يتميز فصل الشتاء بأنه الأكثر برودة بين فصول السنة ويأتي بين فصلي الخريف والربيع وهو أول فصول السنة، وله ملابسه وطعامه وشرابه وأمراضه أيضاً؛ حيث يؤثر الطقس كثيراً على حياة الناس، لذلك تهتم وسائل الإعلام بأحوال الطقس من درجة الحرارة ورطوبة، وغيوم، وأمطار فتكثر في فصل الشتاء أمراض الجهاز التنفسي، وكلها أمراض معدية سببها ميكروبات... «الجمهورية» التقت الدكتور إقبال علي شائف (طبيبة أطفال) والتي حدثتنا عن كل ما يتعلق بهذه الأمراض.. وإليكم حصيلة: الشتاء.. مختلف حتى في أمراضه في البداية قالت د. إقبال: تزداد احتمالات حدوث العدوى عندما يتجمع الناس في مكان واحد مغلق حيث تنقل العدوى بسهولة عن طريق استنشاق هواء ملوث بالفيروس المسبب للمرض، أو عن طريق لمس يدي شخص مصاب بالأنفلونزا أو استعمال أدواته الخاصة فقد تلتقي مع مريض لعدة دقائق لتظهر عليك الأعراض بعد عدة ساعات، ومن فضل الله علينا أن أمراض البرد نادراً ما تصيب الإنسان أكثر من مرة واحدة في موسم البرد إلاّ من كان عنده حساسية الأنف أو سبب آخر يؤدي إلى تكرار حدوث هذه الإصابة غير المستحبة، ويخلط كثير من الناس بين الزكام والأنفلونزا ويُعتقد أنهما مرض واحد ولكن الحقيقة أنهما مرضان مختلفان تماماً، ف (الزكام) مرض فيروسي عارض وبسيط يحدث فيه إفراز مائي من الأنف بغزارة و سرعان ما يصبح الإفراز سميك القوام ويسد الأنف مما يضطر المريض معه إلى التنفس من الفم وقد تنشأ عنه سخونة، والعلاج هنا يجب أن يتضمن الراحة التامة والتدفئة مع شرب سوائل ساخنة، والأنفلونزا مرض فيروسي شديد مما قد يُحدث التهاباً في الحلق ناتج عن العدوى بالفيروس وهذه الحالة لا تختلف أعراضها عن التهاب الحلق الناتج عن الميكروبات الأخرى وهنا تظهر أهمية تحديد السبب الحقيقي في حدوث الالتهاب بالحلق لأنه على أساس تحديد السبب يتم تحديد العلاج المناسب الشافي بإذن الله. وأوضحت د. إقبال في سياق حديثها أن الإصابة تحدث عندما ينتقل الإنسان من مكان دافئ إلى مكان بارد، وهنا يحدث تقلص شديد في شعيرات الدم التي تصل إلى غشاء الأنف الداخلي فيحدث انخفاض في مناعة هذا الغشاء ومن ثم يصبح فريسة سهلة للميكروب الذي ينتظر هذه اللحظة ليبدأ غزوه وانتصاره، لذلك نوصي دائماً بجعل الانتقال من مكان دافئ إلى آخر بارد تدريجياً وذلك حتى نعطي مراحل انتقال لغشاء الأنف من الدفء الشديد إلى البرودة الشديدة، والشتاء دائماً ما يكون فرصة لإصابة الأطفال بنزلات البرد والأنفلونزا والفيروسات المختلفة إضافة إلى أن الجو البارد أيضاً قد يكون له أثر سلبي على الطفل، ومع دخول فصل الشتاء عادة فإن أي أم تحاول اتخاذ العديد من الإجراءات لحماية طفلها والحفاظ على صحته وذلك بتدفئته أولاً، كما أن له تأثيراً كبيراً على المفاصل بصفة عامة، حيث يؤدي إلى تقلص في العضلات بسبب التغيير المفاجئ في درجة الحرارة ، لذلك ينصح مرضى الروماتيزم دائماً في فصل الشتاء باستخدام الماء الدافئ للأصابع لمدة ربع ساعة.. مبينة أن حالات الإسهال تكثر في فصل الصيف وتقل في فصل الشتاء. وأشارت إلى أن المشروبات الساخنة الخالية من الكافيين مثل الشاي تفيد في محاربة جفاف الجسم وتهدئة التهاب الحلق والتخلّص من الاحتقان، كما أنها تعمل على ترطيب الإفرازات في الصدر والجيوب الأنفية ما يسهّل عملية خروجها من الجسم، كما يمكنك استبدال الشاي بالماء والليمون المغلي وإضافة القليل من الزنجبيل الطازج أو العسل، مبينة بأن الليمون غني بالفيتامين “C” ويحتوي على العديد من المواد الكيميائية النباتية التي من شأنها تعزيز مناعة جسمك، بالإضافة إلى أن الزنجبيل يساعد في خفض الالتهاب داخل الجيوب الأنفية. وذكرت د. إقبال أن هناك العديد من الفيتامينات التي من شأنها تخفيف الالتهابات وتعزيز جهاز المناعة في فصل الشتاء، نذكر منها الفيتامين “C” الذي يساعدك على التمتّع بصحة جيدة ويسرّع عملية شفائك من نزلات البرد والأنفلونزا، وبالرغم من فوائد هذه الفيتامينات، إلاّ أن الإفراط في تناولها قد يسبّب لك الإسهال الذي يؤدي بدوره إلى جفاف الجسم. نصائح وقالت د. إقبال: يجب ارتداء الأحذية عالية الساق والقفازات، لأن الأطراف أكثر تعرضاً للبرد، والتأكد من تغطية الرأس والأذنين بارتداء القبعة لتدفئة رأس الطفل وعدم السماح للأطفال بالبقاء خارج المنزل لفترات طويلة للتقليل من تعرضهم للبرد، وبتناول عصير الليمون والبرتقال، وعلى كل أم أن تهتم بطفلها ورعايته رعاية صحية جيدة، وأهم شيء هو التغذية المناسبة لأنها ترفع المناعة عند الأطفال والطريقة المثلى للعلاج من الأنفلونزا هي الراحة التامة، لاسيما عند بدء الأعراض ومحاولة تدفئة جسم المريض وتجنب مصادر العدوى، وعدم الاحتكاك بالمرضى وتجنب استخدام أدوات الغير، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، كما أنصح بارتداء الملابس المناسبة، بالإضافة إلى أخذ نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الدافئ ثم القيام بالغرغرة، فالملح يساعد في تهدئة التهاب الحلق من خلال امتصاص الماء من الخلايا المتورمة وبالتالي تخفيف الالتهاب بالإضافة إلى تسهيل عملية البلع، وكذلك الاستنشاق بالبخار، لأنه يساعد في تقليل احتقان الممرات الأنفية ما يسمح بالتنفس بشكل أسهل، وكذا ننصح بالاستمرارية بالتمارين المعتدلة خلال النهار مثل المشي السريع وركوب الدراجة، وتناول الزنك ، لأنه يعتبر من المعادن الأساسية لتعزيز وظائف جهاز المناعة، فلقد أظهرت دراسة حديثة أن البالغين الذين يتناولون الزنك يتعافون بشكل أسرع من نزلات البرد والأنفلونزا.