نظمت مؤسسة تنمية المجتمعات المحلية بدعم من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية حلقة نقاشية موسعة لممثلي وسائل الإعلام المختلفة تناولت البيئة الإعلامية والمحددات المهنية والأخلاقية المؤثرة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. يأتي ذلك ضمن أنشطة مشروع مخرجات الحوار الوطني والمسئولية المجتمعية لوسائل الإعلام لمرحلة ما بعد الحوار. وأوضح رئيس مؤسسة تنمية المجتمعات المحلية علي السقاف أن الحلقة النقاشية هدفت إلى إشراك المجتمع المدني وتحفيزه في التفاعل على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تشكل مخرجاً لليمن ووصولها إلى بر الأمان وخلق بيئة إعلامية مناسبة للقيام بدور أكثر فعالية خلافاً لما كان عليه الإعلام الذي لم يقم بدوره بالقدر الكافي بالتعاطي مع قضايا مؤتمر الحوار في الفترة الماضية. وفي الحلقة النقاشية أكد مدير الإعلام والاتصال في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني محمد الأسعدي استعداد اليمن في الوصول إلى الاستحقاق التاريخي من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المتمثلة بالمخرجات التوافقية للكثير من القضايا التي تم مناقشتها في أروقة مؤتمر الحوار على مدى الستة الأشهر الماضية، والتي توجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تتحول من مرحلة التغطية الخبرية السطحية للأحداث واللقاءات والنقاشات اليومية إلى الخوض في مخرجات مؤتمر الحوار وتفاصيلها ومناقشتها واستعراضها في الوسائل المختلفة، بما يتناسب والسياق المحلي والوطني ليتأتى ثمارها عند مجيئ مخرجات مؤتمر الحوار في قوالب دستورية واستطاعة المواطن اليمني مناقشة الدستور ومسودته والتصويت عليه بوعي ومعرفة. من جانبها أشارت الإعلامية وداد البدوي في مداخلتها حول البيئة الإعلامية المخاطر المهنية والأخلاقية المهددة لمرحلة ما بعد الحوار إلى غياب دور نقابة الصحفيين في توفير أطر قانونية سليمة للإعلاميين وميثاق شرف يحمي المهنة من السلوكيات الدخيلة ويعيد الرسالة الإعلامية إلى مسارها التوعوي التثقيفي والتنويري وانعكاس ذلك على مستوى العاملين في الإعلام من الناحيتين الاقتصادية والمهنية, متطرقة إلى الوضع القانوني المعقد أمام الإعلاميين في اليمن وغياب العمل المؤسسي والإداري في المؤسسات الإعلامية وافتقار المهنية والتخصص على أداء الرسالة الإعلامية ومضمونها. كما ناقش الزميل وضاح الجليل إعلام المراحل وما بعد الصراعات البيئية الانتقالية وما تشهده من تداخلات ذات الطبيعة الاثنية والعرقية والاقتصادية والسياسية والتدخلات الخارجية التي تسعى إلى تثبيت مصالح الأطراف وترتيب الأوضاع لصالحها, متناولاً وظائف الإعلام المجتمعي في تكريس الممارسات السلوكية لتعزيز الديمقراطية والحريات والحفاظ على السلم الاجتماعي وبناء الشخصية المجتمعية وحماية حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, مستعرضاً الوسائل والأدوات التي تحتاجها وسائل الإعلام في ممارسه مهامها وأداء دورها الإيجابي في المراحل الانتقالية. كما أوضح معاذ المقطري أن هناك معايير خاصة لدى كل وسيلة إعلامية في تعاطيها مع القضايا المجتمعية وإلى وجود مشكلات تتعلق بضعف العديد من المؤسسات الإعلامية التي لا تمتلك الطاقم الكبير والمحترف الذي يجعلها قادرة على إنتاج مادة إعلامية معمقة ودقيقة، بالإضافة إلى وجود وسائل إعلام لم تتمكن من مواكبة مجريات مؤتمر الحوار ولو بتغطية سطحية. كما تم توزيع نص مشروع ميثاق العمل الصحفي وتقرير بنتائج وتوصيات المرحلة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ في 18 مارس إلى 8 يوليو 2013م على المشاركين من مختلف الوسائل الإعلامية. كما جرى تناول العديد من الآراء والنقاشات والمداخلات للعديد من الصحفيين والإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية اليمنية.