شدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمس الجمعة على ضرورة الرباط في المسجد الأقصى المبارك للدفاع عنه في وجه الاستهداف الإسرائيلي.. مؤكداً أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس عباس أمام المؤتمر الثاني لإقليم القدس الشريف «مؤتمر الدفاع عن الأقصى والقدس» الذي عقد في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة. وأكد عباس مكانة القدس المركزية لدى كل العرب والمسلمين والمسيحيين قائلاً: «للقدس نكهة خاصة وطعم خاص ليس في قلوبنا فحسب بل في قلوب كل العرب والمسلمين والمسيحيين، والقدس هي درة التاج، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وبدونها لن تكون هناك دولة». ودعا الرئيس الفلسطيني أبناء الشعب الفلسطيني إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وقال: «مطلوب أن نكون كلنا مرابطين في الأقصى، ولا يكفي أن نقول جاء المستوطنون، بل يجب منعهم من دخول الحرم بأية طريقة كانت، فهذا حرمنا وأقصانا وكنيستنا لا يحق لهم دخولها وتدنيسها». وشدد عباس على ضرورة التوحد من أجل حماية القدس.. مؤكداً أن الوضع الآن لا يحتمل أي كلام ولا مطلب سواء خاص أو عام، وعلى ضرورة أن يكون المطلب واحداً فقط وهو حماية القدس. وأوضح أنه في الوقت الذي تنشغل فيه القيادة بما يجري في القدس فهي تسعى بشكل حثيث لإنهاء معاناة أهالي قطاع غزة. وأعاد الرئيس الفلسطيني التأكيد على تمسكه بالذهاب إلى مجلس الأمن.. قائلاً: «الذهاب إلى مجلس الأمن هو من أجل تثبيت القرار الذي حصلنا عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي يصدر قرار عن مجلس الامن بأن الأراضي التي احتلت عام 1969 هي أراضي الدولة الفلسطينية، وهي أراضي تحت الاحتلال وليست كما ترى إسرائيل أنها أراض متنازع عليها». وشدد على تمسكه بالاحتكام إلى الشعب بقوله: «نحن مصرون على إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن خلال 6 أشهر، على أن نخصم منها فترة العدوان الإسرائيلي الأسود على قطاع غزة وهي 50 يوماً، فإذا أردنا مصالحة حقيقية فعلينا العودة إلى الشعب ليقول كلمته، كما حصل في عامي 2005 و2006 وكما حصل في عام 1996م». إلى ذلك أدى آلاف الفلسطينيين من القدس وضواحيها وأحيائها ومن أراضي 1948 صلاة الجمعة، أمس، في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة، بعد إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية للبلدة، وحصار المسجد الأقصى، والسماح فقط لمن تزيد أعمارهم عن ال50 عاماً بأداء الصلاة برحابة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الاحتلال حوّل المدينة منذ ساعات فجر إمس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وطغى على المدينة المشهد العسكري بفعل الانتشار المكثف لقوات وآليات الاحتلال وتسيير الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيّالة. وأشارت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال نصبت المتاريس العسكرية الحديدية على بوابات البلدة القديمة ومثلها بالقرب من بوابات الأقصى للتدقيق ببطاقات المصلين، في حين حلقت مروحية ومنطاد راداري استخباري في سماء المدينة. ولفتت إلى اندلاع مواجهات عنيفة في منطقة رأس العامود، هاجمت خلاله قوات الاحتلال المصلين بالهراوات وبقنابل الصوت الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، في الوقت الذي شهد فيه حي وادي الجوز المُتاخم للبلدة القديمة مواجهات عنيفة رد فيها الشبان على قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما شهدت منطقة باب العمود وشارع السلطان سليمان مواجهات محدودة. وقالت «وفا»: إن قوات الاحتلال أغلقت محيط البلدة القديمة بحواجز عسكرية وشُرطية ومنعت دخول السيارات المقدسية ودققت ببطاقات المواطنين، فيما شهدت القدس قبل موعد صلاة الجمعة مشادات كلامية تطورت في بعض الأحيان إلى مواجهات محدودة بين المصلين وقوات الاحتلال التي أحاطت بالمصلين خلال أدائهم صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة من الحرم القدسي. من جانب آخر أفاد محامي نادي الأسير الفلسطيني مفيد الحاج صباح أمس بأن محكمة صلح الاحتلال في القدس، أصدرت قرارات بإبعاد 3 قاصرين وشاب عن المسجد الأقصى المبارك. وقال المحامي الحاج في بيان صحفي له: إن هؤلاء القاصرين هم عبدالكريم حداد، ومحمد الهشلمون، ومحمد أبو اسنينه، إضافة إلى الشاب طارق الكرد، وإن القرار يتضمن إبعادهم لمدة 15 يوماً عن الأقصى. وأوضح أن شرطة الاحتلال اعتقلت القاصرين الثلاثة والشاب خلال المواجهات التي جرت في القدس، إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، لينتهي الأمر بالتوقيع على كفالة من قبل طرف ثالث مقابل الإفراج عنهم.