نعيش احتفالات عيد ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ثورة اندلعت ضد استعمار بغيض جثم على قلوب اليمنيين ردحاً من الزمن، ضحّى اليمنيون بدمائهم الطاهرة من أجل تحرير أرض اليمن الحبيب، قدّم الشعب اليمني التضحيات تلو التضحيات حتى تحقق النصر وطُرد المستعمر من الأراضي اليمنية.. ومثّلت تلك الثورة محطة أخرى في سِفر الثورة اليمنية التي خاضها اليمانيون ضد الظلم والقهر والاستعمار، بدأت بإشعال ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد حكم الإمامة، ليستمر النضال والكفاح المسلّح حتى تحقق النصر لثورة أكتوبر ثم إعلان الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م.. وأكد الشعب اليمني من خلال نضاله الطويل والمرير واحدية الثورة والمصير وليبدأ نضال أكثر أهمية في البناء والتنمية والارتقاء وتحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها الثورة.. واحتفاءً بهذه المناسبة الغالية والمجيدة كان لنا هذه اللقاءات المعبّرة بالانطباعات الفياضة وبمشاعر الفرحة والابتهاج بهذه المناسبة. بلوغ أسمى الغايات محمد المخلافي قال: في احتفالنا بثورة السادس والعشرين من سبتمبر في ذكراها ال 52 وثورة الرابع عشر من أكتوبر في ذكراها ال 51 حريّ بنا أن نعيد ذاكرتنا إلى تلك الفترة التي خاض فيها شعبنا نضالاً مريراً ضد الإمامة والاستعمار ليكون المستقبل الذي نعيشه اليوم، ولننظر إلى حجم المخاطر التي أحاطت بالثوار والمناضلين، فمنهم من استشهد فداءً للثورة والوطن، ومنهم من نجا من مقاصل الاستعمار والإمامة ليواصل مشوار نضاله، وأن نأخذ منهم العبرة والعظة، من أجل استلهام المعاني النبيلة والسامية من أدوارهم الخلاقة، وحتى نعيد للثوار والمناضلين الجميل لما قدموه لنا ولليمن أرضاً وشعباً، وأن نجعل من القيم التي ناضلوا من أجلها وضحوا بأرواحهم في سبيلها هادياً لنا في مواصلة المشوار والثورة ضد كثير من المظاهر السلبية التي لاتزال ماثلة أمامنا وتعيق التقدم والنهوض. وأضاف المخلافي: على مدى “52 ” عاماً من قيام ثورة 26 سبتمبر و«51» عاماً من قيام ثورة 14 أكتوبر مثلت مبادئ الثورة اليمنية بأبعادها ودلالاتها القيمية والوطنية العنوان الأبرز للتحول الذي أحدثته هاتان الثورتان في حياة كل المواطنين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والثقافية، وقد تجلّت السمات الحقيقية لذلك التحول في إنجازات البناء والتحديث التي تشكلت معها خارطة العمل الوطني في ميادينه التنموية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي استطاع شعبنا اليمني أن يدخل حقبة جديدة حفلت بالأحداث والتحولات الكبيرة والمحطات المهمة والبارزة، ورغم جسامة التحديات فقد تمكّن شعبنا اليمني من تحقيق أولوياته المصيرية على طريق التطور والنهوض وبناء الدولة اليمنية الحديثة.. دولة المؤسسات والنظام والقانون التي تقوم مداميكها على قاعدة الديمقراطية والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان، وصولاً إلى بلوغ أسمى الغايات في النهوض والازدهار والرخاء. قناعة الرحيل أما عبد الرحمن الوصابي فقد قال: ها نحن اليوم نحتفي ونحتفل بمرور الذكرى ال (51) لثورة 14 أكتوبر المباركة التي انطلقت من على قمم جبال ردفان الشماء، وانفجرت في وجه المستعمرين بعد مخاضات ومقدمات رافضة للوجود الأجنبي على الأرض اليمنية، وتجسدت في انتفاضات متفرقة وحركات شهدها