لا يمكن للجنوب أن ينفصل لسبب جوهري هو عدم تشكل حركة وطنية أو لاوطنية ،حتى كالقاعدة مثلاً قوية قادرة على السيطرة على كل محافظاته وفرض قوتها وجبروتها في وجه دعاة الوحدة في الشمال والجنوب، ولا تستطيع أيضا أن تواجه أطراف الصراع الموجودة في الجنوب المتناحرة فيما بينها أو اللامتفقة على أي شيء. بالمقابل صعدة وكل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي لا تمتلك أي مقومات الاستقلال النظرية التي تتوفر للجنوب، بينما هي في الواقع مستقلة كلية بسبب تشكل قوة ضاربة للحركة الحوثية على الأرض. في 2011 كانت الفرصة المناسبة لانفصال الجنوب لو كانت ثمة حركة قوية هناك قادرة على السيطرة، في الحقيقة لم تكن من حركة إلا حركةلاوطنية هي القاعدة التي حاولت السيطرة على محافظات مهمة في الجنوب أبينشبوة وبعض المناطق.. لكنها لم تستطع أن تسيطر على أكثر من ذلك ثم اندحرت لحد كبير... خارطة القوة السياسية والاجتماعية للجنوب ليست موحدة إذن حتى تقود إلى الانفصال، بل هي في حالة انهيار حاد، وتناحر لامتناهٍ ويتوالد بكثرة وكياناته تتفرخ باستمرار، لهذا كله ومن أجل تعافيه يجب توحيده لتقل صراعاته يقول الاشتراكي، السؤال هو هل توحيد الجنوب سيكون في مصلحة الاستقرار أم الاضطرابات؟ الواضح أن عملية توحيد مصالح الجنوب سيقود إلى استقرار نسبي«كأي منطقة صراعات في العالم» لكن هل هذا ممكن؟ وهل سيقود إلى تشكل قوة ضاربة تتمكن من الاستقلال؟ المعطيات التاريخية والسياسية التي قدمها الاشتراكي برؤيته تجيب بأن توحيده بإقليم واحد هو أفضل خيار ممكن للجنوب ولليمن باعتبار الجنوب أحد إقليمين مكونين لليمن. لكن ماذا يقول دعاة التقسيم لأكثر من إقليمين: إن الاقليمين سيقودان إلى انفصال دون توضيح كيف يمكن حدوث ذلك؟ وقبل ذلك لا يتحدثون عن خفض منسوب الصراعات في الشمال والجنوب البينية داخل كل أقليم ولا يوضحون ماهي معطياتهم السياسية والاقتصادية لتحديد حدود كل إقليم...وهل ستثيرصراعات أم لا،فمثلاً كيف سيكون حال الإقليم الذي يسيطر على جزئه الرئيس جماعة الحوثي بالسلاح، كيف سيكون وضع هذا الاقليم وعلاقته بالدولة؟. بمقارنة بسيطة بين المشروعين من حيث المنطلقات تجد رؤية الاشتراكي لإقليمين لها معطيات سياسية واقتصادية، بينما رؤية الطرف المقابل ليس لها منطلق إلا أن يكون الجنوب إقليماً واحداً وليكن بعدها أي تقسيم!!