الوفود تصل مصر تباعا لمناقشة انهاء الحرب في غزة    أزمة الذاكرة والموقف: انفصام أُمَّة    جامعة البيضاء تنظم المؤتمر العلمي السادس بمشاركة 299 باحثا من 17 دولة    ضبط متهم بارتكاب جريمة قتل خلال 48 ساعة    القاهرة على موعد مع محادثات لإنهاء حرب غزة وتقرير يكشف حجم الدمار الذي حوّل القطاع إلى خراب    أربعة أسباب دفعت حماس للموافقة على خطة ترامب    افتتح مهرجان خيرات اليمن في موسمه الثاني.. العلامة مفتاح: نأمل في السنوات المقبلة تحقيق نقلة نوعية للنهوض بالمنتجات الزراعية    بعملية عسكرية نوعية.. القوات المسلحة تؤكد.. قصف أهداف حساسة للعدو في القدس المحتلة    النائب بشر: اليمن يتعرض لتأمر ممنهج والسلطات مستميتة في خدمة مصالحها    الفريق السامعي يستحضر إرث الإرياني.. الطريق محفوف بالمكائد والخطر قائم    انتقالي حضرموت يتهم السلطة المحلية بالفساد وعقد صفقات مشبوهة على حساب المحافظة    إعلانات قضائية    هيئة حقوق الإنسان تُدين جريمة إعدام مرتزقة حزب الإصلاح بتعز للأسير العفيري    إنني مسكون بذكراكم أيها الأحبة (3 - 3)    القنصل اليمني في الهند ينبه المسافرين اليمنيين بشأن الإجراءات الجديدة لوزارة الداخلية الهندية    إحصائية مخيفة للسرطان في محافظة تعز    سمراء المجازات    سمراء المجازات    إِنَّا عَلَى العَهْدِ    اليهود في القرآن...!!    مرض الفشل الكلوي (22)    المرأة الإصلاحية.. رافعة النضال وشريكة البناء    محمد عبده الفنان السادس على مسرح البواردي    ضبط شحنة طائرات مسيّرة وأجهزة تجسس تابعة للحوثيين قبالة سواحل لحج    ترشيح " سوريانو " ل رئاسة نادي برشلونة خطر حقيقي يهدد عرش "لابورتا" .!؟    إشبيلية يكتسح برشلونة.. ويحرمه الصدارة    بن حبريش وصفقات الديزل.. نهب منظم لثروة حضرموت تحت شعارات كاذبة    الاتحاد اليمني لكرة القدم يُعيّن السنيني مديرا فنيا لإتحاد الكرة    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد سير العملية التعليمية في ثانوية الفقيد عبدالمنتصر بحبيل جبر    عضو السياسي الاعلى الوهباني يزور مهرجان خيرات اليمن    مونديال الشباب: المكسيك ترافق المغرب إلى ال16    وادي التماثيل في جزيرة قشم.. بقايا ظواهر رسوبية وجدران طبيعية مذهلة    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمم بإيقاف التعامل مع شركة صرافة    اليمن يحصد ميداليتين في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى    رحلة تكشف المستور    استمرار حملة مصادرة شمة الحوت من أسواق المنصورة    أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي يلتقي وكيل قطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة    المكتب التنفيذي لمديرية خور مكسر يعقد اجتماعه الدوري ويناقش تقارير عدد من المكاتب    ترامب يعلن موقف إسرائيل من الانسحاب الأولي.. والوفود التفاوضية تتجه إلى القاهرة    كاد تهرب المسؤول أن يكون كفرا    مركز الأرصاد يحذر من اقتراب العاصفة المدارية "شاكتي" من المياه الإقليمية    العملة المشفرة الأغلى.. البيتكوين يكسر حاجز ال 125 ألف دولار    السلفيين يحرمون مشاهدة مباريات كأس العالم في قطر ويحللونها في بلاد الكفر    أرسنال يكسب «المطارق» ويتصدر.. وساكا يكتب التاريخ    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنغلاند    هيئة التعليم والشباب بالانتقالي توقع مذكرة تفاهم مشتركة مع إدارة صندوق تنمية المهارات    كين يبدد مخاوف الإصابة    مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية لسبتمبر نت :نطمح إلى إنشاء 4 فروع جديدة    جريمة قتل جماعي قرب حقل مياه عدن.. دفن نفايات شديدة الخطورة في لحج    مأرب.. تكريم الفائزين بمسابقة شاعر المطارح    تحقيق يكشف عن عمليات تهريب الأحجار الكريمة والمعادن النادرة من اليمن    بدء توزيع الزكاة العينية للأسر الفقيرة في مديرية اللحية    رئيس إصلاح المهرة يدعو إلى الاهتمام بالموروث الثقافي واللغوي المهري    تعز تناقش مواجهة مخاطر الكوليرا وتحديات العمل الإنساني    سياسيون يحتفون بيوم اللغة المهرية ويطلقون وسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه    أنا والحساسية: قصة حب لا تنتهي    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تعبنا في رمضان؟!!