جزء غالٍ من وطننا الحبيب الذي رزح لعقود طويلة تحت سلطة الاحتلال.. ومن هنا كان قيام الثورة في 14 أكتوبر من عام 1963م ليكون صداها في عموم الوطن اليمني، وليتهافت الثوار من كل أرجاء الوطن للانطلاق الثوري الظافر. وبعد بضع سنين من انطلاقة الثورة كان المحتلون قد وصلوا إلى قناعة الرحيل متأثرين بضربات الفدائيين الموجعة وعمليات الثوار التي أرقت المحتل وجعلت الأرض جحيماً تحت أقدامه. ولم يتوان جنود الاحتلال عن البطش والتنكيل برموز المقاومة الأبطال، لكن أساليبهم وآلياتهم أخفقت في إخماد جذوة الثورة المشتعلة في النفوس قبل أن تستعر الأرض تحت أقدام الغزاة. مرحلة جديدة ومن جانبه خالد احمد العريقي فقد قال: يطل علينا العيد ال (51) لثورة 14 أكتوبر الخالدة، التي انطلقت تعبيراً عن نزوع الإنسان اليمني إلى الحرية والتقدم، ورغبته في التكامل في مجتمع يمني موحد له من الروابط التاريخية والمادية والمعنوية ما يجعله الإطار القادر وحده على استيعاب مهمات التقدم وقضاياه بكل زخمها.. إن أول طلقة نار من جبال ردفان وأول قنبلة فجّرت في عدن كانت هي الأساس في صنع هذا الانتصار الذي ناضل شعبنا من أجله طويلاً، فلم تكن ثورة أكتوبر إلا إعلاناً عن دخول شعبنا مرحلة جديدة من مراحل التخلص من الوجود الاستعماري وتفكيك الأنظمة الإقطاعية السلاطينية في وجه سياج الثورة الشعبية المسلحة.. وشكل انتقال العمل السياسي والعسكري من الريف إلى قلب عدن انعطافاً تاريخياً كبيراً في حياة الجماهير اليمنية، وأحدث نقلة نوعية في نضال شعبنا من خلال الانتصارات التي حققها ضد المستعمر الأجنبي، والتي عملت على التعجيل بانتزاع الاستقلال الوطني عقب رحيل المستعمر في ال 30 من نوفمبر 1967م. إصرار وعزيمة ومن جهته عمار عبدالرحمن الصوفي تحدّث قائلاً: لم تتفجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م من على قمم جبال ردفان الشماء إلا بعد إعداد طويل محكم ومدروس، وبعد أن تلقت الدعم الكامل المادي والمعنوي من قبل الثورة الأم.. ثورة السادس والعشرين من سبتمبر. وجاءت امتداداً للثورة اليمنية وجزءاً من عملية النضال من أجل توحيد القوى السياسية الوطنية وطليعة للجماهير على طريق تحقيق الوحدة اليمنية.. وانطلاق ثورة ال 14 أكتوبر من عام 1963م من جبال ردفان الشماء وكان أول شهيد للثورة المناضل راجح بن غالب لبوزة قد زاد الثوار إصراراً وعزيمة على مواصلة الكفاح المسلّح، وبفضل التفاف كافة جماهير الشعب اليمني مع الثورة تكبّد الجيش البريطاني خسائر مباشرة ومؤثرة أحدثت صدى واسعاً محلياً ودولياً. مضيفاً: تطل علينا ذكرى العيد ال (51) لثورة ال 14 من أكتوبر الخالدة، وحينها لم يكن الطريق إلى الحرية والاستقلال سهل المنال ومفروشاً بالورود، بل جاءت الحرية والاستقلال بعد رحلة شاقة ومضنية من الكفاح المسلّح المليء بأنصع المعالم البطولية، وقد مثل الكفاح المسلح وتلاحم الجبهة الداخلية جهداً موحداً تجمع في سماء اليمن، وتفجرت شحناته رعوداً وصواعق ضد المستعمر، لتأتي بتحولات صاغت الماضي والحاضر وهدتها إلى معالم الطريق، والحقيقة الثابتة والقاسم المشترك لمستقبل اليمن والوحدة اليمنية التي ننعم في ظلها. فهنيئاً لشعبنا اليمني العظيم أفراحه وأعياده وأطيب التهاني والتبريكات لقيادتنا السياسية الحكيمة والرشيدة بقيادة ابن اليمن البار فخامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار. الدور النضالي