لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملات التحصين غير كافية بمعزل عن الاهتمام بالتحصين الروتيني فهو الأساس في تأمين الوقاية والحماية للطفولة من الأمراض القاتلة
د. خالد غيلان لصحيفة «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 07 - 10 - 2013

نستشف دروساً وعبراً تجسدت في حكمة لا يزال صداها يتردد عبر الأزمان.. مفادها : «أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء».
اقع الحال في حاضرنا المثقل بالأمراض الخطيرة يعزز فيه العلماء المختصون أهمية الأخذ بهذه الحكمة حتى لا يتهاون المرء بصحته ويقيها ويجنبها الأمراض.
وعلى هذا الأساس نجد التحصين أحد أهم التدخلات الصحية الوقائية الفعالة والآمنة، فدراسات كثيرة أعطته هذه الميزة واعتبرته أفضل التدخلات الطبية في تحقيق السلامة التي تأتي بالمردود الجيد صحياً واقتصادياً ضمن معادلة الكلفة والفائدة، مقارنة بحجم المشاكل المرضية المترتبة على الإصابة بالأمراض وما يترتب على الإصابة بها من كلفة اقتصادية وخسائر بشرية.
تدور أسئلة وتساؤلات كثيرة حول التحصين الروتيني وعن التطعيم في الحملة الاحترازية الحالية، وقد ناقشناها في اللقاء التالي مع الدكتور/خالد غيلان سعيد- استشاري طب الأطفال، فإلى التفاصيل..
حلّ الالتباس
البعض يكتفي بما حصل عليه أطفاله خلال الحملات من تطعيمات.. آلا يدل هذا على سوء الفهم وجهل الكثير من الآباء والأمهات بأهمية التحصين الروتيني؟
كل ما قلته صحيح، وعلى وسائل الإعلام (المقروء والمرئي والمسموع ) والمثقفين بالمجتمع ومقدمي المشورة في المرافق الصحية أن يكثفوا جهودهم في هذه الناحية لكشف اللبس عند الناس، ليدركوا بأن التحصين الروتيني هو الأساس وليس كالتحصين في الحملات التي تأتي اضطرارية بسبب تدني الإقبال على التطعيم الروتيني.
وما أنجزته وحققته حملات التحصين السابقة بجولاتها المختلفة من نجاحات لن تحتفظ بما حققته على المدى الطويل، ما لم يتم توسيع وتفعيل الجانب الأساسي الأهم والأبرز، آلا وهو التحصين الروتيني.
وفيه تتعدد اللقاحات، فهناك الأحادية كلقاحات(السل، شلل الأطفال، الحصبة، المكورات الرؤية، الروتا ،الكزاز للفتيات والنساء في سن الإنجاب)، وهناك اللقاح المدمج المركب مثل اللقاح الخماسي: على هيئة لقاحٍ واحد مضاد لخمسة أمراض وهي(الخناق، الكزاز الوليدي، السعال الديكي، التهاب الكبد البائي، التهاب السحايا بالمستدمية النزلية «ب»).
ومن شأن هذه اللقاحات متى التزم الأب أو الأم بإعطائها للطفل قبل بلوغه العام الأول والنصف من العمر في المرفق الصحي كاملةً..أن تنمي وتقوي مناعة جسم الطفل المُحصن وتحد من الإصابة بأمراض الطفولة القاتلة التي يؤمن التحصين وقايةً منها والمعروفة بحدتها وفداحتها.
مسار التحصين
ألا يؤثر التطعيم في الحملة الاحترازية ضد شلل الأطفال التي يتواصل تنفيذها حتى الخميس 9 أكتوبر الجاري على مسار التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية ضد أمراض الطفولة القاتلة للأطفال دون العام الأول من العمر؟
ليست هناك مشكلة في التطعيم الروتيني المضاد لعشرة أمرض قاتلة ومنها فيروس شلل الأطفال، وفي حال تزامن موعد جلسة التطعيم مع الحملة فليس ما يمنع أو يحول دون حصول الطفل خلال الحملة على اللقاحات الروتينية بحسب موعدها، فالمرافق الصحية -كالعادة- على أتم الجاهزية لتقدم هذه الخدمات خلال حملات التحصين دون أي مشكلة.
