زيارة مجانية قد تعني الحياة والمستقبل للأطفال الصغار، لا تكلف الأب أو الأم مشقة ستعيق أياً منهما طالما الأمر في النهاية في مصلحة الأولاد. هذا هو التحصين الروتيني للأطفال الواجب التزام الآباء والأمهات به من خلال إحضار أطفالهم إلى المرافق الصحية لتلقي جرعاته وفقاً للمواعيد المدونة في كرت التطعيم (بطاقة التطعيم) الخاصة بكل طفل حتى اكتمال الجرعات لدى بلوغ الطفل عاماً ونصف من العمر، وهكذا يفترض بهم لحماية وصون أولادهم، وبتلك الكيفية وحدها سيحصلون على حصانة ومناعة من الأمراض القاتلة التي تتربص بهم الدوائر. ووفقاً للإحصاءات يقضي نحو (10ملايين طفل) نحبه سنوياً، ربعهم بما يمثل ( مليونين وخمسمائة ألف) تقريباً يموتون بأمراض يمكن الوقاية منها إذا أعطوا لقاحات التطعيم في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. ومع الأسف قد يرى البعض عدم الحاجة إلى مواصلة تطعيم أطفاله والاكتفاء بما تلقوه سابقاً من تطعيمات، وهذا إن دلّ على أن شيء فإنه يدل على سوء الفهم وجهل الكثير من الآباء والأمهات بأهمية التحصين الروتيني، إذ ليس محدود الأثر كالتحصين في الحملات التي تنفذ بسبب تدني الإقبال على التطعيم الروتيني والتي لا تحتفظ بما حققته على المدى الطويل، ما لم يتم توسيع وتفعيل الجانب الأساسي الأهم والأبرز، ألا وهو التحصين الروتيني كون لقاحاته متعددة تُعطى وفق جدول زمني للجرعات. ومن لقاحاته الأحادية كلقاحات (السل شلل الأطفال الحصبة المكورات الرئوية الكزاز) ومنها المدمجة المركبة مثل اللقاح الخماسي، أي المضاد لخمسة أمراض مجتمعة وهي (الخناق الكزاز الوليدي السعال الديكي التهاب الكبد البائي التهاب السحايا بالمستدمية النزلية"ب") في لقاح واحد ومتى التزم الأب أو الأم بإعطائها للطفل قبل بلوغه العام الأول من العمر، ثم عند بلوغه من العمر عاماً ونصف العام لدى موعد الجرعة الثانية من لقاح الحصبة مع جرعة من فيتامين"أ" على غرار الجرعة الأولى للحصبة وفيتامين "أ" التي يحصل عليها وهو في سن تسعة أشهر، فمن شأنها بهذه الكيفية المتكاملة أن تنمي وتقوي مناعة جسم الطفل المحصن لمقاومة ميكروبات وجراثيم معروفة بحدتها وفداحتها ولا سبيل للوقاية الكاملة منها إلا بالتحصين. وقد دأبت وزارة الصحة العامة والسكان حرصاً منها على حماية ووقاية الأطفال من أمراض الطفولة القاتلة(السل الكزاز الوليدي شلل الأطفال الحصبة التهاب الكبد البائي السعال الديكي الخناق التهاب السحايا بالمستدمية النزلية"ب" المكورات الرئوية) دأبت على دعم التحصين الروتيني والعمل على إنعاشه وتنشيطه ورفع نسبة التغطية باللقاحات الروتينية إلى أعلى مما كانت عليه سلفاً من خلال الأنشطة الإيصالية للتطعيم الروتيني الذي تتولاه فرق تحصين بين الحين والآخر في العزل والقرى البعيدة عن المرافق الصحية، بالإضافة إلى تلك الواقعة في محيط المرافق الصحية. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكان بوزارة الصحة العامة والسكان.