عندما يخطّط الفرد لنفسه ويسعى بكل إمكانياته لتحقيق ما خطّط له حتى ولو بنسبة بسيطة؛ يكون بذلك صاحب طموح، ولو حقّق أكبر نسبة مما خطّط له فهو يحمل إرادة وهمّة عاليتين، ولا يتوقف عند المحبطات والمثبطات في الحياة التي تشكّل نسبة كبيرة من أسباب الفشل لنا.. لكن صانع بصمتنا شخصية متميّزة وصاحب إرادة وهمّة؛ ولذلك لم يظل في مكانه يراوح بين الفصل الدراسي والطبشورة بل كان له طموح أن يكون صانع بصمة على مستوى أكبر من الفصل الدراسي بما يحدثه من تغيير في قناعات المجتمع من وراء التدريب الذي بدأ معه في عام 2002م من خلال مواضيع وبرامج التنمية البشرية التي انطلق معها كبداية أولى مع التدريب ضمن برنامج تدريب موجّهي المجتمع على التعاطي مع مبادئ حقوق الإنسان برعاية المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع، صانع بصمتنا اليوم هو شخصية أكثر هدوءاً ورزانة، عقل يفكّر قبل ما يتكلم ويتأمل بعين عميقة لكل ما يدور حوله، تراه مبتسماً كلما صادفته في طريقك، قليل الانفعال، خدوم، يبذل مع غيره ما يقدر أن يقدمه.. صانع البصمة الذي نضعه بين أيديكم هو المدرّب والناشط الحقوقي، والأستاذ في الجامعة اللبنانية بتعز كامل مصلح النظاري الذي يحتفظ بودّه وحبه لمن كان السبب في انطلاقته مع التنمية البشرية وأثّر فيه وحفّزه وجعله يحب التدريب - حسب قوله - بعد فضل الله تعالى من المحفّزات التي دفعتني لخوض مجال التدريب رغبتي في أن أخوض هذا المجال للمساهمة في التنمية المجتمعية ثم خبرتي السابقة في الخطابة والإلقاء والتدريس. ويضيف بأن الشخصية التي أثّرت فيه حتى جعلته يحب التدريب - حسب قوله - أولاً بأستاذي وأخي الفاضل المدرّب المتميز شوقي القاضي، ثم الدكتور طارق السويدان وآخرين في مجال التدريب. ولأن التطوّع لابد من أن يكون للشخص في الحياة مساهمات ومجالات يقدّم فيها خدماته طوعية لأنه بالتطوّع يتعلّم الفرد الكثير من المعاني، والنظاري من الشخصيات التي تقوم بأعمال طوّعية؛ إلا انه لم يدر في باله أن يسأل عن تلك الأعمال الطوّعية كونها خدمات إنسانية ولا يفكر في حصرها؛ لذلك قال لنا: لا أتذكر عددها بالضبط - ولكن - أسأل الله أن يتقبّلها.. وعن البصمة التي يشعر ويفتخر بها في الواقع وكان التدريب سبباً في صناعتها يقول النظاري: المساهمة في تنمية وعي فئات من المجتمع في التعامل الحسن والمثمر مع الأسرة «المرأة والطفل بالذات». ومع كثرة المدربين في الواقع اليوم يرى المدرّب كامل النظاري أن مواصفات المدرّب الناجح هي: الصدق والأمانة - الثقة بالنفس بعد الله تعالى - التواضع في التعامل مع الآخرين - العلم والخبرة - الذكاء والفطنة - الحلم والصبر - الإلمام بالمتغيرات - التدريب لا التدريس. وفي الوقت ذاته فإنه يرى أن المعيقات التي تواجه التدريب كثيرة منها مثل أن كثيراً من الدورات تُعقد لمجرد استهلاك ميزانية التدريب ولا علاقة لها باحتياج العمل، وأن بعض المدرّبين ليس له خبرة عملية في موضوع التدريب وبالتالي يفشل في تنمية المهارات العملية التي يحتاجها المتدرّبون، بالإضافة إلى أنه أحياناً تجد متدرّبين تم اختيارهم حسب أهواء المدير وليس حسب حاجة العمل الفعلية، وأحياناً تجد متدرّبين ليس لديهم رغبة في التدريب، وأخيراً بيئة العمل قد لا تساعد المتدرّب على تطبيق ما تعلّمه، وعند عودته إلى عمله يجد من يرفض أن يسمح له باستخدام هذه المهارات. وعن وجهة نظره في وضع التدريب اليوم وقبل فترة وكيف يُنظر إليه وكيف يقييمه، يقول النظاري: التدريب الآن أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً وخاصة من حيث وعي المجتمع بأهمية التدريب سواء المانح أم المستهدف، لكنه مازال وعياً بسيطاً، ولا شك أن التدريب خدمة إنسانية ولا يقّلل من ذلك أن يكون كسباً مادياً أيضاً، ومع كل ذلك فهو يقدم كمدرب رسائل كثيرة للمجتمع. فيقول عن الرسالة التي يقدمها ليست رسالة واحدة وإنما عدة رسائل منها الدعوي ومنها التنموي وخلاصة ذلك المساهمة في التنمية المستدامة على مستوى الذات والمجتمع والتطوير الإداري. وعن الظروف التي يشعر أنه يبدع في التدريب يقول: شعوري أن رسالتي من التدريب وصلت وهي في طريقها إلى التطبيق. ويوجّه النظاري نصيحته إلى المدرّبين الجدد اليوم بقوله: عليهم إخلاص النيّة لله تعالى في كل خطوة واستشعار أن التدريب رسالة قبل أن يكون مهنة، والاهتمام بالجانب المهاري التطبيقي في التدريب أكثر. ويتمنّى النظاري لبلده اليمن الخير فيقول: أتمنّى أن أرى بلدي اليمن الحبيب آمناً مستقراً طيباً متمسّكاً بدينه وقيمه الأصيلة ووحدته التي ستكون بإذن الله منطلقاً للوحدة العربية والإسلامية وليس ذلك على الله بعزيز.