ونغتنم الفرصة هنا لدعوة الآباء والأمهات بضرورة تحصين جميع أطفالهم دون سن الخامسة بغض النظر عن الجرعات التي تلقوها في السابق، حيث تتواصل هذه الحملة بزخمٍ واهتمامٍ إعلامي واسع حتى الخميس(9 أكتوبر2013م) على مستوى (13)محافظة من محافظات الجمهورية التي تُعد معبراً أو مقصداً للاجئين والمتسللين من القرن الأفريقي.
لا تعاد الجرعات المستحقة
في حال تأخر الطفل كثيراً عن مواعيد جلسات التطعيم بالمرفق الصحي.. آلا يستدعي إعادته لجرعات التطعيم السابقة؟
الطفل المحصن وإن تأخر عن موعد جلسة التطعيم يواصل التطعيم باللقاحات المستحقة دون إعادة الجرعات السابقة.
وأنوه إلى ضرورة تلقي الطفل لجرعات التطعيم في موعدها، وإن فات الموعد فلا يمنع ذلك أو يسقط أحقيته في الحصول على اللقاحات المستحقة واحتسابها بغض النظر عن مضي موعدها دون إعادة الجرعات السابقة، حيث أن الفواصل الزمنية بين الجرعات لفترات أطول لا تؤثر على مستوى المناعة النهائية لغالبية اللقاحات التي تتطلب أكثر من جرعة ؛ وبالتالي لا يتم إعادة الجرعات المعطاة سابقاً.
ولو أن طفلاً بلغ من العمر تسعة أشهر ولم يحصل سوى على لقاحي الشلل والخماسي قبل حوالي ستة أشهر، فيجب في هذه الحالة تلقيه للجرعة الثانية من لقاحي الشلل والخماسي، وأيضاً تطعيمه بجرعة من لقاح الحصبة مع فيتامين(أ)، ثم بعد شهر كامل يتم إعادته إلى المرفق الصحي لاستكمال الجرعة الثالثة للقاحي الشلل والخماسي.
هل يعطى الطفل بالضرورة جرعات التطعيم الروتيني قبل بلوغه العام الأول من العمر؟
هذا مؤكد، من أجل حماية الطفل في المرحلة الأولى من عمره والتي لا تزال خلالها المناعة غير مكتملة في مرحلة البناء.
حيث يكون البدء بتحصين الطفل منذ ولادته بلقاح السل ولقاح شلل الأطفال الفموي، بينما يأتي موعد اللقاح الخماسي بجرعاته الثلاث مع جرعات شلل الأطفال الأساسية الثلاث وجرعتين من اللقاح المضاد لفيروس الروتا بفاصل زمني يصل إلى شهر أو (28 يوماً) بين الجرعة والأخرى، على النحو المحدد في جدول التطعيم، بحيث ُتستوفى هذه اللقاحات قبل اكتمال السنة الأولى من عمر الطفل، باستثناء الجرعة الثانية من لقاح الحصبة التي تعطى لاحقاً مع جرعة من فيتامين»أ» وجرعة تنشيطية ضد فيروس الشلل وذلك عند عمر سنة ونصف، في حال أن تلقى الطفل في السابق وهو في شهره التاسع من العمر جرعة أولى من هذا اللقاح مع جرعتي فيتامين «أ» ولقاح الشلل الفموي(الجرعة التنشيطية).
