تتّجه الأنظار بدءاً من اليوم الإثنين إلى العاصمة البريطانية لندن، التي تحتضن بطولة الماسترز لكرة المضرب بمشاركة اللاعبين الثمانية الأوائل في العالم .. ويبلغ مجموع جوائز البطولة التي تشكّل خاتمة الموسم (باستثناء نهائي كأس ديفيس)، 6 ملايين دولار، وينال الفائز بلقبها 1500 نقطة، وتُقام على أرض صلبة في صالة مغطّاة. مجموعتين من نار وكان الصربي نوفاك ديوكوفيتش تُوّج بطلاً للنسخة الأخيرة بفوزه على السويسري روجيه فيدرر في المباراة النهائية .. ووُزّع اللاعبون الثمانية الأوائل في التصنيف العالمي للاعبين المحترفين على مجموعتين، ضمّت الأولى: الإسبانيين رافاييل نادال ودافيد فيرر والتشيكي توماس برديتش والسويسري ستانيسلاف فافرينكا، والثانية الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو والسويسري روجيه فيدرر والفرنسي ريشار غاسكيه .. ويغيب البريطاني أندي موراي بسبب جراحة في الظهر تُبعده عن الملاعب منذ فترة. موسم شاق تأتي هذه البطولة في ختام موسم مرهق للاعبين شهد تغيّرات كثيرة، لعلّ أبرزها العودة القوية لنادال إلى الملاعب في فبراير بعد غياب نحو سبعة أشهر بسبب الإصابة، إذ أحرز ألقاب عشر دورات من بينها رولان غاروس الفرنسية وفلاشينغ ميدوز الأميركية، ما مكّنه من استعادة صدارة التصنيف العالمي من ديوكوفيتش للمرّة الأولى منذ عام 2011. العودة الرائعة لنادال شهدت بعض “المطبّات” كخروجه مبكّراً من بطولة ويمبلدون الإنجليزية على الملاعب العشبية، التي لم يستعدّ لها جيّداً، فضلاً عن خسارته في بعض المباريات وآخرها أمام ديوكوفيتش بالذات في نهائي دورة بكين قبل نحو أسبوعين .. ولم يسبق لنادال أن أحرز بطولة الماسترز حتى الآن، وأفضل نتيجة له فيها وصوله إلى المباراة النهائية عام 2010 قبل أن يخسر أمام فيدرر. مجموعة الموت لكن المجموعة الثانية ستكون أقوى مقارنة بنتائج اللاعبين الأربعة في الآونة الأخيرة، ديوكوفيتش ودل بوترو وفيدرر وغاسكيه .. ديوكوفيتش المُتوّج بلقب كبير هذا الموسم في ملبورن الأسترالية، الذي خسر مباريات نهائية عدّة بفارق بسيط جدّاً من النقاط وخصوصاً أمام نادال في فلاشينغ ميدوز وغيرها؛ لم يتأثّر كثيراً بفقدانه صدارة التصنيف لمصلحة الإسباني، إذ عاد بقوّة وتُوّج بطلاً في دورتي بيكين وشنغهاي (ثامن دورات الألف نقطة).. ويملك ديوكوفيتش فرصة استعادة صدارة التصنيف وإنهاء الموسم في المركز الأوّل، الذي أمضى فيه 101 أسبوع حتى الآن. وستكون بداية ديوكوفيتش (26 عاماً) وبطل 2008 و2012 قويّة جدّاً في البطولة يوم غدٍ الثلاثاء في مواجهة فيدرر، في إعادة ليس لنهائي النسخة الماضية فقط، بل لمباراتهما السبت بالتحديد في نصف نهائي دورة باريس والتي حوّل فيها الصربي تأخّره إلى فوز بمجموعتين في أكثر من ساعتين .. ويرفض فيدرر، صاحب ال32 ربيعاً، الاعتزال ويصرّ على أنّه ما يزال قادراً على منافسة نادال وديوكوفيتش ومواري ودل بوترو وآخرين من الذين يصغرونه سنّاً، وقد نفض عنه غبار العروض المتواضعة واستعاد شيئاً من بريقه وثقته بنفسه في الأسبوعين الماضيين في دورتي بازل السويسرية وباريس الفرنسية برغم فشله في إحراز أيّ من اللقبين. ووصل السويسري إلى النهائي أمام جمهوره بعد أداء رائع قبل أن يخسر بصعوبة أمام دل بوترو، الذي احتفظ باللقب، ثم تغلّب على الأرجنتيني في رُبع نهائي باريس قبل أن يتقدّم على ديوكوفيتش في نصف النهائي، لكن لياقة الأخير ساعدته أكثر على الصمود حتى النهاية وحسم اللقاء .. وقال فيدرر عن لقائه الأوّل مع دجوكوفيتش: “ليس مألوفاً أن أخوض مباراتين متتاليتين ضدّ نوفاك، لكنّني متحمّس لهذا التحدّي”، مُضيفاً: “أمضيت أسبوعين جيّدين، والأهم الآن أن أرتاح قليلاً، إذ سأحصل على يوم من الراحة أكثر منه” .. ولا يمكن إغفال دل بوترو من حسابات المنافسة على اللقب الأوّل له نظراً لأدائه القوي منذ بداية الموسم، في حين يعود غاسكيه إلى البطولة للمرّة الأولى منذ عام 2007.