«أمونيوم، نيترات، فوسفور وووو» كلّها مواد كيميائية معملية توجد في بعض مدارس مدينة تعز، أصبحت تالفة منذ سنوات وتشكّل خطراً بالغاً على الطلاب والطالبات وأمناء المعامل، مما يوجب اتباع إجراءات وقائية لإتلافها.. حول ما سبق كان هذا التحقيق. تالفة منذ سنوات محمد عبدالباقي شمس الدين رئيس قسم الوسائل بإدارة التربية بمديرية المظفر، أوضح أن المواد الكيميائية التعليمية المعملية في المدارس الثانوية بالمديرية أصبحت تالفة منذ سنوات وتشكّل خطراً بالغاً على أمناء المعامل والطلاب والمعلمين. ومن خلال زيارتنا إلى المدارس تبيّن لنا ذلك، ومنها مدارس (نعمة رسام الحكيمي مجمع صينة ومجمع هائل) وقد تلقينا بلاغاً سابقاً من أمينة معمل في مدرسة (نعمة رسام) بتعرّضها لطفح جلدي أثناء عملها في المعمل. مضيفاً: 90 % من المواد والأجهزة المعملية في مدارس المديرية تالفة، وهناك مدارس تنعدم فيها الأجهزة والمواد المعملية التعليمية ك (مجمع الحجري اليرموك السلام مدرسة عائشة وأحمد فرج) وغيرها. تجربة عملية اتجهنا إلى مدرسة (نعمة رسام)، وبينما كنت أتوقع أن أجد المعمل مقفلاً بإحكام، إلا أن المفاجأة كانت أن أجده مكتظاً بالطالبات مع بعض المدرسات والموجهين الذين أتوا من الوزارة، مع وجود درس معملي لأحد الصفوف الثانوية.. لم أستطع أن أخفي اندهاشي أثناء دخولي إلى المعمل والذي ظللت فيه لعدة دقائق لأخرج بعدها إلى خارجه، وأنا أهرش أنحاء متعدّدة من جسمي بسبب المواد المعملية التالفة.. ومخفياً حنقي من ذلك. أبلغناهم سألنا الأستاذة. عُبيدة القائمة بأعمال مديرة المدرسة، والتي قالت: تم إبلاغ رئيس قسم الوسائل وموجّه مادة الكيمياء حول هذا الموضوع في العام الماضي 2013، وكذلك أبلغنا مجلس الآباء. عمرها «20» عاماً الأستاذة سعاد عبدالسلام أمينة المعمل، قالت: توجد مواد نشك بأنها تالفة (النيترات الأمونيوم) التي يفوق عمرها عشرين عاماً في المعمل، ونطالب بفحص هذه المواد للتأكد من صلاحيتها من عدمه ومدى تأثيراتها، مع إمدادنا بمواد جديدة. وأضافت: هذه المواد حين نفتحها تتسبّب باختناق وتصاعد روائح كريهة، ونضطر لفتح النوافذ، وكذا الحك في الجسم، والطفح الجلدي، وهذا الطفح هو ما أدى إلى انتقال نبيلة الصلاحي أمينة المعمل السابقة من المدرسة إلى مدرسة أخرى. رفعنا تقريراً ومن مجمع هائل تحدّثت هند محمد علي النجار مديرة المجمع بالقول: نعم توجد مواد تالفة، وقد رفعنا تقريراً بذلك إلى مكتب التربية بتاريخ 8 12 2014م، وهذه المواد (فوسفور فوسفور أصغر خامس أكسيد الفوسفور) نأمل أن يتم التخلّص منها. معرّضة للانفجار منال خيري، سعاد محمد أمنيتنا معمل فيزياء وكيمياء مجمع هائل ذكرنا أن المواد التي تشكّل خطورة كالفوسفور لأنها مادة تنفجر عند تعرّضها للهواء والضوء لذا تحفظ في عُلب معتمة مضيفتان.. ثم إن المنج الجديد لم يعد يحتوي على تجارب كيميائية في استخدام هذه المادة، لذا ينبغي التخلّص منها. لا وجود لأفران حرق موجّه المعامل في مكتب التربية بالمحافظة قال: هناك مدارس ذات تجهيز بريطاني سابق وتوجد فيها كميات من المواد المعملية القديمة والتالفة كأملاح الزئبق التي تسبّب تآكل الجلد واحتراقه، وأملاح كوبلت