الالتزام بمواعيد اللقاحات
ما أهمية الالتزام بتحصين الأطفال ضد أمراض الطفولة في مواعيدها المحددة؟ ولماذا لا يتم الاكتفاء ببعض التطعيمات وترك الباقي؟
على النحو الموضح في جدول المواعيد المدونة على كرت التحصين الخاص بالطفل، فمن الضروري على الآباء والأمهات التوجه بأطفالهم إلى مراكز التحصين خمس مرات في السنة الأولى من عمرهم، ومرة سادسة لأخذ الجرعة الثانية ضد الحصبة عند ما يبلغون من العمر عام ونصف، وأحذر من الاكتفاء بجرعة واحدة أو اثنتين من اللقاحات الروتينية، لأنها لا تكفي لحماية الطفل من تلك الأمراض القاتلة، بل لابد له من استكمال جميع جرعات التطعيم قبل إتمامه العام الأول من العمر.
علاوة على ذلك ضرورة استكماله الجرعة الثانية ضد الحصبة عند سن عام ونصف.
إذ أن نصف وفيات الأطفال الناجمة عن السعال الديكي وثلث الوفيات الناجمة عن شلل الأطفال وربع الوفيات الناجمة عن الحصبة تحصل قبل انتهاء السنة الأولى من العمر.
بالتالي، فموعد أول زيارة إلى المرفق الصحي بعد الولادة مباشرة أو في أقرب مدة بعد الولادة لتلقي لقاح السل مع جرعة تنشيطية ضد شلل الأطفال، كون الأجهزة الدفاعية للوليد ضعيفة وليست لديه أية مناعة ضد هذين المرضين.
أما موعد الزيارة الثانية، فلدى بلوغ الطفل الأسبوع السادس من العمر حوالي(شهر ونصف) ليحصل على الجرعة الأولى من اللقاح الخماسي المدمج لأمراض(الكزاز الوليدي، السعال الديكي، الخناق، التهاب الكبد البائي، التهاب السحايا بالمستدمية النزلية»ب»»)، مع الجرعة الأولى للقاحات شلل الأطفال والمكورات الرئوية والروتا.
أما الزيارة الثالثة فموعدها عند عمر عشرة أسابيع(نحو شهرين ونصف) للحصول على الجرعة الثانية من اللقاح الخماسي مع لقاحات شلل الأطفال والمكورات الرئوية والروتا.
وبعدها الزيارة الرابعة عند عمر ثلاثة أشهر ونصف ليُعطى خلالها الطفل الجرعة الثالثة من لقاحات(الخماسي، شلل الأطفال، المكورات الرئوية).
وفي موعد الزيارة الخامسة لدى بلوغ الطفل الشهر التاسع من عمره يحصل على الجرعة الأولى من لقاح الحصبة مع جرعة من فيتامين»أ» اللازم لصحة الطفل ولدعم وتقوية مناعته ضد الكثير من الأمراض الخطيرة، إلى جانب جرعة تنشيطية من لقاح شلل الأطفال الفموي.
وبعدها بعدة أشهر، لدى بلوغ الطفل عام ونصف من العمر يأتي موعد الزيارة السادسة والأخيرة والتي يتلقى الطفل فيها الجرعة الثانية من لقاح الحصبة وجرعة من فيتامين»أ « مع جرعة تنشيطية أخرى من لقاح الشلل.
فالتحصين هدفه أسمى وغايته الحقيقية وقاية وصون الأطفال من بعض أمراض الطفولة المُعدية الأشد تهديداً وفتكاً.
تنشيط التطعيم
كيف تقيمون الجهود والمساعي لوزارة الصحة العامة والسكان الرامية إلى صون وحماية الأطفال الصغار من أمراض الطفولة القاتلة؟
وزارة الصحة العامة والسكان من واقع المسؤولية حرصت على حماية ووقاية الأطفال من أمراض الطفولة القاتلة (السل، الكزاز الوليدي، شلل الأطفال، الحصبة، التهاب الكبد البائي، السعال الديكي، الخناق- التهاب السحايا بالمستدمية النزلية «ب») فدعمت التحصين الروتيني وعملت على إنعاشه وتنشيطه ورفع نسبة التغطية باللقاحات الروتينية إلى أعلى مما هي عليه حالياً، خاصةً في الوضع الراهن الذي لا بد فيه من زيادة الإقبال على التطعيمات الروتينية لبلوغ التغطية المأمولة للمستهدفين من الأطفال دون العام والنصف من العمر بكافة جرعات التطعيم على طول البلاد وعرضها بسبب انتشار فيروس شلل الأطفال في الصومال وظهوره في دول أخرى بالقرن الأفريقي مثل كينيا وأثيوبيا، إلى جانب دولة جنوب السودان.
