الإبداع أفكار جديدة وأساليب راقية وذات جدوى كبير في أحداث نسق تنضيمي مبني على أسس متينة. وهذا التعريف خاص بالإبداع المؤسسي .. أما الإبداع بشكل عام فهو الرؤية التي يتبناها الفرد بطريقة جديدة وأساليب حديثة إما لخلق متغيرات جديدة أو القدرة على إيجاد حلول لمشكلات قائمة وحديثي هنا يتعلق بالواقع الاجتماعي في دور الرعاية الاجتماعية التي تحتوي على جماعات من البناء متفاوتين في الثقافة والمستوى التربوي بل وفي المستوى الاجتماعي وينتمون إلى شرائح وفئات اجتماعية متباينة الأمر الذي يجعل من تجسيد النظام الداخلي لهذه الدور أكثر تعقيداً. في هذه التناولة سأسلط الضوء على دار الأيتام للبنين فمن خلال زيارات للدار اتضح جلياً المستوى العالي الذي يظهر به الدار من خلال التقسيم الداخلي للأبناء والتوزيع وجدول الحصص التعليمية والمستوى العالي في النظافة والترتيب وكل هذه النقاط السابقة والتي تشكل جوهر النظام الداخلي للدار جعل من الدار لوحة إبداعية جمالية وتشعر باللمسات الإدارية الواقفة وراء كل إبداع سواءً من حيث التوجيه أو الأشراف المباشر. وإذا كان من أهم خصائص الإبداع العقل الخلاق المتسائل بعمق وهي صفة تولد مع الإنسان وتعززها التربية والتدريب المبكر والخبرة المثمرة فقد وجد على رأس إدارة الدار الحالية شخصية تربوية قديرة له باع في التربية والتعليم وتحديداً في القلعة التعليمة مدرسة ثانوية تعز الكبرى الذي عمل فيه مدرس وتربوي وتخرجت على يده أجيال. إنه الأستاذ القدير حسين إسماعيل فضة الذي ترجم مشواره العلمي وخبرته التربوية إلى معطيات واقعية ارتقت بالواقع الاجتماعي لدار الأيتام من كافة الجوانب.. وبلا شك أن اختيار الإدارة العاملة لشخص الأستاذ حسين وإيلاءه مهام الإدارة كان موفقاً إلى حد كبير حيث تعامل هذا الأستاذ حسين بروح الأب المسؤول التربوي المحترف والأستاذ المخلص والموجه الفطن منذ توليه الإدارة قبل عام من الآن وتجاوز كثيرا من المعرقلات والصعاب التي كانت عقبه كبيرة أمام أحداث أي إبداع إلى جانب الكادر الواقف إلى جواره من المشرفين التربويين والمدرسات التربويات والأخصائيات. وهنا أود أن أهمس في أذن الأستاذ أحمد العليمي مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بأن مجرد الثناء الشفهي فقط على الدار لا يكفي لمثل هذه الدور النموذجية .. أعود لأكد أن تجسيد الإبداع كأفكار وكأساليب لحل المشكلات وخلق واقع جديد يتطلب التركيز على القيادات الإدارية والتعاون الجهات الخاصة وهذا يعد من الضروريات للحداث واقع اجتماعي ملائم في دور الرعاية الاجتماعية.