هذا الزمان زمانُ لامكان بهِ للحسن فالحُسن في أيامنا قُبحا - هل نستطيع القول إن إعلامنا المرئي كان محقاً عندما خلع «جُبة» الرياضة اليمنية من «رأسه» وألغى الحقيبة الرياضية من قاموسه البرامجي، بل اعتبرها خارج الهامش الإعلامي المرئي، وربما لم يضع اسم الرياضة في مخططاته البرامجية، كونه يراها دخيلة.. ولو حصلت على فترة زمنية لاتصل إلى معدل الساعة الواحدة في الأسبوع، فإن ذلك يعتبر بحكم النادر والنادر لاحكم له والدليل أن البرنامج الرياضي الأسبوعي الوحيد بقناتنا الرسمية الأولى لم يثبت على اسم معين خلال العام الواحد، كونه لو ثبت على اسم خلال سنة فقد يطالب القائمون على البرنامج من مجلس إدارة المؤسسة بحق ثبوت التسمية وهذا سيعطي البرنامج حق الاعتراف الرسمي. - ولهذا قد نقول: إن الأعلام المرئي كان محقاً عندما همّش الرياضة من مساحته كونه يعرف أن القائمين أولاً على الاتحادات وبالأخص الأكثر شعبية لايمتلكون رؤية التنسيق بينهم وبين الأندية،فكيف يستطيعون التنسيق بين مواعيدهم غير الثابتة وبين الإعلام المرئي الذي هو الآخر لم يعد يرى الجوانب الرياضية حسب الطبيعة أو حسب طبيعتها بكل وضوح، كونه يعاني من قصر بالنظر وهذا سبب له الابتعاد والتنحي جانباً عن متابعة الأنشطة الرياضية ولايعلمون أن الرياضة أو الأخبار الرياضية هي التي تشبع رغبة المتابع وتمده بالمعلومات والأحداث الجديدة أولاً بأول، بالإضافة إلى النزول الميداني إلى حيث يكونوا عمالقة الرياضة الحقيقية من لاعبين كان لهم باع طويل بهذا الجانب خلال السنوات السابقة، عندما كانت الرياضة لها طعم ولها رائحة أو تحاور حكماً قديماً وإدارياً سابقاً وهدافاً من الزمن الجميل كونها بهذه الطريقة سوف تعمل عملية ربط وترابط بين الأجيال القديمة والحديثة وسوف تضع سمة التعارف والتآلف بين اللاعبين والحكام وكل منتسبي الرياضة قديماً وحديثاً وبأسلوبها الإعلامي الواضح سوف تنقل المعلومة الرياضية والمفهوم الرياضي والاستفادة العملية من الساحة الرياضية ممثلة بالشارع والنادي والمقهى إلى وسط كل أسرة أو إلى كل بيت مما يجعل بعد ذلك اسم الرياضة له نكهته وللرياضة أيضاً احترامها ومكانتها في كل زمان ومكان حتى أن حقيبتها الوزارية داخل الحكومة تكون لها هيبتها وكبريايها بعكس ما هو حاصل اليوم عندما نتابع مثلاً جلسة من جلسات ممثلي الشعب برمته أي مجلس النواب فإذا ما قام ممثل أو نائب من النواب ونهض ليتحدث عن سلوك أو تقصير أو تجاهل بحق الحقيبة الرياضية إذا بنا نشاهد الكثير من النواب ينتفضون ليشتاطوا غضباً في وجه زميلهم مقاطعين كلامه ومرددين القول :الشعب يريد يأكل ويشرب ويستضيء ويتعالج ويأمن وأنت تبحث عن الرياضة والطبة التي لا تؤكل عيش!!. - نعم هذا هوا مفهوم الكثير من ممثلينا في مجلس النواب والسبب الضُعف الإعلامي .. ومع تقدرينا للزميل محمد الأموي الذي يحاول بقدر استطاعته أن يقدم ما عليه رغم شحة إمكانات البرنامج المادية وتشفير كرة القدم المحلية لحساب قنوات أخرى قطعت الماء والكهرباء والهواء على بقية القنوات اليمنية حصرياً حتى أنها لم تجد اليوم ما تقدمه هي للمشاهد فصارت تبث مباريات محلية معلبة الكثير من لاعبي تلك المباريات قد فارقوا الحياة مما يجعل أبناء الوطن يجلسون أمام القنوات المحلية ممن ليس لهم المستقبل الهوائي يتابعون نشرات الأخبار المطولة وهم «ينتفون» شُعيرات ذقونهم ورؤوسهم توجعاً وألماً لما يتابعونه من مآسٍ ومخاطر وحروب وفيضانات وقتل وتقطع أو يحصون الحوادث المرورية المحلية :من مات ومن انتحر .. وإلى هنا ويكفي خبر.