بناء الثقة
يخشى بعض الآباء والأمهات من تبعات تلقي أطفالهم لجرعات التحصين وبالذات الحقن.. فماذا يتعين عليهم فعله عند ظهور بعض الأعراض، مثل الحمى أو الورم والاحمرار بعد تلقي الطفل للحقنة؟ وماذا لو كان الطفل قبل تحصينه يعاني أساساً من حمى أو زكام أو إسهال أو سعال؟
إن الورم والاحمرار عند موضع الحقنة والحمى الخفيفة التي تنشأ- أحياناً- بعد تلقيها.. أمور عادية لا داعي للخوف منها أو القلق - مطلقاً- كونها تختفي لدى أغلب الحالات بعد يوم أو يومين.
وبالتالي، يمكن تخفيف الألم والورم بوضع كمادات باردة في موضع الورم، وخفض درجة الحرارة المرتفعة(الحمى) في هذه الحالة يتم بغسل جسم الطفل الذي يعاني منها بماءٍ عادي من الرأس وحتى القدمين أو إعطائه دواء خافض للحرارة.
وخوف بعض الآباء والأمهات من لقاح شلل الأطفال الفموي لا نجده مبرراً فاللقاح آمن للغاية.
أما من يتخوفون من لقاحات التحصين الروتيني وتحديداً الحقن.. خشية أن تؤذي الطفل أو تعرضه للخطر فأطمئنهم بأنها تحقق المنفعة والفائدة لأطفالهم، ومنعها عنهم يتنافى مع مصلحة فلذات الأكباد، إذ لابد أن يأخذ الطفل كافة جرعات التطعيم في موعدها المناسب وكذلك في الحملات - ولو كان مريضاً - من دون إرجاء أو تأجيل، وما من ضرر يمكن أن يتعرض له إذا أعطي الجرعة في موعدها لمجرد إصابته بحمى أو زكام أو إسهال أو أي مرض آخر طفيف، فالهدف وقاية وصون الطفولة من الإصابة ببعض الأمراض المعدية الأشد تهديداً لفلذات الأكباد والتي يقي منها التحصين.
وتترك مسألة تأجيل الجرعة - إذا وجدت ضرورة للتأجيل- إلى الطبيب أو مقدم خدمة التطعيم، فهو من يقرر متى تُعطى أو لا تُعطى جرعات التطعيم، وليس الأب أو الأم.
ومن دواعي تأجيل التطعيم إذا كان الطفل يعاني مرضاً شديداً أو كان في وضع صحي خاص يستلزم رقوده بالمستشفى أو كان يعاني من حمى مرتفعة تزيد على (38.3 ْم).
علماً بأن جرعة اللقاح ضد داء الشلل التي تعطى للطفل المصاب بالإسهال لا بد من إعادتها مرة أخرى بعد تماثله للشفاء من الإسهال، مخافة عدم استفادته من الجرعة وتبددها عندما كان يعاني الإسهال.
رسالة محبة
ما فحوى الرسالة التي تحب أن تتوجه بها للحارمين أطفالهم من التحصين الروتيني؟
إن التحصين - كما أسلفت- يحمي الطفل من أمراض قاتلة، وتساعد لقاحاته في بناء مناعة الطفل ؛ ولا قدر الله وأصيب بإحدى هذه الأمراض قبل تحصينه فلن يجدي تحصينه ضد المرض الذي أصيب به نفعاً.
والطفل غير المحصن إن نجا من الموت جراء إصابته بأيٍ من أمراض الطفولة القاتلة، كمرض الحصبة - مثلاً - أو السعال الديكي لشدة وطأة هذه الأمراض، فلن يسلم من مضاعفات أيٍ منها المهددة لصحة الطفل والمنهكة والمضعفة لجسده والمؤثرة سلباً على نموه الطبيعي.
