منير عوض لا أنا فكّرة لا خيال ولا أي شيء مما يخطر في بال المغني حين يكتب أحلامه لن يترك مساحة لإضافتي أنا البياض الموقت في كل شيء لا أعتني بقطة الغيب ولا أرجو منها أن تدلّني على شجرتي العائلية أنا سلسلة من القهر تمتد إلى ما قبل هوة المسمّى سلالة من الغرقى سلالة من المذبوحين سلالة من المشنوقين بخيط حرير لم أتنبّه إلى قدري كمغذّي انفجارات وصانع كوارث إلا بعد أن تهشّم وجهي على كتب الفلاسفة والمنجّمين. يدي آخر ما تبقّى لي من حطام أغنية يدي التي لا تتذكّر لم تمنحني فرصة الاحتفاء ولو بعيد ميلادها إنها رقصي الخاوي من الفرح زنزانتي لا أكف فيها عن التفاوض والتقاتل مع كائنات العالم العلوي والسفلي أحياناً نتبادل الأسرى، الدموع، العواطف تماماً كما يفعل أبناء العم. حين قبّلتني فتاة بين عيني كنت مليئاً بحطام القصائد لم أبح لها أن رائحتها كرائحة القمر وحين حدّثتني أخرى عن ماء يتسلّقها في الليل لم أصطحبها إلى سريري كنت منهمكاً في التأكد من سلامة الخيط الرابط بين أحرف اسمي وخائفاً من العواصف لا تسمح لضحاياها بطلب أمنية أخيرة ولو كانت عادية من مثل: العودة إلى البيت فقط للوقوف أمام مرآة. لم أزل عصيّاً على كل معنى في خيال الظل حالماً بفاكهة لا تلوّن بفراغ لم تملأه ثرثرة شيء ما. حين جئت إلى الدنيا لم أمنح فرصة اصطحاب قلبي معي لهذا أنا الآن أرقص كالقرد بين أشجار اللا شيء وجهي تقرّح من لبس الأقنعة أقنعة من الكلمات أقنعة من العواطف أحتفي لكل صاعقة تضرب شجرة كاتباً برمادها الوصية الأخيرة لبربري الطبيعة الذي لم يشعر بلذّة النصر إلا في لحظات موته.