عبدالله الراسني قال: قبل قيام الثورة اليمنية وفي خمسينيات القرن الماضي كان قد برز الدور النضالي للحركة العمالية منذ اللحظة الأولى لتأسيسها في مدينة عدن، ولعبت الحركة العمالية دوراً مهماً وفعالاً في بلورة الوعي الوطني، والحركة العمالية من أهم الدعائم الأساسية للنضال الوطني لرفد ثورتي سبتمبر وأكتوبر بالدماء والأعمال البطولية.. إذ إنه بقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م هبّ العمال عبر منظماتهم النقابية وتنظيماتهم السياسية لنصرتها وتطوّعت جموع من العمال في صفوف المقاتلين للدفاع عن الثورة والجمهورية، وعقب اندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963م انتقلوا لقتال المحتل، حتى تحقيق النصر وهزيمة المستعمر المحتل وانتزاع الاستقلال الناجز والكامل في 30 نوفمبر 1967م. مضيفاً: تطل علينا ذكرى العيد ال51 لقيام وانطلاقة ثورة ال 14 من أكتوبر في عام 1963م وفي الذهن حقيقة واضحة وهي أن الثورة انطلقت تعبيراً عن نزعة الإنسان اليمني في الجنوب المحتل إلى مجتمع يمني موحد له من الروابط التاريخية والمادية والاجتماعية ما يجعله القادر وحده على استيعاب مهمات التقدم والازدهار وقضاياه بكل زخمها.. وكانت أول شرارة من على قمم جبال ردفان الشماء، وأول قنبلة فجرت في مدينة عدن الباسلة هي الأساس في صنع هذا الانتصار التاريخي الذي ناضل شعبنا اليمني من أجله طويلاً، فلم تكن ثورة أكتوبر إلا إعلاناً عن تحرر شعبنا في الجنوباليمني المحتل وتفكيك الأنظمة الإقطاعية السلاطينية بفضل الثورة الشعبية المسلّحة. رحلة مع الكفاح قايد العديني تحدث قائلاً: تطل علينا ذكرى مرور (51) عاماً على ثورة ال 14 من أكتوبر الخالدة.. حينها لم يكن الطريق إلى الحرية والاستقلال الوطني سهل المنال، وما يعنينا في هذا المقام هو رحلة مع الكفاح المسلح المليء بأنصع المعالم والمعطيات ولا ريب أن كل الدلالات البطولية التي واكبت قيام ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر اليمنيتين تؤكد أنهما صنوان متلازمان. وبهذه المناسبة علينا أن لا ننسى هؤلاء الذي ناضلوا وجاهدوا وأوضحوا بدمائهم وأرواحهم الزكية فداءً لهذا الوطن الحبيب ولحريته وكرامته، نعم إنهم كوكبة من المناضلين والثوار من خيرة شباب الأمة.. كانوا العطاء الحقيقي.. فكانت الثورة والانتصار والوحدة اليمنية. وكل عام والوطن في أفراح متواصلة على طريق النمو والتقدم نحو المستقبل الأفضل والمزدهر إن شاء الله. واحدية الثورة ويقول عمر الصلوي: إن الحديث عن واحدية الثورة لا يتسع في هذا المقام إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أهم وأبرز أهداف الثورة اليمنية26سبتمبر1962م و14أكتوبر1963م وهو الهدف التاريخي للتوحيد النضالي المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وهي أكبر منجز لنضال الأحرار الذين احتضنتهم مدينة عدن وكل المدن اليمنية وبحسب ما أوردته كتب التاريخ أنه عند انطلاق ثورة 26 سبتمبر لتصنع بداية الإعداد لثورة في جنوب الوطن ضد المستعمر الأجنبي تدافع المتطوعون من مختلف شرائح المجتمع اليمني للدفاع عن ثورة سبتمبر من عدن ومن الأرياف من ردفان والضالع ومن أنحاء الوطن اليمني لتشكّل أفواجاً من الجماهير في جبهات القتال في شمال الوطن وحينها كانت قيادة ثورة 26 سبتمبر قد فتحت معسكرات للتدريب في محافظة تعز وأطلق عليهم الحرس الوطني وهو الأمر الذي جعل مناطق