وتفيد الإحصاءات بأن نصف وفيات الأطفال الناجمة عن السعال الديكي وثلث الوفيات الناجمة عن شلل الأطفال وربع الوفيات الناتجة عن الحصبة تحصل لغير المحصنين قبل السنة الأولى من العمر.
كذلك الطفل غير المحصن معرض لعدوى فيروس شلل الأطفال المسبب للإعاقة الحركية ومن الممكن أن تنتج عنه الوفاة في الحالات الوخيمة، مع أن البلاد نالت العام الماضي- بحمد الله- إشهاداً عالمياً بخلوها من هذا الداء الوخيم.
غير أن هذا لا يعني بأي حال الاستغناء أو حرمان الأطفال من تلقي جرعات اللقاح الروتينية المضادة لهذا المرض وغيره من أمرض الطفولة القاتلة.
كما ليس بمستبعدٍ إصابة الطفل غير المطعم بجراثيم الكزاز المنتشرة في التربة وعلى الأسطح المختلفة المتسخة في كل مكان، فهي تنمو وتتكاثر على الجروح المتسخة أو التي تنتج بفعل وخزة أو ضربة غائرة في الجلد بأداة حادة ملوثة بهذه الجراثيم، أو لدى قطع الحبل السري بأداة غير نظيفة وغير معقمة أو وضع مواد ملوثة على موضع القطع ( كالتراب- السمن- الكحل... الخ). كذلك الأمر عند استخدام الأدوات والمواد الملوثة في الختان.
ونظراً لإطلاق جراثيم الكزاز سموماً فإنها تسري في الجسم وصولاً إلى الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي تؤدي في النهاية إلى الوفاة بصورة وحشيةٍ مؤلمة.
بينما تسبب الإصابة بالتهاب السحايا بالمستدمية النزلية»ب» مضاعفات خطيرة جداً على الطفل، أبرزها (التهاب الأذن الوسطى- الالتهاب الرئوي الحاد- التخلف العقلي).. في حين نجد أن مرض المكورات الرئوية يسبب التهاباً رئوياً حاداً.. ويعد التهاب الرئة بالمكوارات الرئوية سبباً رئيسياً لوفاة الرضع، ومعدل الوفاة بينهم نتيجة هذا المرض تتراوح بين «15 ٪ - 10 ٪ »وقد تصل النسبة إلى«60 %»لدى الرضع دون سن الستة أشهر.
إن واجب كل أبٍ وأمٍ الالتزام بمواعيد إعطاء جرعات التحصين المدونة على كرت التطعيم الخاص بكل طفل مستهدف، مع الحفاظ على هذا الكرت من التلف أو الضياع باعتباره المدونة والمرجع الأساسي الذي يرجع إليه العامل الصحي المقدم لخدمة التطعيم لمعرفة ما تلقاه الطفل من لقاحات ومواعيد تلقيه للجرعات.
كما إن هذا الكرت سيفيده عند إصدار شهادة ميلاده، وعند تسجيله الأول للالتحاق بالدراسة الأساسية لدى بلوغه السن القانوني.
غير أن فقدان أو تلف كرت التطعيم على أهميته لا يعني التوقف عن تطعيم الطفل، وإنما لابد من استكماله لبقية الجرعات الروتينية حتى أخر جرعة.
نأمل من الجميع، المثابرة على تحصين جميع أطفالهم دون العام والنصف من العمر بكامل جرعات التطعيم الروتيني مع تحصين من هم دون سن الخامسة في الحملة الاحترازية ضد شلل الأطفال المستمرة حتى الخميس(9 أكتوبر2013م).. ولا ينبغي الركون إلى حملات التحصين واعتبارها بديلة تغني عن التحصين الروتيني، فما هي إلا مكملة له، كون جرعاته أساسية وضرورية لحماية فلذات الأكباد من أمراض الطفولة القاتلة التي تهدد صحتهم وسلامتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.