العمل التطوّعي ليس مقصوراً على كونك ضمن مبادرة أو منظمة وإنما هو ثقافة تُمارس في البيت مع أفراد أسرتك والحي مع جيرانك والمدرسة والجامعة مع زملائك والشارع مع مجتمعك، والأهم من ذلك هو تطوّعك مع نفسك.. هذا ما أمدنا به أحد المدرّبين والرواد الشباب في العمل الطوعي، ففي إطار الثقافة الطوّعية السائدة لدينا الآن؛ أقام شباب حي الصديق بمنطقة كلابة في تعز حملة تطوّعية وخيرية بوضع صناديق على أعمدة الكهرباء والتلفون في الحي والأحياء المجاورة بمديرية القاهرة لرفع كل ما يُذكر «اسم الله» عليه. شارك شباب الحي في هذه المبادرة من خلال جمع الصناديق وتنظيفها وطلائها وتجهيز الأحزمة الحديدية، وتركيب الصناديق على أعمدة الكهرباء والتلفون. تهدف الحملة إلى إشراك الشباب في العمل الخيري التطوّعي، ورفع كل ما ذُكر «اسم» الله عليه، وتنمية لروح الفريق الواحد والتنمية الطوّعية. وأكدّ القائمون على المبادرة أن منبع هذه المبادرة هو قوله تعالى: «ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» وتحقيقاً لمبدأ التقوى انطلق شباب حي الصديق في هذا العمل تعظيماً وتمجيداً للخالق سبحانه وتعالى. وأضافوا بأنّ العمل عبارة عن مبادرة شبابية طوعية متنوّعة ومتفاوتة في الأعمال، وعملهم جبار يدل على وعي الشباب، وحبهم لربهم، والحفاظ على اسمه جلّ وعلا في مكانة عالية في قلوب الناس. تلك الجهود الذاتية الطوّعية إن دلّت على شيء فهي يدلُّ على مدى تقبُّل الشباب وانخراطهم في العمل الطوّعي، وتقبلهم الثقافة الطوعية، والمجتمع الطوعي، ورغباتهم العديدة في صنع كل ما هو جديد بمحيطهم الصغير، ولو بأقل الإمكانيات الموجودة لديهم. يُذكر أنّ هذه الحملة هي أولى حلقات الوصل بين شباب الصديق والعمل الطوعي، وتمهيداً للمزيد من الفعاليات والأنشطة التي سيقوم بها الشباب في الفترة القادمة؛ وذلك لتوظيف طاقاتهم، وتنمية روح الفريق لديهم، واستثمار أوقات الفراغ في أعمال طوعية تخدم المجتمع بشكل عام والحي بشكل خاص.