يا حاديَ الشوقِ بَلِّغْنِي نواحِيها ولا تَلُمْنِي فإني أنْبَرِي تِيهَا أنا المُتيمُ فَاحَ الحبُّ من كَلِمي شَهدٌ ودرٌّ وأنغامٌ تُناجيها ما حِيلتي حينما تُبدي مفاتِنها فتسْلُبَ اللُّبَ ما أسْطِعْ تفادِيها أُوُاهُ في عينها سِحرٌ تَمَلَّكَنِي وقادني حين يَبْسمُ في الضحى فِيها دعني أقَبِّل منها الحسنَ أرشفه في العينِ والقَد في ثغرٍ يُحَلِّيْهَا يا حاديَ الشوقِ ألْهِمْنِي بقافيةٍ تَشْفِي الغليلَ ومَلِّكْنِي نَوَاصِيهَا من يا تُرى هذه ألقاكَ تسألني وحيرة في المُحَيَا منك تبديها حَدِّثْ عن اليمنِ الميمونِ طَالِعُهَا وعانِقِ الحبَّ إني من مُحِبِّيهَا في كعبةِ الله ركنٌ باسمها ولها بين النجومِ سُهيلٌ ذاك سَارِيْها أحببتها فلها في القلبِ منزلةٌ تسْمُو فما دُونها شيءٌ يُضَاهِيهَا شُلَّتْ يمينُ الذي يَبْغِي تَفَرُّقَهَا وَشُلَّ كفُّ الذي مازال يُؤذيها فالله كرمها بوحدةٍ عبقتْ بِنُصْرَةِ اللهِ في أسمى معانيها في سنةِ المصطفى الآثارُ مادحةٌ تلك الديارِ تُدَوِّي في مَغَانِيهَا دعا لها خيرُ خلق اللهِ باركها بدعوةٍ أضحتِ الأجيال تَرويها وقال عن نَفَسِ الرحمنِ أرْمُقُهُ من نحوها إذ يلبي الحقَ أهليها وهم أرق قلوبا لِينُ أفئدَة ومنبعُ الفقه والإيمان حاميها يذودُ عن حوضه كي يشربوا أتُرَى مَزِيَّةً حازها جَمْعٌ تُحَاكِيها وحكمةٌ ما غدت إلا يمانيةً كذا تَرى في البخاري حين يرويها تَبَسَّمَ المصطفى يوماً وقال أرَى قصورَ صنعاء أضاءتْ من مبانيها فأضحك اللهُ سنا للرسول كما أضحتْ بشارةَ نصرٍ جَلَّ مُوتِيها وقال يَنْعَتُهم بأنهم مَدَدٌ للدين والحرب إن لَفَحَتْ دواهيها وللصحابةِ من أبناءِ ذي يمنٍ مواقفٌ صاغها التاريخ يُهديها عَمَّارُ ممن سما بالصبر كَلَّلَهٌ شوقُ الجنانِ إليه من يُواتيها رأى أباه و أماً في العذاب قَضَوْا نَحْبًا على دعوةٍ صَدُّوا أعاديها فكان موعدهم مع الرسول غداً في جنةِ الخُلْدِ لا يشقى أهاليها و«الأشعري أبوموسى» فإن له مزمارُ داوودَ للآيات تَالِيهَا «أبوهريرة» راوٍ للحديث ترى في سنة المصطفى الآثار يرويها وَسَائِلِ الجندَ الميمونَ طالِعُه ألم يكن ل «معاذٍ» ثَمَّ تَفْقِيهَا أصل القبائل إن لاحظت من يمن في الرافدين ترى في الشام ناديها وفي الجزيرة قد حَلَّتْ بساحتها ومصرُ في دربها تَرسُوا مَرَاسيها وكلُ آثارهم آثارُ ذي يمن في كل أرض أقاصِيها ودانِيها ف «جُرْهُمٌ» في رحاب البيت نازلةً تَهْوِي إلى أمِّ إسماعيلَ تُؤْوِيها بِدَعْوَةٍ من خليلِ الله خاشعةٍ فكان من يمنٍ غَوْثٌ يُلَبِّيها أَكْرِمْ بمن ناصر المختار من يمنٍ ويُؤْثِرَنَّ على نَفْسٍ لِيُعليها رهبانُ ليلٍ وأُسْدٌ في النهار رَعُوا سفينة الحق مَسْرَاهَا ومَجْرِيها دعا برحمتهم يوماً و كَرَّرَهَا فَاغْرُورَقَتْ دمعُ عَينٍ من مَآقِيها لبى اليمانون للإسلام دعوتَه من غير سيفٍ فَحَيِّي من يُحَيِّيها تمضي الوفودُ إلى المختارِ طائعةً صوبَ المدينة كلٌ كان آتِيها