الطفلة ميسون.. في صراع مع الموت من أجل البقاء على قيد الحياة، حالتها الصحية تتدهور يوماً بعد يوم وسط ذهول أسرتها الفقيرة الذين يقفون عاجزين عن معرفة مرضها المفاجئ. بُعد قريتها الريفية وانعدام الكادر الصحي في منطقتها، بني الأزرق في مديرية بني سعد بالمحويت، فاقم معاناة الطفلة ولم تعد قادرة على الكلام، فقط الإجهاش بالبكاء، مما استدعى نقلها إلى المستشفى الجمهوري بمركز المحافظة وتم إدخال الطفلة غرفة العناية المركزة. الدكتور علي القناد أحد الأطباء يقول: إن الطفلة تعاني من سوء تغذية حاد وأنها بحاجة إلى علاجات إسعافية للخروج من مرحلة الغيبوبة التي وصلت إليها.. فيما زهراء والدة الطفلة تتوقف بجانب طفلتها الوحيدة ذات العامين ولا تفتأ عن البكاء وتأنيب نفسها، مؤكدةً ل(الجمهورية) أنها لم تكن تعلم أن مرض طفلتها سببه سوء التغذية كونها لاتعرف شيئاً عنه لأنها تعيش في منطقة نائية.. مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة الدكتور أمين محمد حبيش قال: إن حالات سوء التغذية بلغت خلال الفترة من يونيو - أكتوبر 2013م ألفاً و267 حالة للأطفال ما دون سن الخامسة.. مشيراً إلى انعدام الوعي لدى الأسر بسوء التغذية وعدم نقل المصابين بحالات سوء التغذية في المراحل الأولى من المرض إلى المراكز المتخصصة يجعل علاج هؤلاء الأطفال صعباً. داعياً إلى ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية وتوعية المواطنين بأعراض سوء التغذية لتجنيب فلذات أكبادهم خطر الإصابة به. الدكتورة رشا الأرضي من منظمة اليونيسيف أشارت إلى أن محافظة المحويت سيتم استهدافها قريباً من المنظمة الأممية بعمل مسح شامل لحالات سوء التغذية، منوهةً بأن اليونسيف قد انتهت من مسوحات في محافظتي الحديدة وريمة، حيث عكست هذه المسوحات معدل عاليًا لسوء التغذية الحاد، أما سوء التغذية المؤمّن فقد وصل في محافظة ريمة إلى 70 %. ولاتزال الطفلة ميسون تتلقى علاجها في عاصمة المحافظة لكي تعود إلى ممارسة حياتها مع أقرانها في منطقتها الريفية فيما لا يزال الخوف يسيطر على والديها الذين يتساءلون: هل ستعود طفلتهم الوحيدة إلى سابق عهدها؟ وهل ستتغلب على معاناتها مع هذ المرض الذي يفتك بأطفال اليمن؟.