الشمال ساحة لقاءات لتشكل الخلفية الثورية وقيام ثورة 14أكتوبر المجيد.. وأضاف: إن الاحتفال بالذكرى الواحدة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر هو احتفال بكل قيم الحرية والعدالة والمساواة التي قامت من أجلها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وهذا الاحتفال هو عهد قطعه كل أبناء الوطن على أنفسهم للوفاء لدماء الثوار الأحرار الذين سطروا ملاحم بطولية في شمال الوطن وجنوبه. وقال الصلوي: إننا في الذكرى الواحدة والخمسين لقيام الثورة اليمنية في ال 14من أكتوبر إذ نجدّد العهد وبالسير والخطى في نفس مسار النضال لاستعادة ألق الثورتين المباركتين واستلهام كل معانيهما الجميلة. ضرورة وطنية وإنسانية وأخلاقية ويضيف مبارك السعيدي: يعتبر الاحتفال بالذكرى الواحدة والخمسين لثورة ال14 من أكتوبر ضرورة وطنية وإنسانية وأخلاقية لتخليد تضحيات اليمنيين وبسالتهم، وكذا المعاناة التي عاشوها قبل قيام الثورة ولكي يستلهموا منها قوة الإرادة والعزم ولم الشمل والتسامح والشراكة الوطنية الحقيقية.. وقال: إن أهمية الاحتفال بالمناسبة لنا كشباب تكمن في أنها تمدنا بالقوة والعزيمة والإصرار نحو تحقيق أهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية والتي أصلحت مسار الثورتين (سبتمبر وأكتوبر) المجيدتين. تخليد لتلك البطولات عبدالله الشرعبي هو الآخر يؤكد أن الاحتفاء بالذكرى ال «51» لثورة الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر هو تخليد لتلك البطولات التي قدمها آباؤنا وأجدادنا ضد المستعمر البريطاني في جنوب الوطن والنظام الأسري القمعي في الشمال. وقال بشير: إن ذلك النضال الذي سطّره الآباء والأجداد سيبقى تاريخاً خالداً في ذاكرة الأجيال، وعلى حكومة الوفاق الوطني ومؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يجعلوا من ثورة الشباب امتداداً للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر وذلك من أجل إيجاد دستور وقوانين تزيل كل الفوارق والامتيازات التي يمارسها البعض وعملية التوريث والاستحواذ على الوظيفة العامة، وكذا من أجل تطوير التعليم والصحة وإصلاح القضاء واستقلاليته وترسيخ الأمن والاستقرار ونزع السلاح من المدن والأسواق العامة دون تكرار الماضي الذي يجب أن نطوي صفحاته وفتح صفحات ناصعة نسطر من خلالها إنجازاتنا المستقبلية. صنعه اليمنيون بأيديهم أما رفيدة النهاري فقد قالت: ال 14 من أكتوبر من عام 1963 يومٌ لم تصنعه شمس الضحى بل صنعه اليمنيون بأيديهم.. يومٌ انتفض فيه الشعب اليمني عن بكرة أبيه ليقول للمحتل البريطاني الغربي الجاثم على الصدور منذ 1838م: كفاكم استعباداً لنا واستهلاكاً لثرواتنا واستغلالاً لأراضينا وبحرنا وبرنا وجونا.. يومٌ انطلقت فيه شرارة الثورة من جبال ردفان في جنوباليمن لتتبع الثورة الأخرى التي قامت قبلها في شمال اليمن بعام واحد. فأصبح يوماً يؤرخ في تاريخ اليمن بكلمات من ذهب لا تزول حتى لو زلنا من هذه الأرض.. وتتابع الكفاح المسلح ضد الغزاة حتى تحقق الإجلاء النهائي للمحتلين في 30 نوفمبر 1967م من البقعة الطاهرة اليمنية على يد رجال أشداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصدقوا الأرض والإنسان اليمني ما نذروا أنفسهم به وأعطوا رسائل لأبنائهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم والأجيال القادمة وإشارات افتخارية بأنهم من أصلاب