مازال يروي كل يومٍ قصةٍ وجه الحقيقة عندها مقلوبُ - أتذكر أني في الموسم الماضي المرتبط بدوري كرة القدم تطرقت إلى موضوع التناقض في كتابة التحليلات الخاصة بتلك المباريات وبالتحديد عندما تكون المباراة هي واحدة، بينما من يقومون بالتغطية الصحفية لها أكثر من زميل وكلٍ منهم يغطي لوسيلة معينة، ومع هذا نجد التناقض حاضراً وبوضوح من بعض زملاء القلم الرياضي ليس بتباين أو اختلاف البعض عند كتابة اسم صاحب الهدف أو صاحب البطاقة أو من كان سبباً لتسجيل الهدف أو تسبب في ضياع ضربة الجزاء على فريقه، ليس هذا التباين فقط رغم أنه من أساسيات التحليل الرياضي وعلى الكاتب إذا أراد الحفاظ على مصداقية نفسه وقلمه واحترام حقوق الآخرين من اللاعبين الذين يحدد أسماءهم أو ممن يسلبهم حقهم بالعطاء ليجيّره للاعبين آخرين لم يكونوا هم أنفسهم من أفرح ذلك الجمهور. فالتناقض الذي يحدث من بعض الزملاء يأتي أيضاً بتحديد مستوى المباراة بالقوة أو الضعف كوننا عندما نقرأ أكثر من تحليل وبأكثر من صحيفة رياضية لمباراة واحدة يساورنا الشك أن التحليل لأكثر من مباراة وأن تسمية الفريقين هي نفسها واحدة. - وما جعلني أضع هذه الملاحظة اليوم وللمرة الثانية هو ماقرأته بتحليل إحدى المباريات الخاصة بالأسبوع الثاني للدوري ولم يكن هذا تطاول مني على كتابات البعض من الزملاء أو أني أعتبر نفسي الأكثر فهماً ومعرفة منهم بل أعترف أني ربما الأقدم من بعضهم بدخول هذه الساحة الإعلامية لكن قد يكون الكثير ممن أتوا بعدي هم الأكثر مني خبرة ومهنية بهذا الجانب، إلا أن الهفوات غير المقصودة قد تأتي من بعضهم وخاصة عندما تكون هفوات واضحة تقسم ظهر البعير وبالأخص عندما يكون القارئ والمتابع هو الحاكم وهو من يحدد مصداقية الموضوع الذي بين يديه من كذبه. - ولنعد سوياً لقراءة ما دفعنا هنا لأجله وهو تحليل مباراة معينة لانحب تسميتها حتى لا يتحسس الزميلين اللذين تخصصا بتحليلها لأكثر من صحيفة رسمية والمباراة كانت ضمن مباريات الأسبوع الثاني للدوري وانتهت سلباً حيث وجدنا أن المحلل الأول كتب ((المباراة كانت قوية وساخنة من كلا الطرفين وقدم نجوم الفريقين لمحات كروية رائعة استحسنها الجمهور والمتابعون الفنيون وارتقت إلى مستوى المتعة التي كان يتطلع إليها الجمهور)). - إذاً هذا الزميل أعطى المباراة وصفاً كبيراً يفوق مباريات البطولات الدولية، بينما جاء تحليل زميله الأخر لتلك المباراة ليكتب أولاً بالترويسة عنوان (( في مباراة ضعيفة لم ترتقِ إلى المستوى .. الفريقان يخرجان بالتعادل السلبي)) موضحاً بسطور التحليل أن المباراة لم تكن مرضية لطموح الفريقين ولم ترضِ الجمهور المتابع وقد سادها الهدوء والبرودة بالأداء لتنتهي سلبية بالنتيجة والأداء. - إذاً هكذا كان التناقض بتحليل زميلين لمباراة واحدة ومن ملعب واحد ومن يتمعن ذلك يساوره الشك أن كل كاتب حاول أن يكتب ضد الآخر نافياً كل ما قاله زميله وبهذا الأسلوب قد نجد أنفسنا أمام قراءانا ومن يتابع كتاباتنا أننا كاذبون أو بعيدون عن الواقع دائماً في كل مانكتبه ..وعليه يجب أن ننتقد أنفسنا أولاً ونتراجع فيما بيننا حتى لا ينتقدنا الآخرون..رغم أننا نؤمن بأننا بشر،ومن أخطائنا نحفظ مواعظ وعِبر، وإلى هنا ويكفينا خبر!.