التي تتسبّب بالسرطانات. وأضاف: في اليمن لا توجد أفران حرق لإتلاف هذه المواد المنتهية صلاحيتها، والتالفة بطرق علمية كدول العالم وتحويلها إلى مواد أخرى، وننوّه لإعادة النظر في لجنة التجهيزات المختبرية حسب ما يتطلّبه المنهج. لا توجد مخصّصات أما عبدالله الناظر، مدير التجهيزات بمكتب التربية بالمحافظة فيقول إنه تم صرف “26” معملاً لمديريات المحافظة هذا العام وهي مقدمة من مشروع التطوير التربوي. مضيفا،ً لا يزال هناك عجز قائم نظراً لبناء مدارس جديدة ومدارس أخرى لا توجد فيها أجهزة معملية أو حتى مقاعد دراسية، ولذا فإنه لا توجد أي مخصصات كشراء المواد المعملية منذ عشرات السنين. إشراف وترشيد فيما علي الجنيد مدير إدارة الوسائل التعليمية في مكتب التربية بالمحافظة قال: يتمثّل دورنا في الإشراف على صرف المعامل بالتنسيق مع إدارة التجهيزات ذات العلاقة وتخضع لمتابعة موجهي المختبرات ورؤساء الأقسام بالمديرية، ونحن نحثّ على تفعيلها واستخدامها بالطرق السليمة وترشيد استهلاك المواد الكيميائية كونها شحيحة. مضيفاً: بعض المواد تتلف نتيجة لعدم استخدامها، وإذا كان هناك مواد تالفة تتشكّل لجنة. إجراءات وقائية يتوجّب إتباع إجراءات وقائية لإتلاف المواد المنتهية، ذلك ما يشير إليه محمد الشرماني، اختصاصي إنتاج وسائل تعليمية والذي يضيف: كما يجب أن يكون أمناء المعامل متخصصين مع عزل المواد التي تنتج عنها روائح وتبخر إذا كانت منتهية. خطورة وفي نفس السياق يؤكد عادل أحمد العليمي مدير مكتب التربية بمديرية المظفر أن المشكلة خطيرة جداً كونها تتعلق بالطلاب والطالبات، والتي يشكّل بقاؤها في معامل المدارس تهديداً وخطورة على حياتهم من خلال الأعراض والأمراض التي تتسبب بها (كالطفح الجلدي الاحتراق الاختناقات الأمراض التنفسية) مشيراً إلى أن الخطورة تزداد حين تتلف هذه المواد بأي شكل من الأشكال، موجهاً دعوته لقيادة المحافظة ممثّلة بمحافظ المحافظة، شوقي أحمد هائل بالتوجيه بحلول لهذه المشكلة، مقترحاً تشكيل لجنة بهذا الخصوص للحصر والتخلّص من المواد الكيميائية التالفة في المدارس بالطرق السليمة الصحية والآمنة وبمشاركة (مكتب الصحة في المحافظة كلية العلوم بجامعة تعز وكلية الطب)، وغيرها مع رفد المدارس بمواد معملية جديدة وسلامة تخزينية لها. ستتم المتابعة وبدوره يقول نائب مدير التربية في المحافظة محمد الجلال أنه سيتم متابعة هذا الموضوع والتخلص من المواد التالفة بالتنسيق مع المحافظة، لأنها قد تشكّل خطورة على طلاب المدارس إذا كانت تالفة. وحول العجز القائم في الأدوات والمواد المعملية التعليمية قال: سنعمل على توفيرها في القريب العاجل كونها ذات ارتباط أساسي بالتعليم وذلك عبر الجهات ذات العلاقة من المحافظة والوزارة. محافظ المحافظة أما أ. عبدالكريم محمود صبري مستشار المحافظة للشئون التعليمية فتحدث قائلاً: نحن نرفع هذا الموضوع إلى الأخ محافظ المحافظة لاتخاذ الحلول المناسبة تجاهه، وأعبّر عن استعدادي لمتابعة الموضوع شخصياً لدى المحافظ كونها مسألة مهمة، وتهمنا جميعاً، كما سنبحث موضوع شحّة المواد والمعامل في المدارس وكذا توفير مخصّصات لها من ميزانية العام 2015م لتوفيرها.