نشر في الجمهورية يوم 09 - 08 - 2014

لا يفترض بالأوقات المقدسة في أية ديانة أن تكون موسماً للخسائر و المتاعب لمن يؤمنون بها هذا بالتأكيد امر لا يختلف عليه اثنان في العالم.. و الأوقات المقدسة في ديننا جُعلت لتكون مناسبة احتفائية بالقيم الجميلة و العميقة للمؤمنين و لتكون محطة للتزود و اكتساب الطاقة لبقية ألأوقات.
إنها فاصلة حنين للسماء بين جمل من الكدح الأرضي في يوميات البشر.. فاصلة يتوقف فيها التدهور للنفس و تعلن التوبة بعد مراجعة صادقة لكل ما فات.. تلك التوبة التي يزيد من تألقها المشاعر المقدسة والعبادات والقناعات العميقة للأيام و الليالي المباركة التي جُعلت فرصة لإعادة صياغة الروح لبدايات جديدة صالحة في المستقبل.
هذا ما يفترض ان يكون عليه رمضان،ثورة على سوء ما مضى..وهو ثروة للتزود و الامتلاء بالقوة للمستقبل.
يفترض انه موسم التحدي لقصورنا وضعفنا لنتخطاها الى أمنياتنا العليا.
للأسف لم يعد رمضان هكذا...نحن كشعوب مسلمة نسجل اعلى نسب للاستهلاك المقرف للبرامج الترفيهية الرخيصة في رمضان من مسلسلات و برامج راقصة او تلك الاقرب للمقامرة منها للمسابقة.. أما عن الانتاج العملي فهو الاشد انحطاطا في شهر يفترض انه وقت الازدهار الفكري والعملي لقوم تركوا غرائزهم طواعية لكن النوم هو من يزدهر حقا ..أما عن المشاكل و الشجارات و الحوادث فهي ارقام مخزية في ايام صفاء وتبتل و تسامح مع الذات و الاخرين..المصيبة الكبرى تأتي حين نكتشف ان الشعوب الفقيرة اصلاً تصبح اكثر فقراً في رمضان و ما يتبعه من العيد اذ تُصرف مبالغ هائلة اضعاف دخل الفرد فيها مما ينذر بتدهور لميزانية الفرد فيها لبقية الاشهر.. واخيرا نتفاجأ ان الازمات النفسية ونوبات الضيق والقلق تشتد على الكثير طوال الشهر خاصة الأواخر وهذا مناقض لكونه شهر الاتصال الروحي بالنفس و الأنسجام والاسترخاء في محراب العبادات.
ماذا حدث؟؟!!
الذي حدث هو العديد من الطقوس والممارسات الخاطئة التي حولت رمضان الى النقيض مما يفترض ان يكون.
ليس من العيب ان يعتني المرء بطعامه لكن الخطأ ان يبذر في اقتناء الطعام و كأن صيامه سيحوله الى وحش يمتلك معدة زيادة الى معدته الطبيعية و يلتهم الكثير والكثير ....مما يؤدي الى مشاكل لا حصر لها في الهضم و الاخراج بعد ذلك وبينهما الامتصاص التي تعتبر اساس القوة للجسم.
المشكلة الاكبر ان التركيز ليس على النوعية الجيدة من الطعام مثل الفواكه و الخضروات و الحبوب المغذية مما يجعل المشاكل الصحية متفاقمة ومتزايدة...وللأسف تكثر حالات الوفاة التي تعكس تدهور الصحة وضعف الرعاية ويظن البعض انها رحمات رمضان و يا لها من رحمات!!
*من جمال الشخصية العربية الكرم.. و ان يكرم الناس ضيوفهم لهو الخير و الله.. وما اجمل موائد الرحمان على الطريقة الشعبية لكل عابر سبيل جائع ..لا يمنع منها فقير ولا مجذوم و لا معتوه ولا مجنون ولا غيرهم من المدفوعين بالأبواب..
