انتهى العيد، وافتتحنا أبواباً جديدة للحياة والعمل والوجود، الحياة بكل ما فيها، ورغم أنها لا تتوقف بدخول العيد أو خروجه تظلُّ الحياة من حولنا دائرة وإن توقفنا نحن. تظل أنفاسها تنبعث في كل شيء وتطلق فيه الروح، ونبقى نحن حيث وقفنا، أسئلة كثيرة بعد العيد تبحث عن جواب، عن خطواتنا إلى أين نتجه فيها، إلى طموحاتنا وأحلامنا وآمالنا. الحاج محمد فتح دكانه اليوم وقال: أصبحنا وأصبح الرزق بيد الله، ورجعت الشوارع إلى ضجيجها، ورجعنا نجري لأشغالنا وأعمالنا، نتنفّس بسرعة ونركض بسرعة ونلهث بقوة، وكثير ما ننسى أرواحنا لتطحنها الأيام بحجم انشغالنا، وجنون انطلاقنا. لكن الحياة واسعة وجميلة بجمال بحار عدن، وروعة الخضرة الممتدة بربوع بلادنا، وجمال جبل صبر، ونسيم الروح الذي يرتد ونحن نلتقطه في زوايا اليمن فترجع معه الروح. ورغم جرينا السريع وركض أقدامنا تظلُّ الحياة تبتسم من حولنا تتدفّق كالشلال لا شيء يحجر عليها ولا شيء يمنعها، نحتاج فقط إلى أن نتنفّس بعمق وننظر إلى السماء للحظات من يومنا المنهمر بالانشغال، ثم لنرجع مرّة أخرى لنجري من جديد.