أكدت البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة في نيويورك: إن التزام الصمت في وجه انتهاكات إسرائيل الجسيمة أمر غير مقبول وسيعزز إفلاتها من العقاب ويزيد من التأخير في تحقيق سلام عادل ودائم، وفي وضع حد للمعاناة الإنسانية الناجمة عن هذا الصراع المأساوي الذي طال أمده. وشددت السفيرة فداء عبد الهادي ناصر القائمة بالأعمال بالإنابة للبعثة في رسائل متطابقة بعثتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن «ليتوانيا»، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تدهور الوضع في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي بمنتهى الجدية لأنها تؤدي إلى تفاقم التوترات وتدهور الوضع الهش على الأرض. ولفتت إلى أنه منذ استئناف مفاوضات السلام، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 44 فلسطينياً وجرحت المئات من المدنيين، ونفذت أكثر من 3360 غارة عسكرية، بما في ذلك ضربات جوية ضد قطاع غزة المحاصر، فيما لا يزال أبناء الشعب الفلسطيني يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم أخرى على يد الاحتلال. وذكرت في رسائلها قيام قوات الاحتلال صباح أمس بقتل الشاب الفلسطيني معتز وشحة (24 عاماً) في بلدة بيرزيت شمال رام الله بعد حصارها لمنزله، مشيرةً إلى أن الطريقة التي اتبعتها في ملاحقته ومهاجمته بعنف تدل على وجود نية متعمدة لقتله, مضيفةً أن ذلك يعتبر شاهداً آخر على انعدام الأمان وعلى الحياة غير العادية التي يعيشها شعبنا تحت الاحتلال الإسرائيلي. وتطرقت السفيرة إلى استشهاد الأسير الفلسطيني جهاد عبد الرحمن الطويل يوم 24 فبراير متأثراً بالجروح الخطيرة التي أصيب بها جراء اعتداء حراس السجن الإسرائيلي عليه في وقت سابق من شهر فبراير الجاري .. وأضافت أن استمرار هذا السلوك غير القانوني من قبل إسرائيل يؤكد من جديد أيضاً الشكوك العميقة لدى الكثيرين بشأن إدعائها بالالتزام بالسلام، ويشير إلى أنها في الواقع ليست مهتمة بإنهاء احتلالها لما يقرب من 47 عاماً، علاوةً على ذلك، فإن هذه الأعمال تلوّح إلى نية إسرائيل في الاستفزاز والتحريض ضد شعبنا وقيادته وأرضه ومقدساته، خاصةً الحرم الشريف في القدس الشرقية المحتلة، إلى أن يتم زعزعة استقرار الوضع تماماً وتخريب جهود السلام المبذولة من قبل الولاياتالمتحدة. وشددت على مسؤولية المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، في التصدي لهذا الوضع الحرج لتجنب المزيد من التصعيد وإنقاذ احتمالات التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي لا يزال يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وأكدت أن إجراء مفاوضات السلام لا يعفي مجلس الأمن من مسؤولياته بموجب الميثاق ودوره في هذا الصدد ويجب إدانة الانتهاكات الإسرائيلية ومطالبة سلطة الاحتلال بوقف جميع انتهاكاتها وجرائمها ضد شعبنا الفلسطيني.