ما اجمل ذلك!! لكن ذلك لم يعد كثيراً بيننا بل استبدله الناس بالعزايم التي تكسر ظهور النساء و جيب العائلة و لا خير منها اذ كلها مفاخرة و تباهي واعزمه لأنه عزمني وعلشان اوريها اني كمان اعرف اطبخ وأسوي.. و تزداد الصدامات عند تأخر الاطباق و توالي الضيوف وتتفرق العائلة يوما بعد يوم لقعود ناس مع الضيوف وناس في المطبخ وناس في الوسط رايحين راجعين ولماذا كل ذلك؟!! لا ادري.
الانتاجية العملية من المفترض ان تزيد لكن ماذا تتوقع من اشخاص لم يكتفوا من النوم و عاشوا ليلة صاخبة من التلفاز و الاسواق و الضجيج و حتى لو ناموا فسيناموا في ساعات النهار الغير طبيعية للساعة البيولوجية للجسم مما يعمل على خلل كبير في نظام الأيض والطرح داخل الجسم و أكثر و أخطر من يتضرر الغدد الصماء التي تتحكم بكل وظائفنا الحيوية ....و يا ضيق الحال لمن لا يجد وقتا لينام لا في الليل و لا في النهار كأمهات الأطفال الذين يصحون باكرا
فلماذا قلبنا الليل نهارا و النهار ليلا في رمضان سؤال لا جواب له وسط تردي ادى بالكثير من الدول الإسلامية ذات الميول العلماني لإلغاء الصيام بعذر المحافظة على العائد القومي و من ذا يجرؤ على لومهم؟؟
إنه لمن العجيب ان تفكر ان نظاما صارما يبدأ في وقت محدد و ينتهي في وقت محدد يتحول الى فوضى عارمة من الحقوق المضيعة والعبث.
هلع الطعام ..تدهور النوم ... انعدام النظام و الاستقرار العائلي...الديون المتراكمة كلها عوامل تتراكم لتصنع ارتفاع مخيف في حالات القلق و التوتر و الضيق لدى الكثير و يشعر الأغلبية بإحساس جارف من الاستياء العام لأنهم مقصرون في كل الجوانب...ومهما حاولوا و مهما اجتهدوا يظل شعورهم خانق بالاستنزاف و عدم الكفاية.
يظهر كل ذلك بوضوح في ممارسات عبثية للتفريغ كهوس التسوق والانفلات الاخلاقي و النفسي خاصة المدمنين على عادات سيئة وسيئة جدا.. ذلك لأن اختلال التوازن النفسي وتعادل الادوار الحياتية في البيت والشارع والعمل يجعل مخزون تقدير الذات يضعف مما يقلل مناعة الفرد ومقاومته للإغراء والغرائز والادمان.
*اخيراً في الجانب العبادي يصل البعض لنهاية رمضان و هو حطام لأنه اجهد نفسه بشكل بشع في كل شئ و بشكل غير منتظم وغير متدرج.
بالتأكيد المفاهيم المغلوطة عن التبتل و العبادة جعل الاغلبية تعبد رمضان الهاً فيه الرحمة و الكرم ولن تكون في اي يوم سواه و تناسوا ان الله هو الكريم و ليس رمضان و ان الله رحيم بنا ..يريد ان يتوب علينا دوما و ما جعلنا علينا في الدين من حرج.
شهر رمضان اشبه بموسم تخفيضات لكن مش المقصود بالتخفيضات ان تشتري كل شئ اذ ليس بمقدورك ذلك ولا يصح ذلك بل عليك اخذ من كل صنف ما تحتاج وما تقدر عليه بما يوصلك للمقصد الشرعي الاكبر الذي من اجله شرع الله رمضان...اتعرفون ما هو ؟؟؟
انها التقوى.. كيف نعبد الله بما نستطيع و بما تصل له اقصى جهودنا دون ان نتلف توازن حياتنا و دون ان نقصم ظهورنا.
كيف نخشع لله و نقول له اننا نحبك يا رب فاغفر لنا و اعتقنا من فشل الدنيا و جحيم الآخرة.
في النهاية لماذا تأخرت هذه المقالة للآن؟
حتى تأتي و الوجع ملتهب فيظل الدرس عالقاً في الوعي طوال العمر و حتى رمضان القادم إذا كان لنا عمر.
أعزائي دعونا نشحذ العزم ان نتحرر من قيود النفس و المجتمع و التقاليد الضارة و ان نستعد لأوقاتنا المقدسة بشكل صحيح وحتى ذلك الحين تذكروا ان الكريم اذا سُئل اعطى و إذا اعطى أدهش سبحانه لذا أكثروا سؤاله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.