شلموت ليفي مطربة يهودية شابة طموحة تسعى إلى تجديد الأغنية اليمنية اليهودية، تقول إنها نشأت على الاستماع إلى غناء جدّتها وهي تصنع السلال من السعف. ولدت ليفي في كريات أكرون وتربّت في ريهوفوت وهي تعدُّ من أبناء الجيل الاسرائيلي الثالث لأسرة قدمت من اليمن عام 1948م فيما عُرف بعملية «البساط السحري» لترحيل يهود اليمن إلى اسرائيل، في البداية غنّت ليفي مع فرقة فلكلورية اسمها «اورفاند لاند» ما بين 2003 و2012م، وأصدرت ألبومها الفردي الخاص بها في 2009م، الموجة الحديثة من الموسيقى التي قدّمتها ليفي هي مزيج من الموسيقى اليهودية التقليدية عند يهود الشرق مع موسيقى الروك والميتال الغربية الحديثة. وتقول ليفي إنها عندما استمعت إلى عفراء هزاع تأثّرت بها كثيراً وهي تلمس أغنية يمنية تعيدها إلى جذورها ومن ذلك الحين قرّرت أن تصهر موسيقى الجذور بالموسيقى الحديثة، في البداية اهتمت ليفي بتقديم الصلوات الطقوسية التي اعتاد يهود السفارديم تلاوتها ووضعتها في قالب من موسيقى الميتال «الموسيقى المعتمدة على الآلات النحاسية والإيقاعات الصاخبة». تلك الصلوات الطقوسية هي ما يُعرف في الثقافة اليهودية بالبايوت، البايوت كلمة عبرية مشتقة من الكلمة اللاتينية التي تعني «شاعر» وأصبحت هذه الكلمة تطلق على نوع من القصائد اليهودية الشعائرية والتي تنظم لتكون مغنّاة أو مرتّلة خلال أداء الطقوس الدينية وعادة ما تكون عبارة عن ترانيم متجاوبة وغالباً فيها لازمة متكرّرة والبايوت يعود تاريخها إلى بدايات انتشار الدين اليهودي؛ لذلك هي عادة ما تكون باللغة العبرية أو الآرامية، وكثير من البايوتات مألوفة لدى المتردّدين على الكنّيس فهي متوارثة ومتداولة عبر الأجيال، وذلك ما قرّرت ليفي تجديده وإدماجه في الأغنية اليهودية عموماً وأغاني يهود اليمن أيضاً والذين لديهم تراث شعري غزير من قصائد البايوت. إحدى الأغنيات في الألبوم الأول الذي أصدرته ليفي من كلمات عمرها 400 سنة للحاخام اليمني ساديا بن عمران، وتتحدث كلمات الأغنية عن روحه وهي في الجنة، تقول ليفي إن المستمع قد يتفاجأ بأغنية كهذه في لحن يعتمد على موسيقى الجيتار الكهربائي؛ ولكنه إذا أعطى الأغنية القليل من الوقت فإنه سيعجب بها. المشروع الجديد لليفي أطلق عليه اسم “شلموت و ريبيسول” ويمثّل هذا المشروع التعاون الفني بين ليفي وموسيقار يهودي يدعى ريبيسول وقد نتج عن هذا التعاون إطلاق نسخة جديدة من الأغنية الكلاسيكية القديمة “تزينا تزيناتزينا” وهو لحن شعبي كتبه يساكر ميرون وتغنّى به يهود إسرائيل الأوائل طوال عقد الأربعينيات وفي عام 1951م تصدّرت قائمة الأغاني الأكثر استماعاً وحصلت على المركز الثاني بعد أن غنّتها فرقة ويفرز الشعبية الأمريكية. تقول ليفي عن هذه الأغنية “إنها أغنية حيوية, جميلة وجذابة وقد تغنّى بها أكثر من 600 فنان مختلف، والنسخة التي أصدرها شلموت وريبيسول عام 2012 أضافا إليها إيقاعات عصرية وكلمات جديدة، وقد صدرت النسخة باللغات الإنجليزية والإسبانية والأمهرية والعبرية. شلموت ليفي هي الامتداد الطبيعي لعفراء هزّاع التي استطاعت بحق مزج الأصالة والمعاصرة في الأغنية اليمنية اليهودية وأعطتها شهرة عالمية, وليفي هنا هي التلميذة النجيبة لعفراء هزاع وبنفس الخامة الصوتية تقريباً؛ لكن مع طموح أكبر في ضخ دماء جديدة للأغنية التراثية اليهودية بصهرها بموسيقى العصر وتوظيفها للترانيم الإنشادية وتحويلها إلى أغانٍ حديثة لتكون أكثر قابلية للانتشار والشيوع في مختلف الثقافات الشرقية منها والغربية.