مواضيع ذات صلة عبداللطيف الزبيدي لست أدري كيف ستكون عواقب انهيار الاقتصاد الأمريكي تحت وطأة المديونية النجومية . السينما في هوليوود جبانة لا تجرؤ على إطلاق العنان لجياد خيالها العلمي في هذا الميدان، لأن الفيلم من هذا القبيل سيكون ما فوق الرعب . لكن لماذا لا يضعون السيناريوهات في البيت الأبيض؟ هذا لا يصدّق، فلماذا إذاً لا يعلنونها حتى يعرف شعب الولاياتالمتحدة والعالم ما ينتظر الدنيا من المفاجآت الفاجعات؟ قلت مديونية نجومية، لأنني قمت بعملية حسابية على طريقة جداتنا الطيبات . حجم المديونية خمسة عشر تريليون دولار . حذفت تريليوناً عمداً وإلا فالرقم ستة عشر . ولو وضعنا دولاراً إلى جانب دولار طولياً، وقلنا إن طول الدولار عشرة سنتيمترات، لصار طول الشريط ملياراً وخمسمئة مليون كيلومتر، أي عشرة أضعاف المسافة بيننا وبين شمسنا المنيرة . الرقم إذاً، نجوميّ بامتياز، ولا سبيل إلى الطعن في هذا الحساب . من قال إن احتمال وقوع هذه الكارثة الطوفانية لا يهمني، فقد طرح نفسه من مجموع سكان كوكبنا . القضية لا تحتاج إلى عبقرية في الاقتصاد والمالية ولا إلى حاسوب عملاق، إذا كانت الفقاعة، مجرّد فقاعة، قد حرمت المصارف وأسواق المال طيب المنام سنة ،2008 فكيف يكون المشهد إذا فار التنور . هل للبيت الأبيض من سفينة نوح بيضاء في اليوم الأسود؟ يومئذٍ لن تأتي حمامة بيضاء بغصن زيتون في منقارها . مَنِ الجبار الذي سيصنع سفينة لسبعة مليارات آدميّ؟ الصين تنتظر الساعة "المباركة" بفارغ صبر، ولديها اقتصاد "يكسّر الدنيا" كما تقول العبارة المصرية الظريفة . لكن انهيار الاقتصاد الأمريكي هو الذي سيكسّر العالم حقاً . حتى أوروبا لم تعد قادرة على المشي إلا بعكاز، وبعضها على كرسي متحرك، ومنها ما يشبه سيدنا سليمان حين كانت دابة الأرض تأكل منسأته . واشنطن متمادية في حروب ومعارك وصراعات ونزاعات لا تنتهي، على رأي نجاح سلام "داوِ جرح بيخلق جرح"، ولا نجاح لسياساتها، ولا سلام يرتجى من ورائها . إحصائية عمرها عقدان تقريباً تقول: إن الدول النووية تملك أكثر من أحد عشر ألف قنبلة نووية، وهي الأكثر تشدّقاً بالسلام العالمي . لزوم ما يلزم: أليس من حق كل آدمي أن يعرف السيناريوهات المحتملة؟ [email protected]