صدر القرار وتم الاحتفال في تعز عاصمة الثقافة للجمهورية اليمنية صدى القرار كان مدوياً وإشراقة الشمس على يوماً من الفرح ولكن ما نخافه أن بعد الشروق قد يأتي الغروب. مثل القرار الجمهوري اعتبار تعز عاصمة للثقافة اليمنية نافذة أمل لاهتمام حكومي أكبر بالمحافظة، وتعزيز إمكانياتها لتصبح بحق عاصمة للثقافة. نعم تعز تعد المحافظة الأكثر فعالية في الأنشطة الاجتماعية والعلمية تعز لها مكانتها التاريخية و الإنسانية بإنسانية أهلها. هي الأكثر في انتشار التعلم والوعي والمواطن أكثر إبداعاً هذا ما أهلها لأن تكون عاصمة الثقافة للجمهورية. إذا ما ذهبنا إلى وسط الشارع لكي نطرح بعض الأسئلة المتعلقة بالعاصمة الثقافية فسنجد ارتياحا بصدور القرار والتذمر من آلية التنفيذ وحتى اللحظة هل نشعر أن تعز حقاً عاصمة ثقافية؟ الجواب يكمن في هذه الأحرف : هي عاصمة الثقافة في ورق هي عاصمة العلم في مادة قانونية. إذا ما اتجهنا إلى البنى التحتية للعاصمة الثقافية كم من مكتبات توجد فيها.. واحدة وخاصة. كم أخرجت من علماء ومفكرين؟ كم أنجبت ممثلين وكوميديين؟ كم من أكاديميين؟ الكثيرين لكني أين هم ؟ إنهم إما في فراش المعاناة أو يعيشون معيشة ضنكى بسبب الإهمال الذي يجدونه. كم اسقت تعز وأروت هذا الوطن وفي المقابل كم يعاني أبناؤها من الظمأ. صنعت من حروف أبنائها نوراً لهذا الوطن فكان جزاؤهم أن يعيشوا على الهامش. إذا ما رجعنا إلى المقومات التي تجعل تعز عاصمة الثقافة سنجد أنها ليست سوى علكة تم وضعها لطفل جائع فلا معنى للعلكة لديه مع حلاوتها بل تجد تنهيدة من جوع يقرص معدته الصغيرة. فأية صورة ستظهر بها العاصمة الثقافية لتؤكد أحقيتها بهذا اللقب فعلياً، أم سيظل الأمر مجرد قرار على الورق؟!