هؤلاء الأبطال ويا له من شرف عظيم.. الرابع عشر من أكتوبر قصة حياة وثورة شعب عظيم. وأضافت النهاري: عندما تتحرك شعوب فإن جميع شعوب المنطقة تصل إليها حالة من النهضة والثورة خاصة من تكون قابعة تحت احتلال غاشم وهذا ما حصل في اليمن الحبيب، فبعد عام تقريباً من ثورة 26 سبتمبر 1962 في شمال اليمن تبعتها ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي أغلقت آخر فصل من فصول الوجود البريطاني في جنوب الجزيرة العربية نهائياًً حتى وإن ولد لنا هذا الحدث دولتين يمنيتين اثنتين أطلق عليهما (شمال وجنوب) إلا أن الجسد الواحد ظل في ثبات على آلام التمزق والانشطار سنين معدودة وفي صراع مع الذات حتى تحقق لهاتين الثورتين الأمل الأخير والنهائي باتحاده في ظل يمن واحد موحد في 22مايو1990م.. وبهذا الحدث توج كفاح الثوار المجاهدين بأعظم منجز كانوا يؤملونه وينتظرونه ويتمنى من قضى نحبه منهم أن كان ذا حياة ليجد نهاية مجهوده وثورته ما آل إليه من نجاحات وإنجازات فلهم جميعاً كل الفضل في وحدة الأرض والإنسان اليمني ولنا كل الفخر بهم وببطولاتهم وإنجازاتهم. امتداداً للثورة الأم 26 سبتمبر حذيفة عباس قال: لم تكن ثورة 14 أكتوبر المجيدة ابنة يومها، بل كانت امتداداً للثورة الأم 26 سبتمبر 62م، كما كانت امتداداً لنضالات الشعب اليمني على طول الساحة اليمنية، حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة المسلحة ضد الاستعمار في 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان الشماء وسقط أول شهيد للثورة المسلحة (راجح بن غالب لبوزة) ولقد تعرض المستعمرون الإنجليز للخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد طوال فترة المعارك التي استمرت عدة أشهر في جبال ردفان الذي سار عليه الشعب ممثلاً بتنظيمه السياسي الجبهة القومية وأعطاه إرادة التصميم على مواصلة الكفاح حتى النصر .. وقد استطاع في سبيل هذا فتح جبهات أخرى على امتداد (جنوب) الوطن اليمني.. وقد كانت ثورة 14 أكتوبر1963م امتداداً لثورة سبتمبر 62م وكان لها الفضل في دعم وتثبيت دعائم ثورة أكتوبر 63م.. والتحمت الثورتان وتمخض عن ذلك ميلاد يوم 22 مايو 90م يوم إعادة توحيد الوطن اليمني الواحد.. فهنيئاً لك يا شعبنا اليمني انتصارك ومزيداً من التقدم والازدهار!! مرة أخرى كل عام والوطن والشعب بخير. أجراس الذكريات سارة قاسم قالت: ها هي الذكرى ال51 لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م تهل علينا لتقرع أجراس الذكريات التي خاضتها قوافل من الأبطال والشهداء الأبرار وكيف كانت الثورة وسيلة للتعبير عن الرفض لوجود المستعمرين على أرضنا الحبيبة، اليمن السعيد.. إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي كانت نقطة انطلاقها الثورة الأم 26 سبتمبر 1962م كانت عبارة عن صرخة مدوية كان صداها النصر العظيم في« 30 نوفمبر 1967م». ولم تأتِ الانتصارات التي حققتها اليمن إلا بعد أن قدمت قوافل من الشهداء الأبرار الذين شقوا بدمائهم تربة اليمن الحبيبة، وضحوا بأرواحهم في سبيل أن نحيا أحراراً لا ظلم ، لا استبداد ، لا استعمار ينتهك كرامتنا ويحتل أرضنا الطيبة وتحقق النصر بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م والتفت جماهير شعبنا اليمني حولها من أجل محاربة الاحتلال البريطاني وانتزاع النصر الأكبر في الثلاثين من نوفمبر 1967م اليوم المجيد في ذاكرة كل اليمنيين.