات بعد يوم أو يومين.
وبالتالي، يمكن تخفيف الألم والورم بوضع كمادات باردة في موضع الورم، وخفض درجة الحرارة المرتفعة(الحمى) في هذه الحالة يتم بغسل جسم الطفل الذي يعاني منها بماءٍ عادي من الرأس وحتى القدمين أو إعطائه دواء خافض للحرارة.
وخوف بعض الآباء والأمهات من لقاح شلل الأطفال الفموي لا نجده مبرراً فاللقاح آمن للغاية.
أما من يتخوفون من لقاحات التحصين الروتيني وتحديداً الحقن.. خشية أن تؤذي الطفل أو تعرضه للخطر فأطمئنهم بأنها تحقق المنفعة والفائدة لأطفالهم، ومنعها عنهم يتنافى مع مصلحة فلذات الأكباد، إذ لابد أن يأخذ الطفل كافة جرعات التطعيم في موعدها المناسب وكذلك في الحملات - ولو كان مريضاً - من دون إرجاء أو تأجيل، وما من ضرر يمكن أن يتعرض له إذا أعطي الجرعة في موعدها لمجرد إصابته بحمى أو زكام أو إسهال أو أي مرض آخر طفيف، فالهدف وقاية وصون الطفولة من الإصابة ببعض الأمراض المعدية الأشد تهديداً لفلذات الأكباد والتي يقي منها التحصين.
وتترك مسألة تأجيل الجرعة - إذا وجدت ضرورة للتأجيل- إلى الطبيب أو مقدم خدمة التطعيم، فهو من يقرر متى تُعطى أو لا تُعطى جرعات التطعيم، وليس الأب أو الأم.
ومن دواعي تأجيل التطعيم إذا كان الطفل يعاني مرضاً شديداً أو كان في وضع صحي خاص يستلزم رقوده بالمستشفى أو كان يعاني من حمى مرتفعة تزيد على (38.3 ْم).
علماً بأن جرعة اللقاح ضد داء الشلل التي تعطى للطفل المصاب بالإسهال لا بد من إعادتها مرة أخرى بعد تماثله للشفاء من الإسهال، مخافة عدم استفادته من الجرعة وتبددها عندما كان يعاني الإسهال.
رسالة محبة
ما فحوى الرسالة التي تحب أن تتوجه بها للحارمين أطفالهم من التحصين الروتيني؟
إن التحصين - كما أسلفت- يحمي الطفل من أمراض قاتلة، وتساعد لقاحاته في بناء مناعة الطفل ؛ ولا قدر الله وأصيب بإحدى هذه الأمراض قبل تحصينه فلن يجدي تحصينه ضد المرض الذي أصيب به نفعاً.
والطفل غير المحصن إن نجا من الموت جراء إصابته بأيٍ من أمراض الطفولة القاتلة، كمرض الحصبة - مثلاً - أو السعال الديكي لشدة وطأة هذه الأمراض، فلن يسلم من مضاعفات أيٍ منها المهددة لصحة الطفل والمنهكة والمضعفة لجسده والمؤثرة سلباً على نموه الطبيعي.
وتفيد الإحصاءات بأن نصف وفيات الأطفال الناجمة عن السعال الديكي وثلث الوفيات الناجمة عن شلل الأطفال وربع الوفيات الناتجة عن الحصبة تحصل لغير المحصنين قبل السنة الأولى من العمر.
كذلك الطفل غير المحصن معرض لعدوى فيروس شلل الأطفال المسبب للإعاقة الحركية ومن الممكن أن تنتج عنه الوفاة في الحالات الوخيمة، مع أن البلاد نالت العام الماضي- بحمد الله- إشهاداً عالمياً بخلوها من هذا الداء الوخيم.
غير أن هذا لا يعني بأي حال الاستغناء أو حرمان الأطفال من تلقي جرعات اللقاح الروتينية المضادة لهذا المرض وغيره من أمرض الطفولة القاتلة.
كما ليس بمستبعدٍ إصابة الطفل غير المطعم بجراثيم الكزاز المنتشرة في التربة وعلى الأسطح المختلفة المتسخة في كل مكان، فهي تنمو وتتكاثر على الجروح المتسخة أو التي تنتج بفعل وخزة أو ضربة غائرة في الجلد بأداة حادة ملوثة بهذه الجراثيم، أو لدى قطع الحبل السري بأداة غير نظيفة وغير معقمة أو وضع مواد ملوثة على موضع القطع ( كالتراب- السمن- الكحل... الخ). كذلك الأمر عند استخدام الأدوات والمواد الملوثة في الختان.
ونظراً لإطلاق جراثيم الكزاز سموماً فإنها تسري في الجسم وصولاً إلى الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي تؤدي في النهاية إلى الوفاة بصورة وحشيةٍ مؤلمة.
بينما تسبب الإصابة بالتهاب السحايا بالمستدمية النزلية»ب» مضاعفات خطيرة جداً على الطفل، أبرزها (التهاب الأذن الوسطى- الالتهاب الرئوي الحاد- التخلف العقلي).. في حين نجد أن مرض المكورات الرئوية يسبب التهاباً رئوياً حاداً.. ويعد التهاب الرئة بالمكوارات الرئوية سبباً رئيسياً لوفاة الرضع، ومعدل الوفاة بينهم نتيجة هذا المرض تتراوح بين «15 ٪ - 10 ٪ »وقد تصل النسبة إلى«60 %»لدى الرضع دون سن الستة أشهر.
إن واجب كل أبٍ وأمٍ الالتزام بمواعيد إعطاء جرعات التحصين المدونة على كرت التطعيم الخاص بكل طفل مستهدف، مع الحفاظ على هذا الكرت من التلف أو الضياع باعتباره المدونة والمرجع الأساسي الذي يرجع إليه العامل الصحي المقدم لخدمة التطعيم لمعرفة ما تلقاه الطفل من لقاحات ومواعيد تلقيه للجرعات.
كما إن هذا الكرت سيفيده عند إصدار شهادة ميلاده، وعند تسجيله الأول للالتحاق بالدراسة الأساسية لدى بلوغه السن القانوني.
غير أن فقدان أو تلف كرت التطعيم على أهميته لا يعني التوقف عن تطعيم الطفل، وإنما لابد من استكماله لبقية الجرعات الروتينية حتى أخر جرعة.
نأمل من الجميع، المثابرة على تحصين جميع أطفالهم دون العام والنصف من العمر بكامل جرعات التطعيم الروتيني مع تحصين من هم دون سن الخامسة في الحملة الاحترازية ضد شلل الأطفال المستمرة حتى الخميس(9 أكتوبر2013م).. ولا ينبغي الركون إلى حملات التحصين واعتبارها بديلة تغني عن التحصين الروتيني، فما هي إلا مكملة له، كون جرعاته أساسية وضرورية لحماية فلذات الأكباد من أمراض الطفولة القاتلة التي تهدد صحتهم وسلامتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.