الورقة المعلقة يرى ورقة معلقة بجانب محله مكتوب عليها «لقد ضاع راتبي التقاعدي، و أرجو من يجده أن يسلمه على عنواني». يشعر الرجل بالحزن بعدما قراء الإعلان المكتوب في الورقة المعلقة. يدخل إلى محله، و يجمع كل الدخل الذي حصل عليه هذا الأسبوع ، و قرر أن يساعد الرجل المتقاعد بأن يقدم له أرباح محله طيلة الأسبوع الماضي. يسجل العنوان المكتوب في الإعلان ، و ينطلق و في جيبه المال. يصل للعنوان، و يصاب بالذهول فلقد كان العنوان لجمعية خيرية. يتقدم بخطوات بطيئة و يدخل إلى الجمعية. يرى رجل في الثلاثينات من العمر فيذهب إليه. ترتسم ابتسامة على وجه الشاب الثلاثيني ويقول له : أهلاً و سهلاً بك أستاذ هل جاءتنا عبر الإعلان المكتوب في الورقة المعلقة ..؟؟ يصاب بالذهول و الاستغراب بسبب ما سمعه و يبقى صامتا لفترة قصيرة فيقول له الشاب الثلاثيني : أستاذ أن هذه الوسيلة ابتكرها أحد العاملين هنا لجلب التبرعات من الخيرين. يحرك رأسه و يقول للشاب: ولكن هذه الوسيلة غريبة و قريبة للاحتيال ..!! يرد عليه الشاب وهو مبتسم : قل ما تشاء ولكنها ناجحة فمنذ أن علقنا هذه الورقة في أماكن كثيرة، و الناس الطيبين يأتون لنا و يتبرعون لنا. يقتنع الرجل بما قاله الشاب، و يخرج المال من جيبه و يتبرع به للجمعية الخيرية. الفتنة جميعهم مجتمعون ويقول زعيمهم: الآن بدأت الحرب. يقول أحد المجتمعين: هل نستعد لحمل السلاح..؟؟ ترتسم الابتسامة على وجه الزعيم لثواني معدودات وبعدها يجيب من سأله: نعم استعدوا ولكن سلاحنا الآن تغير عن السابق..!! يصمت المجتمعين ولم يسأل أحد منهم أي سؤال فقال الزعيم لهم وهو يحرك يده : أنت سوف تؤسس جريدة ، وأنت سوف تؤسس إذاعة ، وأنت سوف يكون لك موقع على الإنترنيت ، أما أنت فلك قناة فضائية. ارتسمت الابتسامة على وجوه الجميع لدقيقة واحدة فقط وبعدها قال الزعيم لهم : هدفكم بث وزرع الفتنة وهكذا سوف ننتصر من دون أن نطلق رصاصة واحدة ،فهيا انطلقوا والعبوا بعقول ومشاعر الناس. المحتال أمسح سيارتي بعناية، أني أحاول أن ألفت الأنظار عليها ..!! أتمنى أن يأتيني زبون وأوصله و أخذ أجري ،يتقدم نحوي رجلاً يرتدي ملابس أنيقة وغالية للغاية و معه حقيبة رياضية و يقول لي : هل يمكنك أن تأخذني وحدي إلى كركوك ..؟؟ المسافة من مكاني في بغداد إلى كركوك طويلة للغاية ، وبما أنه سوف يؤجر السيارة لوحده فإن الأمر سوف يكلفني فأقول له : أني سوف أطلب منك. يقاطعني بإشارة من يده و يقول لي: لا تخف سوف أعطيك ما تريده و لن تكون إلا راضي وفرح. يركب السيارة معي و أنا أشعر بالفرح لأنني حصلت على زبون “دسم” ،أنطلق بسيارتي والابتسامة العريضة مرسومة على وجهي. يمر الوقت بسرعة و أنا أستمع إلى الأغاني الجميلة داخل سيارتي و نحن في الطريق الصحراوي. أجد الشخص يفتح حقيبته الرياضية و يفتح شباك السيارة ، و يدخل يده بالحقيبة و يرمي أوراق نقدية من الشباك. أصاب بالدهشة و الذهول فأوقف السيارة على الفور..!! التفت على الرجل و أقول له: ماذا تفعل ..؟؟ يرد الرجل على الفور قائلاً : كما ترى فلقد نذرت أن نجحت صفقتي التجارية فسوف أملئ حقيبة بالأوراق النقدية ،و أرميها من شباك سيارة الأجرة. أرد عليه و أنا مصدقاً كلامه: أرجوك أعطاني المال الموجود في الحقيبة فأنا فقير و أعمل كسائق كما ترى. يبتسم الرجل و يقول لي: لقد نذرت كما قالت لك، و لكن إذا أردت أنزل هيا من سيارتك و اجمع الأموال التي رميتها من الشباك. انتهى الرجل من كلامه، و أنا على الفور نزلت من سيارتي لكي أجمع الأوراق النقدية. تقدمت نحو الأوراق النقدية الملاقاة على الأرض لكي التقطتها، و أضعها في جيبي. أستمع من بعيد لصوت سيارتي و هي تعمل ..!! أحرك رأسي، وأوجه أنظاري نحو سيارتي. أرى أن الراكب قد شغل سيارتي، و يجلس على مكاني. أتقدم مسرعاً نحو سيارتي، و لكن بعد فوات الأوان ..!! لقد انطلق الراكب بسيارتي و اختفى. لقد انطلت علي خدعة الرجل فلقد خدعني بملابسه الأنيقة و الثمينة و خدعني مرة ثانية بقصته الكاذبة حتى تمكن من سرقة سيارتي. السارق يودعني أبني ، و ينطلق هو خارجاً من الدكان لكي يتوجه للبيت ..!! أجهز نفسي فلقد خيم الظلام و يجب أن أغلق دكاني و أتوجه للبيت أنا أيضاً من أجل أن أخذ قسطاً من الراحة. أفتح صندوقاً موجوداً في نهاية الدكان لكي أخرج السلسلة الطويلة و القفل الكبير كي أتمكن من إغلاق باب الدكان بأحكام. أمد يدي أيضاً إلى درجي لكي أفرغ المال الذي جنيته من الدكان في جيبي. أتوجه لباب الدكان و أنا حامل السلسلة الطويلة والقفل الكبير. أجد شخصاً واقفاً أمام باب الدكان يشهر مسدسه نحوي، و قد وضع قناعا على وجهه و يقول بصوت خشن لي : أعطني كل ما لديك من مال هيا بسرعة..؟؟ كان صوت السارق مألوفا لي رغم أن صوته خشن ..؟؟ رميت السلسلة الطويلة و القفل الكبير على الأرض و وضعت كلتا يدي في جيبي و أخرجت كل المال و قلت له : هذا كل ما جنيته اليوم. تقدم باتجاهي و مسدسه مازال موجهاً نحوي وأخذ المال من يدي و من ثم تراجع بخطوات بطيئة نحو الخلف و أنطلق خارجاً من دكاني ..؟؟ أخذت القفل الكبير من على الأرض و توجهت مسرعاً خارجاً من دكاني ووجدته يسير هارباً..!! فقمت بملاحقته و عند اقترابي منه قمت برمي القفل الكبير عليه بكل ما أملك من قوة لكي أتمكن من إيقاعه أو إيقافه أو ألحاق الضرر به. أصاب القفل الكبير الذي رميته رأس السارق ، ترنح جسده و ارتمى على الأرض. تقدمت نحو السارق و الدماء تنهمر من رأسه ووصلت إليه و أمسكت بكلتا يدي جسده المرتمي ،وإذ يقول لي بصوت خافت : أبي سامحني على ما فعلته لك ..؟؟ صمت بعدها السارق و ارتجف جسده قليلاً ثم أصبح جسده جامداً فانتزعت بيدي قناعه الذي كان يرتديه على وجهه لكي أعرف من هو، و إذ أكتشف أن السارق الذي سرقني هو أبني وقد قتلته أنا بيدي.