تشدك أحداث فيلم (زي النهار ده) الذي تقوم ببطولته الممثلة بسمة وهي تحاول أن تحمي خطيبها الجديد من مغبة الموت , إذ تربط الأحداث التي تتكرر معها بتلك الأحداث التي أودت بخطيبها السابق, فتحاول منع تكرارها حتى لا تخسر حبها مرة أخرى, الفيلم الذي شارك بطولته الفنان (آسر ياسين) و(أحمد الفيشاوي), يحكي صراع النفس مع القدر عبر الإشارات الإلهية والتي ترسم خارطة منسوخة من تلك التي شكلت النهاية المأساوية ل (بسمة) حيث تلقى حتفها في النهاية على يد شقيقها , تنهي الفيلم معتقداً أنك فزت بوجبة سينمائية دسمة عبر رؤية فنية ونص سينمائي محكم ومجموعة من الممثلين استطاعوا الوصول إلى أحاسيسك بمرونة هائلة, لكنك تشعر بخيبة أمل حينما تشاهد فيلماً أمريكيا (لساندرا بولوك) بعنوان (الهاجس) خيبة تصفع ذلك الاعتقاد لديك, بحيث تعيد صياغة تساؤلاتك عن ماهية صناعة السينما؟؟. كتبت مرة عن هذا الذي يحدث وعن حالات الاستنساخ التي تعيشها السينما المصرية وهل تنتمي للصناعة أم أنها تنتمي إلى إعادة إنتاج الآخر عبر الاحتيال المعرفي فقط, ظهور مثل هذه الأفلام وبوفرة يكاد يقلص فرص الحالة الإبداعية في ما يخص صناعة السينما إذ أن الإنتاج السينمائي وأدواته التقنية ليست كافية للقول بأن لدينا في العالم العربي صناعة سينما , فدائماً ما نقع في مطب تكرار أنفسنا أو تكرار الآخر وتتحول السينما لدينا إلى مجرد دكان ربحي عبر أفلام المقاولات أو واجهة وهمية عبر اختلاس الأفلام التي ينتجها الغرب وإعادة تدويرها بطريقة فاضحة, ربما لأن هناك من يخلط بين آليات وآلات السينما, وهذا الكلام لا يعني أن هناك أفلاماً لم تشكل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية - كونها الأقدم. والأكثر إنتاجاً على المستوى العربي إن لم تكن الوحيدة - لكن بمقارنتها مع ما يتم إنتاجه موسمياً والكم الهائل الذي تقذف به شاشات العرض سنجد أنها قليلة جداً ولا تكفي لكي نقول بأن هناك مستقبل لصناعة الأفلام, السينما يا سادة يجب أن تكون معبرة عن ثقافة المجتمعات ومستوحاة من ثقافات غيرها على أبعد تقدير, لا أن تكون السينما بمثابة إعلان فاضح للسطو على الآخرين, إن افتقار السينما العربية للخيال ساهم كثيراً في جعل معظم الأعمال مسروقة من خيال الآخرين, وأمعن هذا (الافتقار) في إذلال المتابعين بأفلام من نوعية (عليّ الطرب بالثلاثة) وغيرها من الأفلام التي لا تملك أمامها إلا أن تنعتها بالأفلام الساقطة, لتجبرك وبشكل جدي يتحول إلى هاجس على رفع دعوى قضائية لإقامة حد الحرابة على فريق عمل الفيلم الذين تورطوا بما يمكن تسميته (ترويع الآمنين).