يقف إمام رجل الدين و وجهه محفوراً عليه علامات التعب والقهر والحزن. يمسك يد رجل الدين و يقول له: أرجوك إني أبحث عن الرحمة فقدم لي الرحمة..!! يرد عليه رجل الدين وهو متعاطفاً معه: إطلب الرحمة من ربك فأنا لست إلا إنسانا مثلك تماماً. بدأ الرجل بالبكاء الشديد فحزن عليه رجل الدين و قال له: لا تبكي أرجوك. فيرد على رجل الدين قائلاً: إنني أموت كل يوم أرجوك قدم لي الرحمة وساعدني. فيرد رجل الدين على الرجل الحزين لكي يعرف سبب حزنه الشديد: ماذا فعلت لكي تكون هكذا حزينا وتسعى لطلب الرحمة..؟؟ يرد الرجل قائلاً: لقد كنت جندياً. فيرد رجل الدين: شيئ جميل هذا معناه أنك أفنيت حياتك دفاعاً عن وطنك و شعبك. فيرد الرجل الحزين قائلاً: لا لم أكن كذلك لقد قمت بكل شيء سيء يخطر في بالك و لقد كنت استمتع بذلك أيضاً الآن أبحث عن الرحمة وأنا أتعذب كل يوم، أرجوك ساعدني. تتوضح الصورة لرجل الدين فيقول له: إذهب وأطلب المغفرة من ذوي ضحاياك فقد يسامحونك أو سلم نفسك للقضاء لكي تحاكم على ما فعلته. يرد على رجل الدين: لا أستطيع أن أرى نظرات الغضب و الحزن على ذوي الضحايا فهذا سوف يزيد من حزني و ألمي و من عذابي أيضاً. يرد رجل الدين قائلاً: لا يوجد خيار أمامك. يتوقف الرجل الحزين عن البكاء و يمد يده في جيبه و يخرج مسدساً صغيراً ويقول لرجل الدين: الآن سوف أزهق روحي و أنهي حياتي و عند رب السماء سوف أكون راضٍ بما يقدمه لي. يرد رجل الدين عليه و هو خائفاً عليه: لا أرجوك لا تفعل هذا. لا يهتم الرجل بما قاله له رجل الدين و يضغط على زناد المسدس ويطلق رصاصة على رأسه و يسقط جثة هامدة بقوة على الأرض. يصاب رجل الدين بالذهول والخوف ويقول بصوت منخفض: إيه المسكين لماذا فعلت هكذا بنفسك، الرحمة والمغفرة لا تأتي بإزهاق الأرواح..!! الأصدقاء غربليهم كما تشائين، امزجي من تحبين بدوامة الحياة وهمومها، قلّبي صفحات الماضي في ذاكرتك صفحة صفحة واختاري بهدوء من يستحق أن يكون شريكاً لا يخون، فنحن لا شيء من دونهم في هذا العالم المصاب بالجنون.. أعلم أن بعضهم قد خدعونا بأقنعتهم الزائفة فلا تبالين فمع وجود الجبال الشامخة فإن هناك بينها توجد الشياطين والثعابين. كاتب عراقي مقيم في بريطانيا