بهدف نشر ثقافة الجودة والاعتماد في البيئة التربوية والتعليمية، والمجتمع اليمني بشكل عام من باحثين ومهتمين، ومتخصصين، وأولياء أمور، وصانعي قرار، قام كلا من الباحثين: الدكتور جلال أحمد الدميني (دكتوراه الفلسفة في الإدارة والتنمية الإنسانية)، والدكتورة جميلة عبد الرزاق مرشد (دكتوراه الفلسفة في الإدارة والتخطيط التربوي)، وبجهود ذاتية بإصدار جهد فكري، يمثل خلاصة بحثية وعملية، تمثلت بكتاب “الجودة والاعتماد المدرسي, والكتاب بادرة إبداعية أولى على المستوى المحلي، تضاف إلى الرصيد العلمي الزاخر بالخبرات المتنوعة والمتعددة. ضرورة ملحة ويوضح الكتاب أن نظام الجودة والاعتماد المدرسي يعد أحد الأساليب الحديثة لتحسين نوعية التعليم في المدرسة والارتقاء بمستوى الأداء في عصر يتسم بالمنافسة وسرعة تدفق المعلومات وتطور المعرفة، وهو ضرورة ملحة تمليها متغيرات الحياة المعاصرة، ودليل عملي لتقويم تميز المؤسسات التعليمية بين أقرانها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. ونظام الجودة والاعتماد المدرسي يهتم بتحديد الهيكل التنظيمي وتوزيع المسئوليات والصلاحيات على الأفراد، وإيضاح العلاقات والأعمال والإجراءات الكفيلة بتقويم الأداء ومتابعة سيره، وفحص ومراقبة جودة كل مدخلات ومخرجات المؤسسة التعليمية وفقاً للمعايير المعتمدة. ال «ISO» وقد أوضح المؤلفان في الكتاب سلسة من المعايير لتحديد أنظمة الجودة أصدرتها الهيئة الدولية للمواصفات القياسية (International Standardization Organization)، ويمكن تطبيقها على المؤسسات الصناعية والخدمية، وتسمى اختصاراً أيزو ISO، وهي مشتقة من كلمة يونانية بمعنى التساوي، ولها إصدار برقم (9000)، وهو يمثل المعيار أو المواصفة لهذا النظام، وقد نالت مواصفة الأيزو 9000 منذ صدورها عام 1987م اهتماما بالغا لم تنله مواصفة قياسية دولية من قبل، حيث طبقت هذه المواصفات أكثر من 130 دولة، ومنها مؤسسات وشركات عده في الجمهورية اليمنية، وهناك توجه حالي لتطبيق معايير الجودة والاعتماد في التعليم العام والتعليم العالي، حيث تسير الإجراءات العملية بخطوات حثيثة للتطبيق، وفق أسس معتمدة، ومواكبة للتوجه العالمي في هذا المجال. وتتوزع هذه المواصفة إلى ثلاثة مستويات، هي: أ- نظام أيزو 9001: ويختص بالمؤسسات التي تقوم بالتصميم والتطوير والإنتاج والخدمات. ب- نظام أيزو 9002: ويختص بالمؤسسات التي تقوم بالإنتاج والخدمات، ولأن المدرسة لا تقوم بتصميم المناهج فهي لا تخضع لنظام المواصفة أيزو 9002. ج- نظام أيزو 9003: ويختص بالورش الصغيرة، لأنها لا تصمم منتجاتها بل تقوم بعملية التجميع فقط. مزايا الجودة ويوضح الكتاب أهمية نشر ثقافة الجودة وتطبيق نظام الاعتماد المدرسي، من خلال عدد من المزايا التي تنعكس إيجابا على التعليم والعملية التعليمية منها، تطوير وتقنين أنظمة المؤسسات التعليمية، والارتقاء بمستوى الطلاب.. بالإضافة إلى ضبط ومعالجة شكاوى الطلاب وأولياء أمورهم، رفع مستوى أداء العاملين في المؤسسات التعليمية، والوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع، وصولاً إلى رضاهم وفق النظام العام للمؤسسات التعليمية. وكذا تمكين المؤسسة التعليمية من تحليل المشكلات بالطرق العلمية، وتطوير أنظمة العمل في المؤسسات التعليمية، وبخاصة الإدارة الإلكترونية، وإنشاء المواقع الإلكترونية التواصلية وتحديثها باستمرار، تحقيق الترابط والتكامل بين فريق العمل (معلمين وإداريين وإدارة وطلاب) في المؤسسة التعليمية في إطار العمل التعاوني.. ومن المزايا التي تنعكس إيجاباً على التعليم والعملية التعليمية تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة التعليمية الاحترام والتقدير والاعتراف المحلى والإقليمي والدولي، نشر ثقافة التنافس والتكريم بناء على معايير واضحة ومحددة. الجودة الواقعية والمعنوية وتحقيق ثقافة الجودة في المؤسسات التعليمية قد يصعب مقارنتها بالمؤسسات الإنتاجية أو الصناعية أو التجارية أو الزراعية، وذلك لأن الأسس التي تتحكم بالقياس والمواصفات لكل منها تختلف من مجال إلى آخر، فالتعليم قيمة تعتمد على العقل والفكر بشكل أساسي، ولذلك فإنه يرتبط كثيراً بالجانب الفكري والروحي والقيمي عند الإنسان إضافة إلى ارتباطه بالجانب المادي، ولهذا فإن الجودة في المؤسسات التعليمية لها معنيان مترابطان احدهما واقعي، والآخر معنوي فجودة التعليم بمعناه الواقعي يعنى التزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها، أما الجانب المعنوي فيرتكز على مشاعر وأحاسيس متلقي الخدمة التعليمية كالطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع، وهذان الجانبان ينبغي أن تقيسهما معايير الجودة بشكل دقيق وشامل باستخدام أدوات قياس مناسبة لكل من العميل الداخلي ويقصد به الطالب والمعلم وكل القائمين على العملية التعليمية، والعميل الخارجي ويقصد به أولياء الأمور والمجتمع وسوق العمل، وذلك بهدف إيجاد خدمات أرقى تتناسب مع متطلبات التنمية وتستجيب للمتغيرات العالمية. يذكر أن الكتاب المطبوع في المركز الحديث، والموثق في المكتبة العامة بوزارة الثقافة تعز برقم إيداع ( 97 - 2014م)، يصنف بأنه من القطع الصغير، يحتوي (113) صفحة ملونة، وموزعة على سبعة فصول مرجعية نظرية، تشمل: مقدمة، ومدخل مفاهيمي، ومعايير الجودة والاعتماد المدرسي، وإجراءات الجودة والاعتماد المدرسي في البيئة اليمنية، ومتطلبات القدرة المؤسسية، ومجالات الفاعلية التعليمية، والتقويم الذاتي للمدرسة، وإجراءات وصفات المراجع الخارجي لنظام الجودة والاعتماد المدرسي، بالإضافة إلى مجموعة من الملاحق التطبيقية المهمة لكل مدقق ومؤسسة تعليمية، وأشكال تعبيرية ميسرة للمفاهيم ذات العلاقة.