تعرض فريق برشلونة لأول خسارة في الموسم الجديد 2013-2014، وذلك بعد سقوطه امام مضيفه اياكس الهولندي 1-2 في الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا .. ورغم هذه الخسارة كان برشلونة قد تأهل إلى دور ال16 دون انتظار مباراته الأخيرة أمام سلتيك في الكامب نو، وهو يحتاج للفوز حتى يضمن الصدارة، علما أن ميلان الذي فاز بثلاثية على سلتيك سيلتقي مع اياكس في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين لتحديد هوية الفريق الثاني المتأهل برفقة برشلونة .. هذه الخسارة للفريق الكاتالوني وإن كانت غير مؤثرة على المستوى الفني، فإن لها تبعات نفسية ومعنوية كبيرة، خصوصا في ظل الغيابات التي يعاني منها المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو .. وفيما يلي شرح مبسط لأسباب هذه الخسارة غير المتوقعة: غياب خماسي لا يمكن تعويضه! لم يثبت ميسي وحده أن برشلونة لا يستطيع مواصلة المشوار من دونه، بل ان فالديز وداني الفيش وبوسكيتس وسانشيز أثبتوا ذلك ايضا، وقد ظهر بشكل جلي أن غياب فالديز وبوسكيتس وميسي بالذات خلل أوصال الفريق الكاتالوني، فأصبح بلا ثقة في الخط الخلفي ولا رزانة في منتصف الملعب ولا فعالية تذكر في الخط الأمامي، بديل تلقي الفريق هدفين في الشوط الاول، وعدم قدرته على التسجيل إلا من علامة الجزاء. التيكي تاكا.. إلى أين؟ لا يمكن لأحد ان يتصور كيف يتخلى برشلونة عن أفضلية الاستحواذ على الكرة في مباراة شهدت مشاركة انييستا وتشافي معا، وخصوصا في الشوط الأول (55 بالمئة لصالح اياكس)، حيث ظهر واضحا تخلي المدرب مارتينو عن هذا النهج لحساب الأداء الدفاعي الضاغط .. ويتساءل الجميع عن مصير التيكي تاكا التي ميزت أداء الفريق الكاتالوني في عهد المدرب غوارديولا ومن بعده فيلانوفا، وما إذا كان المدرب الجديد يفضل التخلي بالكامل عن نهج أسلافه بدلا من إيجاد الحلول الكفيلة بعودة الفاعلية إلى سابق عهدها، خصوصا مع وجود ورقة فنية جديدة هي البرازيلي نيمار. عصبية نيمار وسلبية فابريغاس نيمار استحق الطرد في الشوط الأول بسبب خشونته وعصبيته الزائدة، حيث تغاضى الحكم عن اخطاء مباشرة ارتكبها الشاب البرازيلي خصوصا في الاقتحامات الخشنة والاندفاع من الخلف بتهور كبير، وقد اثرت هذه العصبية على نيمار الذي أهدر الكثير من الكرات التي وصلته، وقد ساهمت ايضا في خروج الفريق الكاتالوني خاسرا في منتصف اللقاء صفر-2 .. أما فابريغاس فلم يقدم ما يشفع له بعد اداء مرتخي لا يرقى للمستوى المطلوب، خصوصا وأن بيدرو كان فاعلا على الأطراف وأوصل الكثير من الكرات إلى العمق الهجومي دون أن يكون لفابريغاس بصمة واضحة إلى في مرات نادرة جدا. بيكيه وبويول.. ماذا تفعلان؟ من شاهد الطريقة التي سجل فيها الهدف الثاني لفريق اياكس يقتنع تماما أن قلبي الدفاع في الفريق الكاتالوني وصلا إلى مرحلة انتهاء الصلاحية، وقد راقب الجميع كيف أن بيكيه وقف تماما أثناء انتقال الكرة إلى عمق المنطقة وهو ينظر إلى الحكم بانتظار رفع راية التسلل غير الموجود، وكيف ان بويول كان بمثابة المصفاة التي ينهار منها الماء من كل مكان. الحكم.. وما أدراك ما التحكيم! في كل مناسبة جديدة يثبت التحكيم الأوروبي أنه يتراجع ويسقط، يوما بعد يوم، فالأخطاء التي ارتكبها الحكم التشيكي بافل كرالوفيتش وضعفه في امستردام ارينا كانا علامة فارقة في المباراة، فقد انتهج بافل في الشوط الأول سياسة التغاضي عن الأخطاء ولكنه تحول إلى شخص مهووس في الشوط الثاني بعد أن شاهد المباراة تخرج عن سيطرته بشكل كامل، كما أنه تغاضى عن احتساب ركلة جزاء مؤكدة لبرشلونة في آخر المباراة.