ما إن يحل يوم التاسع والعشرين من شعبان..إلا ويتساءل الناس في الأسواق والمساجد والأحياء (هيا ايش قالوا قدوه غدوه رمضان ولا ماشي) وكلهم شوق لرمضان وبخاصة الأطفال..فما إن يحل الغروب إلا ويحاول الكثير وأصحاب الخبرة أن يراقبوا الهلال..والعبرة بالإعلان والبلاغ الرسمي فإذا جاء البلاغ بان غدا هو المتمم لشعبان فإنه يعم الهدوء وتشعر في نظرات الكثير والأطفال بخيبة أمل..أما إذا كان غدا هو أول رمضان فإن السعادة ثملأ الوجوه..ويتبادل الجميع التهاني والمباركات..ويخرج الناس من البيوت إلى المساجد والبعض للسمر مع أصدقائهم..والأطفال يخرجون في جماعات من كل الحارات ويرددون الأناشيد والأهازيج المرحبة برمضان والمعبرة عن فرحتهم..مثلا يا رمضان يا بو الحماحم...واد لبي قرعه دراهم يامسى جيت أمسي عندكم...يامسى جيت أمسي من ذمار يا مساء واسعد الله المساء...يا مساء بالغرا ة و الشريم وهكذا يرددون طوال الشهر..ويطرقون أبواب البيوت ويعطونهم السكان جعلا..يسمى المساية.. وإما المآذن والمسبحون فيصدحون بالتسابيح ..الأولى للاستعداد للسحور ولإيقاظ ربات البيوت لتجهيزه والثانية وهي للسحور والثالثة وتسمى التحميدة وهي للاستعداد لصلاة الفجر والخروج إلى المساجد.. آه..ما أجمل ليالي رمضان..مجالس علم وأدب وشعر وتاريخ وملح وزهد وفكاهة وثقافة ومساجلات شعرية..طبعا هذا كان موجود بشكل كبير إلى ما قبل مجيئ التلفاز..إما الآن فقد انصرف الكثير إلى التلفاز..ولكن لا تزال مثل تلك المجالس وبخاصة في بيوت العلم والأدب والشعر.. وعند منتصف الليل يتوجه الرجال إلى المساجد للصلاة وتلاوة القرآن والذكر حتى وقت السحور فيذهبوا ليوقظوا النساء لتجهيز السحور..في هذه الأثناء المآذن تصدح بالتسابيح والمسحراتي يدق الطبول خلال المساكن والدور والأسواق والمخابز القديمة تبيع الملوح والخبز الحار..ومحلات تبيع (الفول- البرعي)..والأطفال يصرون على الصيام ويؤكدون على الكبار . لإ يقاضهم للسحور-غداء رمضان- بل إن بعضهم يبقى ساهرا يصارع النوم من اجل السحور الذي يعطيه شرعية الصيام..والى لقاء آخر