أدان خطباء المساجد في عموم محافظات الجمهورية وكافة وحدات القوات المسلحة والأمن الاعتداء الإرهابي والإجرامي الجبان والشنيع الذي استهدف مستشفى مجمع وزارة الدفاع بالعرضي وسقط ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى. واعتبر الخطباء في خطبتي الجمعة أمس أن هذا العمل الإرهابي الذي اهتزت لهوله مشاعر أبناء الوطن والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع جريمة تتنافى مع تعاليم وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، دين المحبة والسلام والرحمة وصون الدماء والأموال والأعراض واللطف والإحسان في المعاملة مع بني الإنسان بل والرفق بالحيوان. وأكدوا، بحسب وكالة «سبأ»، أن الأعمال الإرهابية التي تستبيح حرمة الدم وقتل النفس البشرية وإزهاق أرواح الأبرياء لا ينبغي السكوت عليها؛ كون محاربتها واجباً دينياً ووطنياً على كل مسلم، وقد ذكر الله تبارك وتعالى جزاء من يسعى في الأرض فساداً بقوله : «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ». ولفت الخطباء إلى ما أعده الله من عقاب أليم وعذاب عظيم لمرتكبي هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية وكل من يعبث بأرواح الأبرياء ويمارس هوس القتل وسفك الدماء قال تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا». وأوضحوا أن كل من يسهلون ويخططون ويمولون أو يتعاونون بأي شكل كان مع مرتكبي هذه الأعمال النكراء يعتبرون مشاركين فعليين في الجريمة، وأنه سيلحق بهم العقاب الأليم. لافتين إلى أن المتعاونين الداعمين والمؤازرين لرجال القوات المسلحة والأمن في التصدي لمثل هؤلاء المجرمين ومحاربة الفكر والسلوك الإرهابي المتطرف والضال والإسهام في حفظ الأمن والاستقرار لهم الأجر والثواب العظيم والجزيل عند الله قال تعالى: «أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». وأشاد الخطباء بالعمل الشجاع الدال على صدق الإرادة والإخلاص للوطن واستشعار المسؤولية من جانب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة - بتحركه الفوري إلى مجمع الدفاع بعد وقوع الحادث الإرهابي مباشرة رغم استمرار الاشتباكات في محيط المجمع وذلك لمعاينة ومعرفة ملابسات الحادث وتشكيل لجان للتحقيق فيه والتأكيد على سرعة إنجاز هذه المهمة ورفع تقرير بذلك، وكشف الجناة ومن يقف وراءهم لينالوا عقابهم الرادع وليأمن الوطن والمواطن من شرورهم وسوء مكرهم. وثمنوا تعاضد كل الشرفاء من المواطنين الذين استجابوا للنداء وهبوا للتبرع بالدم لإخوانهم الجرحى والمصابين إثر ذلك الاعتداء الجبان والغادر. داعين أبناء اليمن إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة ورأب الصدع واستمرار جهود إتمام الصلح وتحقيق السلام بين الإخوة السلفيين والحوثيين في صعدة ونبذ الفرقة والشتات وحشد الطاقات إلى جانب رئيس الجمهورية بما يحقق القوة والقدرة على حفظ الأمن والاستقرار. وشددوا على ضرورة الاصطفاف الوطني وتلاحم جميع أبناء اليمن إلى جانب أبطال القوات المسلحة والأمن لاسيما في هذه المرحلة التي تستدعي الوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات والأخطار والمنعة من أن ينال عدو الوطن والشعب مراده في العبث بدماء وأرواح الأبرياء وإلحاق الضرر بممتلكات الوطن ومصالح أبناء الشعب العامة والخاصة وإعاقة المسيرة الظافرة التي تمضي خطاها اليوم بسرعة كبيرة صوب بناء اليمن الجديد والغد المنشود. وابتهل الخطباء إلى الله تعالى أن يحفظ اليمن وشعبه وقيادته الحكيمة والشجاعة، وأن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته وغفرانه ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم ورفاق دربهم في القوات المسلحة والأمن وكافة أبناء الشعب اليمني الصبر والسلوان، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.