قد لا أكون متشائماً إن قلت أنني توقعت تأجيل الاتحاد العام لكرة القدم انطلاقة الموسم الكروي. لكني استبشرت خيراً منذ التصريحات الإعلامية التي خرج بها علينا الاتحاد قبل فترة ليست بالبعيدة معلناً تحديد انطلاقة دوري كرة القدم في منتصف الشهر الجاري، مؤكداً أن الموعد نهائي ولن يتم التأجيل أو التسويف إن جاز القول. يبدو أن الموسم الكروي، بل حتى كل الفعاليات الرياضية الأخرى، ستبقى وفيةً لعاداتنا، نحن اليمانيين، في عدم الانضباط وقلة الالتزام.. والعشوائية المقيتة. الأسبوع الأخير من أغسطس بدلاً من منتصف الشهر، لعل الأمر لايخلو من فائدة، ربما لفرق كانت (تسوّف) وتؤجل تحضيراتها، وقد يكون (أسبوع واحد زيادة) يعمل فارقاً في الاستعداد للمنافسة على اللقب (الفلتة). في كل ما يحيط بنا من عالم لم يرتقِ إلى مسامعنا إن حدث مثلما نكابده في واقعنا الكروي، دوري غير منتظم، ومواسم لاتعرف التأجيل ولا التأخير.. الجميع يسير كما الساعة، يعرف مع يبدأ تماماً كما يعرف متى يتوقف، وكل ذلك وفق أجندة لايخامرها الشك. قد أكون كثيراً ما أتحدث عن التخطيط الغائب عنا، غير أنني لن أتخلى عاداتي تلك، لأن غياب هذا الأمر هو من يردي بنا إلى المهالك في كل شئوننا وليس في الرياضة فقط. استبشرت خيراً في التحديد المسبق لانطلاقة الدوري من قبل الاتحاد، (يا فرحة ماتمت)، كل تلك البشرى تم نسفها بالتأجيل الذي يفرض علينا مخاوف عديدة من تأجيلات مشابهة قد ترافق مسيرة الدوري، وهو مالا أتمناه. وما يدعو للخوف أكثر هو الصمت المطبق من قبل الأندية التي لم نسمع من يطالب بحق وضع أجندة محددة لبداية الموسم ونهايته كما هو الحال في بقية العالم. وهو بالتأكيد حق تغفل عنه الأندية وإداراتها ولاعبيها حتى، لأن التوقف المتكرر عن المنافسات يضر النادي وقدرة لاعبيه على المنافسة، فالذود عن الإنجازات أو السعي إلى تحقيقها يحتاج إلى مستوى متواصل من الجهود، لايمكن أن تتحقق وفق نظام الترنزيت والتوقف المستمر والتأجيل الممل، الذي يقضي على الحماس ويكبت الرغبة في الاستمرار من قبل اللاعبين، وبالتالي خسارة النادي لجهود وميزانيات وإمكانات أنفقت على التحضير وشراء اللاعبين وعقودهم المالية. لذا اقترح أن تفرض الأندية على الاتحاد تحديد أجندة وتقويم محدد للمواسم والبطولات التي يقيمها، والسعي لإلزامه بها وعدم التعامل بمزاجية وعشوائية. [email protected]