احتفلت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي ب “اليوم العالمي للعمل الإنساني” والمحدد في التاسع عشر من أغسطس - آب الجاري، وفي محافظة أبين كانت منظمة صناع النهضة قد استكملت الإجراءات الأخيرة لمشروع “الاستجابة الطارئة للمياه في أبين”، والممول من “صندوق الاستجابة للطوارئ بالأممالمتحدة (UNOCHA)”، لتستفيد منه قرابة 700 أسرة، من مديريتي أحور، وزنجبار بمحافظة أبين. وأعلن الفريق الإداري للمشروع عن نجاحهم في تقديم مايقرب من (80 ألف لتر يومياً) صالحة للشرب، يستفيد منها حوالي (700 اسرة)، عبر توفير 14 خزان بلاستيك موزعة على بمديرتي زنجبار (دهل احمد – والشيخ سالم ) وأحور (المطار) بمحافظة أبين. يبلغ عدد سكان مديرية أحور حوالي 25246 نسمة، وفقاً لإحصاءات عام 2004 من بين هؤلاء يعيش سكان إحدى القرى وضعاً إنسانياً صعباً ، حيث يجلبون الماء من منطقة بعيدة على ظهور الحيوانات (الحمير والدواب)، يقطعون مسافات تحت مشقة حر الشمس الملتهبة، ليحصلوا على ماء راكد مكشوف يتسبب في الكثير من الأمراض. أما بالنسبة للبيئة التي كانت تحتوي مياه شرب تلك الأسر فقد كانت مأساوية حقاً، يقول عادل المنصب المنسق الميداني للمشروع: بدأنا بصيانة وتركيب للخزانات وتهيئتها، وتمديد الشبكات في 14 موقع «خزان»، هي العدد الإجمالي للمستهدفين. ويؤكد أن المشروع الذي بدأ في شهر أبريل من العام الجاري، انطلق من ثلاثة محاور، أولها توفير مياه الشرب النقية، وفي المحور الثاني حملات التوعية في (الإصحاح البيئي – والنظافة) نفذتها فرق من المتطوعين بالمشروع تم تدريبهم للقيام بهذه الحملات ورافق ذلك المحور الثالث بتقديم “أواني صحية ومواد النظافة” على الأسر المستهدفة. وأضاف المنصب: «كان الناس يعانون مشقة في جلب المياه، ولم تكن المياه صالحة للشرب، ونعتقد أن ذلك سيخفف من معاناة تلك الأسر ويحد من الامراض المنتشرة بسبب ملوحة وتلوث المياه الذي كانوا يحصلوا عليها سابقاً». وعقب وضع خزانات المياه الصحية، احتشد ثلة من أطفال القرى المستهدفة وقد كانت الفرحة تشرق من بين أعينهم ، ليقفوا في صفوف منتظمة أشبه بطوابير الصباح في مدارسهم، وفي أيديهم أوان صحية يتلهفون بتعبئتها قطرة ماء عذب يروي أكبادهم التي حاصرها الظمأ دون أن يخلف لهم أمراضاً يدفعون ثمن تلك الشربة من عافية أبدانهم. يتطلع سمير 11 عاماً وعيناه ترقب قطرات الماء المتساقط بعذوبة على أقداح رفقته، يقول: «نحن هنا نحتفل، كلنا مسرورون بهذا الإنجاز، لم يكن الحصول على الماء العذب سهلاً البتة، كان أقرب إلى الحلم أن تشرب ماءاً نقياً»، ولا تزال عملية توريد المياه جارية لتعبئة الخزانات حسب المواصفات التي التزم بها المشروع، والتي بدأت في منطقة دهل أحمد والشيخ سالم (زنجبار)، بالإضافة إلى منطقة (أحور) مطلع شهر مايو الفائت، وتستمر حتى نهاية أغسطس الجاري بالتزامن مع تدخلات مستدامة في هذه المناطق من قبل منظمات أخرى حتى لا يعود الناس للمعاناة من جديد.. وتحتفل منظمة صناع النهضة باليوم العالمي للعمل الإنساني بإنجازها مشروع “مشروع الاستجابة الطارئة للمياه في أبين”، والذي يوفر 80 ألف لتر يومياً من المياه الصحية لينقذ حياة أكثر من 700 أسرة من أبناء مديريتي أحور وزنجبار، تزامن احتفاؤهم بدخول أهم مقومات الحياة الإنسانية، “الماء النقي”.. وقد رافق المشروع حملة توزيع كتيبات توعوية وارشادية بالإضافة إلى قبعات للأطفال تقيهم حرارة الشمس عند جمع المياه من الخزانات. وتنفذ منظمة صناع النهضة بالشراكة مع جهات حكومية ومنظمات دولية ومحلية مشاريع متنوعة، تركز حالياً في رقعة جغرافية تغطي محافظتي أبين ولحج بالإضافة إلى محافظة عدن، حيث يقع مكتبها الرئيس.
