أكدت القاضي أفراح بادويلان رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أهمية الشراكة المجتمعية في مكافحة الفساد هذه الظاهرة التي تصيب كافة البلدان بالخراب والدمار بما تخلفه من انعكاسات وتصدعات على المجتمع ومن حرمان الفقراء والمستضعفين من حقوقهم في الرعاية الصحية والتعليم وعدم المساواة وتقويض للديمقراطية والحكم الرشيد. وقالت دويلان في الحفل الذي نظمته الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أمس بصنعاء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام بأن الهيئة حققت العديد من الانجازات خلال عام واحد فقط بالرغم من التحديات التي تمر بها بلادنا وتتمثل هذه الانجازات في استرداد حوالي 2 مليار ريال وكذلك تجميد حوالي 39 مليار ريال على ذمة قضايا الفساد كما تلقت الهيئة أكثر من 350 بلاغ عن جرائم الفساد كما تلقت609 اقرار بالذمة المالية للمرحلة الاولى و859 اقرار للذمة المالية للمرحة الثانية و1483 اقرار للذمة المالية للمرحلة الثالثة و761 اقراراً للذمة المالية للمرحلة الرابعة و3 إقرارات للذمة المالية للمرحلة الخامسة كما نظرت الهيئة في 870 قضية فساد مرفوعة من قطاعات الهيئة المختلفة وتم احالة 15 قضية إلى نيابة الاموال العامة المختصة بقضايا الفساد المختلفة. وأشارت القاضي أفراح بادويلان بأن إعداد مشروع قانون استرداد الاموال المنهوبة يمثل تجبة متميزة ومثمرة لجهود التعاون المشترك بين الهيئة وشركائها من الاجهزة الرقابية والقضائية المختصة بمكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة كاختصاص اصيل للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ونيابات الاموال العامة. كما اشادت رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد بالشراكة لمختلف الاجهزة الرقابية وأطراف المنظومة الوطنية للنزاهة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المانحة والبعثات الدبلوماسية والهيئات النظيرة والتي اسهمت في تعزيز عمل الهيئة وأداء مهامها منوهة في الوقت ذاته إلى تطلع الهيئة في تجسيد الشراكة من مختلف الشركاء من خلال البدء في تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد للفترة 2015 2019 م وبما ينسجم من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والعمل على ازالة كافة المعوقات القانونية والتشريعية التي تقف حجر عثرة امام الاجهزة الرقابية والقضائية والتي تحد من فاعليتها وأدائها وذلك عبر لجنة التشريعات المعنية بمراجعة التشريعات الخاصة بمكافحة الفساد التي تم تشكيلها من قبل الهيئة. من جانبها القت الاخت عاتقة حمزة كلمة مكتب رئاسة الجمهورية أكدت في مجملها على اهمية تظافر الجهود في محاربة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد مختلف المجتمعات. وأكدت حمزة أن مكافحة الفساد يعتبر من أولويات مكتب رئاسة الجمهورية باعتبار الفساد السبب الرئيسي وراء نشوب وتفاقم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعاني منها بلادنا. واعتبرت أن مكافحة الفساد المنفذ الرئيسي لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، مؤكدة أهمية دور هيئة مكافحة الفساد وحكومة الكفاءات وشركاء المنظومة الوطنية للشفافية والنزاهة في تعزيز الشراكة في مناهضة الفساد والوقاية منه. مشيرة إلى صدور قرار الأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تتولى دراسة الصعوبات التي تواجه منظومة مكافحة الفساد، مؤكدة أهمية دور الهيئة مع بقية شركائها في حماية المال العام والتعاطي بإيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة.. إلى ذلك دعا عضو الهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات الدكتور ياسين الخرساني إلى تشكيل مجلس تنسيقي أعلى يمثل كافة الجهات الرقابية لمحاصرة ظاهرة الفساد.. وقال إن الاستقرار السياسي يؤثر بقوة على جهود مكافحة الفساد باعتبار مكافحة هذه الظاهرة لا تأتي من الحكومة فقط بل بالشراكة مع المجتمع ومنظماته وأحزابه، مؤكدا أن الفساد مشكلة عالمية كبيرة موجودة في كل الدول المتقدمة والنامية مع اختلاف درجاته لكن أضراره أكبر على الدول النامية. كلمة قطاع الإعلام بالهيئة ألقاها مدير التوعية والتثقيف عادل العقبي أكد فيها أن مكافحة الفساد وترسيخ قيم الشفافية والنزاهة قضية مجتمع وأن تكامل الأدوار بين مختلف الجهات هي الخطوة المطلوبة للوقاية من الفساد ومكافحته وملاحقة مرتكبيه.وأشار إلى أن عملية مكافحة الفساد لم تعد مسؤولية جهة بحد ذاتها بل أضحت مسؤولية مجتمعية يجب أن تتضافر فيها جهود جميع مؤسسات وفئات المجتمع وفي مقدمتها الأجهزة الرقابية والقضائية .. لافتا إلى أن الفساد لا يمثل ظاهرة منعزلة عن الإطار المجتمعي الذي ينمو فيه وبالتالي فإن أي استراتيجية لمكافحته لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون الأخذ بالاعتبار بالأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة وساعدت على نموها وتفشيها ما يقتضي خلق بيئة ومنظومة للنزاهة والشفافية والمساءلة. وأوضح أن خلق ثقافة مناهظة ومجرمة للفساد والفاسدين وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة والتوعية بمكافحة الفساد والوقاية منه أو تعبئة المجتمع ضده وتجفيف منابعه وازدراء الفاسدين ومحاربتهم لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا من خلال شراكة حقيقية من المؤسسات الثقافية والإعلامية والإرشادية والفنية والتربوية. وفي الاحتفال أعلن ممثل الجامعة الدولية الإلكترونية عن منح رئيس هيئة مكافحة الفساد أفراح بادويلان شهادة الدكتوراه الفخرية لدورها في مكافحة الفساد. وفي نهاية الاحتفال بالمناسبة أعلن الدكتور فضل الكهالي منح القاضية افراح بادويلان شهادة الدكتوراة الفخرية لدورها في مكافحة الفساد من خلال رئاستها للهيئة أو عملها السابق كقاضية في جهاز القضاء. هذا وقد تخلل الاحتفال أوبريت بعنوان “لا للفساد” ومسرحية “إدارة نص نص” لفرقة ألوان الفنية وقصيدة للشاعرة وفيه العمري وريبورتاج بعنوان “الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد .. الطموحات والمعوقات”، بالإضافة إلى فلاشات حول مكافحة الفساد.