ليس هناك شكا مطلقاً بأن حب الوطن غريزة فطرية وليس هناك اختلافا على أن حب الوطن من الإيمان وليس هناك نكرانا أو جحودا بأن الموت من أجل الوطن حياة والحياة لأجل الوطن كرامة وولاء ولكي تكون هذه الغريزة مزروعة في الإنسان فإنه لابد أن يكون هناك رعاية واهتمام خاص وتنمية دائمة في المراحل الأولى من عمر الإنسان حتى تكون أكثر رسوخاً وأشد ثباتاً في ذهن الفرد الصغير وتكبر معه حتى تصبح راسخة رسوخ الجبال لا تلين لأي فكر أو عقيدة فاسدة.. ان الوضع الحالي يتطلب جهداً كبيراً من قبل الأب والأم في إطار الأسرة والمعلم والمعلمة في إطار المدرسة والجامعة والقائد العسكري في إطار الجيش والأمن والوزراء والمدراء في إطار الوزارات والمؤسسات ورئيس الدولة في إطار الدولة بكل نواحيها، كل هؤلاء يتطلب منهم جهداً كبيراً في غرس قيم ومبادئ الولاء الوطني لدى كل مواطن ومواطنة. فإذا بدأت التربية الوطنية من داخل المنزل كمسؤولية أب وأم تجاه أبنائهم فإن كل فرد ينتمي للوطن سيمارس حياته بالمبادئ والقين الوطنية والولاء والتضحية للوطن وسيقدم ولائه للوطن عن ولائه لأي شخص، فالتربية الوطنية تربية مهمة لدى الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات وكل من يقود فرد أو جماعة..؟؟ إن حالنا اليوم مؤلم جداً وأن ما نراه في أجيالنا بناة المستقبل المصابين بركود أخلاقي ومعرفي والذي من شأنه أن يتسبب في ركود الوطن بشتى المجالات “فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فإذا وجد حب الوطن والولاء الوطني في الأب والأم فإنه سيغرس في الأبناء وإذا وجد في القيادات العسكرية فإنه سيغرس في الجنود وإذا وجد في المدراء فإنه سيغرس في الموظفين وإذا وجد في المعلم والمعلمة فإنه سيغرس في الطالب والطالبة وإذا غرس في كل هؤلاء فإننا سنعيش كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. لكن المؤسف جداً هو أن نرى الأطفال يتحدثون عن الحزبية، والطلاب في المدارس وفي أوساط الجامعات يشكلون قطاعات طلابية لأحزاب من المتسبب بهذا ومن المسؤول عن ذلك.؟؟ إن هذا هو ما جعل الحزبية مفهوم للصراعات وزرع الأحقاد والكراهية لكن إذا اتخذت الحزبية كوسيلة للتنوع والتنافس الإيجابي فإن بلادنا ستنهض كباقي الدول التي يمارسون الحزبية بديمقراطية ويحترمون آراء بعضهم ويؤمنون بمعتقدات كل فرد. فنحن بحاجة إلى ثقافة الحوار واحترام الآراء والأفكار ونبذ التطرف والتعصب السياسي والحزبي ومحاربة اغتيال آراء وأفكار الآخرين وتهميشهم مهما كانت التوجهات والاختلافات لكن يجمعنا هدف واحد وهو النهوض والارتقاء بالوطن علمياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لنكون دولة عظيمة ارتقى بها وبناها شعب عظيم. واذكركم جميعاً أن فقهاء السياسة يقولون: «أن الولاء الوطني هو المصدر الأكبر والأهم لقوة الأوطان»