شهر رمضان المبارك للتوبة والعبادة وإراحة الجسم وكل أعضائه وخلاياه بعد سنة من الأكل والشرب لسنة كاملة، ولأكثر من ثلاث وجبات يومياً.. ولا شك أن الجسم وأجهزته وأوعيته وخلاياه خلال سنة من العمل والشغل تحتاج إلى راحة وصيانة. ولذا فرض شهر رمضان للصيام من كل سنة.. بل هناك تشجيع على الصوم للست من شوال بعد رمضان، وصوم الاثنين، والخميس من كل أسبوع، وصيام عدة أيام من رجب، ومن شعبان، كل ذلك زيادة في إراحة الجسم وترميمه وصيانته وتصفيته من تلك الشحوم والترهلات، والضعف الذي لحق به خلال سنة كاملة وخلال السنة. إنها حكمة إلهية يستعين بها الإنسان على العبادة، وليس على كثرة الأكل؛ لأن العبادة تحتاج إلى خفة ونشاط وحيوية.. وهذه لا تتوفر في جسم متخم بالطعام، وكلنا مجربون كيف يفلت الجسم ويصاب بالكسل بعد الطعام الكثير. وعليه فالصيام يعين على العبادة في شهر رمضان، وهو موسم لكل من لم يلحق التوبة أن يتوب في رمضان،ويزكي نفسه وتوبته بالعبادة والصلاة وتلاوة القرآن بتفكر وتأمل، وقراءة أحاديث رسول الله وسيرته، ليعرف أخلاقه وسلوكه وتعامله؛ لأن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ترجمة للقرآن الكريم، أو كما قيل إن سيرته صلى الله عليه وسلم هي القرآن يمشي على الأرض. لا شك أن الصيام لا يراد منه أن نجوع ونعطش.. لكن القصد هو الإقلال من الطعام والشرب ليتخلص الجسم مما هو زائد عن حاجته ومما يضر به.. وقد ثبت ذلك من خلال الدراسات، والأبحاث الطبية الحديثة أن الصوم له فوائد كثيرة على صحة البدن وتجدد واستعادة حيويته، وللشفاء من أمراض كثيرة.. لكن إذا التزمنا بصوم رمضان بصدق ونقتصر على وجبة الإفطار والعشاء في حدود الحاجة، ووجبة السحور حسب الحاجة.. أما أن نحول وجبات الأيام العادية النهارية والليلية، ونجمعها في غضون الليل، فإن فائدة الصوم تنتفي. وفي كل الأحوال فللصوم فوائد جمة منها الروحية والنفسية والعقلية والبدنية والاجتماعية، وأترك الفوائد السابقة، وآتي إلى آخرها.. الفائدة الاجتماعية التي يحققها الصوم من خلال تذكر الناس الأثرياء وكذا الموسرين لأولئك الجياع والعطشى من الفقراء والعاطلين والجياع، فيعودوهم في رمضان بالصدقات والزكاة والإكراميات وقضاء الحاجات في صور وأوجه متعددة؛ لأن الله سبحانه قد حث على الإكثار من الصدقات وقضاء حاجات المحتاجين، وإعطاء الزكاة في شهر رمضان للأهل والأقرباء والمستحقين لها من الجيران والآخرين، مما يعزز العلاقات الاجتماعية ويقويها، ويعزز الحب والوئام بين أبناء المجتمع. رابط المقال على الفيس بوك