تشبيه بليغ أن يقال أن رجال المرور( طيور الجنة ) ناس بسطاء لا تجدهم إلا في الميدان وسط حر الشمس وأدخنة عوادم السيارات وهنجمة أصحاب المركبات ساعة الظهيرة يعملون في شوارع ترفع ضغط الدم والسكر إلى أعلى مستوى كالحاصل بشوارع تعز التي لا ترتقي إلى هذا المسمى. من النادر أن تجد صاحب مركبة يبتسم في وجه لرجل المرور وهو بالجولة كأن بينهم وريثة مختلفين على قسمتها فمن خطط شوارع المدينة أكيد كان خريج هندسة طرقات بعير خياله كان متوقفاً من أن الزمن لن يأتي معه (عكابر وعفاريت وهيسات ودامس ومترات ) خططها لتسير عليها عربة الأمام وحمير نقل بضائع التجار. حتى تحل مشكلة الطرقات بتعز هناك من يرى أنه لابد أن تحل كارثة تأتي على الشوارع عاليها بواطيها وهو ما لا نتمناها لحالمتنا الحبيبة وذلك لنعيد تخطيطها من جديد على طريقة مستر بلان. بعد الساعة الثانية عشرة تتعطل حركة السير إجبارياً في شوارع المدينة الرئيسة يصعب على رجال المرور أن يفكوا شفرة الازدحامات التي تصيبنا باكتئاب ففي هذا الوقت لا نقود سياراتنا بل ندخل معركة نحاول اختراق العدو المجهول من باصات ودراجات نارية وسيارات أشكال وألوان كلها تتزاحم لتمر من خرم إبرة هذه المعضلة كيف لرجل مرور أن يتعامل معها مهما أوتي من قوة ومع ذلك فإن تواجد رجل المرور أمر ضروري للحد من الزحمة والتخفيف من المخضرية. المحافظ شوقي هائل وجد نفسه رجلا مروريا حينما ترجل عن سيارته وخرج بنفسه ينظم السير في النقطة الرابعة حتى يعلم الذين يتزاحمون على الجولة أننا جميعاً مسئولون للحد من الازدحامات. ونفس الصورة تكررت في مكان آخر بطلها المدير المكلف من المحافظ ومدير الأمن حينما ترك العقيد جميل الرامسي كرسي الإدارة الدوار ونزل بنفسه إلى جولة بئر باشا وشارع جمال ينظم حركة السير وليعطي دفعة قوية لرجال المرور .. صورتان دلالتهما أن المسؤولية من أرادها يجب أن ينظر إليها على أساس أنها مغرم وليس مغنم. نعرف الرامسي ابن المرور ورجلها من الطراز الأول منذ أن كان يشغل منصب مدير شئون الأفراد وتعاقب على أربعة مدراء مرور سابقين ونائب للإدارة أيام إدارة الكواتي المستقيل والذي وبلا شك أقدم على هذا القرار بعد أن وجد أن كل الطرق تؤدي إلى الازدحام والانتقاد اللاذع من المسؤول المباشر. إن ما قد يميز الرامسي وهو خريج كلية الشرطة من دفعة الوزير الترب عن غيره أنه جاء من داخل الإدارة لم يستورد ويعرف تعز وطرقاتها شبرا شبرا وهناك من يقول أن النقلة التي أحدثها بفترة بسيطة هي نتاج الخبرة الطويلة كرجل مرور أخذ من إيجابيات من سبقه وطبقه في الميدان.. الأمر الذي جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع وخير شاهد بئر باشا وحالة الارتباك التي تصيب الشارع ساعة الظهيرة ويحسب له أنه الوحيد الذي يتعامل مع الدراجات النارية وفق القانون والنظام وذلك بتحرير قسائم مخالفات وليس كالحاصل بالحديدة هذه الأيام بفتح الأعيرة النارية على الدراجات النارية المخالفة في شارع صنعاء ومن ثم حملها بناقلات إلى حوش المرور. إن وجود رجل مرور محنك يجب أن يدعم والرامسي لا يحتاج إلى وقت طويل حتى يأتي قرار تعيينه من وزارة الداخلية.