يحكي القاضي العمراني: كان لأهل (ثلا) خطيب، وفي إحدى الجُمع أخذ يعد خطبة في الصدقة وإيثار الفقراء، وحث الناس على العطاء حتى لو كان أكله أو غداءه، وكان يجرّب نفسه أمام زوجته ويسألها رأيها فتستحسن كلامه، ثم ذهب يوم الجمعة فخطب في الناس وحثّهم على الصدقة والإيثار، فلما انتهى عاد إلى بيته وطلب من زوجته تقريب الغداء، فقالت: ولكن جاء فقير فأعطيته إياه بسبب كلامك عن الإيثار وإعطاء الفقير، فقال الخطيب لها: أنا أخاطب أهل (ثلا) لم أخاطبك. * * * * العادة في صنعاء أن يدفع العريس ليله الدخلة مبلغ من المال للعروسة مقابل كشف وجهها ويسمى (الفتاشة) وقد دخل أحد العرسان على عروسته ليلة زفافها ولم يبق في جيبه ريال واحد فرفضت العروسة أن تكشف له عن وجهها إلا إذا سلّم الفتاشة فحاول إقناعها إنه لم يتبق معه ولا ريال واحد إلا أنها رفضت فعاد إلى الديوان الذي فيه الضيوف فخاطبهم قائلاً: من في جيبه ريالان دخل على العروسة، أما أنا فقد رفضت أن تفتح لي وجهها فضحك الحضور وأعطوه حق الفتاشة. * * * * في إحدى الليالي عندما كان أحدهم يستعد للنوم سمع مشي أقدام على سطح المنزل وتأكد أن أحد اللصوص قد تسلّق إلى سطح المنزل وينتظر حتى ينام أهل البيت كي يسرق محتويات البيت فقال صاحب المنزل لزوجته بصوت عالٍ يريد من صوته العالي أن يسمع السارق كلامه قال: إنتِ داري يا مره كيف كنت أفعل عندما كنت أسرق البيوت قالت كيف كنت تفعل؟ قال: كنت أطلع إلى جبى البيت (سطح المنزل) وأراعي حتى يناموا وادخل اسرق وأنا آمن وإذا سمعني صاحب البيت أو قام يبسر من في الجبى كنت أتعلّق فوق الميزابي المسراب أو القصبة التي يخرج منها ماء المطر، وصاحب البيت يجي يدور ما يلاقي شيئاً، فقال السارق في نفسه: والله إنها فكرة وسمع صاحب المنزل يقترب من السطح فهرع إلى الميزابي ليختفي تحته عندما يتعلق عليه ومجرد أن امسك بالميزاب اكتسر لأنه مصنوع من الخشب القديم وسقط إلى الأرض فقال له صاحب المنزل وهو ينظر إليه من سطح منزله: خير يا مدبر كسر ولا شص فرد عليه السارق: شورك (رأيك) الأعوج صدقناه.