أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق، الليلة الماضية، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرايلي لبلدة يعبد جنوب غرب جنين. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر أمنية القول: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بالاختناق خلال المواجهات التي اندلعت في عدة أحياء. يشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد وبشكل شبه يومي إلى اقتحام البلدة وسط إطلاق القنابل ونصب الحواجز العسكرية على مداخلها. وعلى الصعيد الدولي بعثت القائمة بالأعمال بالإنابة للبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة في نيويورك السفيرة فداء عبدالهادي ناصر، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن "ليتوانيا" ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تصاعد أعمال العدوان والاستفزاز والتحريض الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وخاصة في الحرم الشريف. وأشارت إلى أن هذا العدوان يزيد من حدة التوترات ويقوض الوضع الهش للغاية على الأرض ويهدد بتأجيج الحساسيات الدينية وإشعال دورة أخرى من العنف وتخريب مفاوضات السلام الجارية حاليا. وذكرت أن المتطرفين الإسرائيليين، بما في ذلك المسئولين في الحكومة الإسرائيلية اليمينية، يواصلون أعمال التحريض ومحاولات المساس بحرمة الحرم الشريف. وقالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت أمس الحرم الشريف وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين الفلسطينيين واعتقلت العديد منهم وقد جرى هذا العدوان في خضم التهديدات من قبل المتطرفين اليهود باقتحام الحرم الشريف ورفع الأعلام الإسرائيلية وذلك في سياق المناقشة الاستفزازية التي بدأت في الكنيست الإسرائيلي الرامية إلى إصدار تشريع لفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم الشريف. وأضافت إن هذا العمل غير القانوني والمدان تم بتحريض من نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فايغلين، وهو عضو في حزب رئيس الوزراء، الذي دخل مؤخرا الحرم الشريف تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي وأدلى بتصريحات استفزازية بشأن المسجد الأقصى. وذكرت أن هذه الإجراءات المتهورة تهدف بوضوح وبطريقة غير قانونية وبالقوة إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على الحرم الشريف في قلب مدينة القدس الشرقية المحتلة، وهى جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين، وأن ضم إسرائيل للمدينة غير معترف به ومدان عالميا. وأكدت أن الحرم الشريف يخضع لإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية مذكرة بالدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية فيما يتعلق بالمواقع الإسلامية والمسيحية المقدسة في المدينة. وأشارت إلى العديد من قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن التي لا تزال سارية المفعول بالكامل والتي يجب على السلطة القائمة بالاحتلال أن تحترمها بشكل كامل. كما أشارت إلى تصريحات المجلس المتكررة بشأن عدم قانونية الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي وطابع ووضع مدينة القدس والمطالبة بإلغاء جميع هذه الإجراءات والكف عن اتخاذ إجراءات أخرى، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية، والامتثال لالتزاماتها القانونية في هذا الصدد، بما في ذلك وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة. ودعت فداء ناصر مجلس الأمن إلى إيلاء اهتمام عاجل لهذه المسألة الحرجة والقيام بواجباته وفقا للميثاق في صون السلم والأمن الدوليين. وشددت على أن المجتمع الدولي، الذي يؤيد حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967 والمرجعيات المنصوص عليها في قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق للجنة الرباعية، لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي بينما إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تنتهك القانون الدولي وتدمر الفرصة الصغيرة التي لا تزال أمامنا لتحقيق هذا الحل. وأضافت إنه في هذا المنعطف الحرج يجب على الجميع أن يعمل بمسؤولية وبضمير لمعالجة هذه المسألة الخطيرة والمثيرة للقلق البالغ لفلسطين وللعالم العربي وللأمة الإسلامية ولإنقاذ احتمالات السلام. واختتمت رسائلها بالقول أنه يجب على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن وأعضاء اللجنة الرباعية، وفقا للمسؤولية التي اتخذوها على عاتقهم للنهوض بتحقيق حل عادل ودائم، أن يطالبوا على الفور إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، بوقف جميع انتهاكاتها للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والكف عن جميع أعمال الاستفزاز والتحريض ضد الشعب الفلسطيني وأماكنهم المقدسة، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة، والالتزام حقا بمسار السلام.