فيما يحكى أن سيدنا نوح عليه السلام بعد أن عم الطوفان الأرض وغطى قمم الجبال, أرسل غراباً حتى يدله فيما إذا كانت الأرض قد تشربت الماء أم لا, فلم يعد الغراب , فأرسل الحمامة فعادت ولم يكن برجلها شيء, فأرسلها بعد سبعة أيام مرة أخرى, فرجعت وقد غطى الطين رجليها, وكانت تحمل غصن زيتون في منقارها, فعلم أن الأرض تشربت الماء فنزل ليعمرها, وهكذا عرف الحمام برمز (السلام). كل يوم نحن ننتظر هذه الحمامة ربما تحط على شرفات بيوتنا ... وننتظر غصن السلام لعله ينبت بين أشجارنا, لكن ما يكاد الحمام يحط حتى يطير لأنه لا يعرف إلا السلام, والسلام ضد العنف والحرب والإرهاب, السلام هو السكينة والأمان والاستقرار, ربما لأننا تعودنا كمواطنين بمجتمع عربي أن ننتظر السلام وهو يقدم لنا على طبق من فضة, وربما تعودنا أن المواطن ليس له دور في تنظيم عملية السلام, وأن هذا الدور خاص بالسياسة (مع العلم أن السياسية وخاصة في بلادنا لا تحتكم إلا للمكاسب) وبالتالي عطلنا أدوارنا من أن نكون نحن حمامات السلام وأغصان الزيتون. في حركة السلام العالمية كانت هناك الكثير من المبادرات التي نظمت لحفظ السلام ومن قبل المواطنين أنفسهم, وأصبح العمل التطوعي للمواطنين ركيزة مهمة لدعم السلام, ويعمل فيه الناس حتى لساعات معدودة خلال الأسبوع ,أو الشهر , لدفاع والمحافظة على الحقوق, ومن ضمنها حتى حق الحيوان والبيئة بالعيش بسلام. تقول أحد المقولات(السلام شيء يحتفل به) أعجبتني هذه المقولة ولكننا أعتقد أن السلام شيء لابد أن نسعى من أجله نحن كمواطنين ونعمل على تحقيقه دون أن ننتظر أحدا وقد يستمر هذا لأعوام طويلة حتى نجد نتائجه , لكنني مؤمنة بأنك لا يمكنك أن تغير ثقافة الناس السلمية مادام هم عاملون على الدفاع عن حقهم في السلم والاستقرار , ومادام للمواطن دور فاعل ونشاط دائم فلابد أن يجني ثمار السلام يوماً ما.