احتفلت الجمهورية اليمنية مع سائر الشعوب العربية والإسلامية يوم أمس بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، حيث شهدت عموم محافظات الجمهورية احتفالات بهيجة بهذه الذكرى العطرة. وقد نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد بالمناسبة احتفالاً خطابياً بصنعاء تحدث فيه وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور فؤاد عمر بن الشيخ أبو بكر عن عظمة مولد النور المبين وخير خلق الله أجمعين محمد «صلى الله عليه وسلم» الذي بعثه الله رحمة للعالمين . وقدم الوزير الدكتور فؤاد عمر ابن الشيخ أبو بكر عرضاً لشذرات من أخلاق رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الإنسان الكامل الذي مثلت أخلاقه منظومة متكاملة ومنهجاً عملياً أنقذت الأمة عندما تأست بها وتمثلتها في حياتها، وما تعانيه اليوم من واقع مزر عندما ابتعدت عن المنهج والأخلاق النبوية من ضياع للأموال والحقوق وانتهاك للأعراض. وتساءل: أين المسلمون والمؤمنون اليوم من هذه الأخلاق العظيمة ومن سيرة أصحاب النبي الكرام الذين كانوا أحرص الناس على التمسك بأخلاقه والإقتداء بهديه وسنته التي اختتمها بوصيته الجامعة في حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر هذا في بلدكم هذا». ووجه وزير الأوقاف والإرشاد الخطباء والمرشدين للاهتمام بالكلمة الصادقة البناءة واحترام المنابر وعدم الاعتماد على الشائعات والكلمات الكاذبة التي فرقت الأمة وباعدت بين أبنائها . ودعا بحسب وكالة «سبأ» جميع أبناء الأمة إلى اغتنام هذه المناسبة العظيمة وجعلها مناسبة لتصحيح وإصلاح الأوضاع والأحوال وتحمل الجميع لمسؤوليتهم تجاه وطنهم وبلدهم وأمتهم . لافتاً إلى ما يحتاجه الوطن اليوم الذي يمثل سفينة الجميع من اجتماع الكلمة ونبذ كل الخلافات والنزاعات ومساندة حكومة الكفاءات التي جاءت في ظروف استثنائية تتطلب الوقوف إلى جانبها لإنها تمثل الفرصة الأخيرة لاستقرار البلد وإنقاذ اليمن من المجهول . وقال: لن يساعدنا أحد إذا لم نساعد أنفسنا ولن يقف معنا أحد إذا لم نقف مع أنفسنا ونحن في سفينة واحدة إذا نجت نجونا جميعا ولن يصلح المجتمع إلا بالحرص على الأمن والاستقرار وبناء الأسرة المسلمة والابتعاد عن الصراعات القبلية والمذهبية والحزبية وتحمل الجميع لمسؤوليتهم في هذا الخصوص. وكان تحدث في الحفل الشيخ كمال باهرمز، عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد والشيخ صالح المسيبلي الوكيل المساعد لقطاع الأوقاف والشيخ جبري إبراهيم مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة والشيخ مصطفى كمال أبو الشيخ علي عن البعثة الأزهرية في اليمن، عرضت للإرهاصات التي سبقت ميلاد النبي الأمي ورحمة الله للعالمين وما كانت عليه الأمة قبل انبلاج فجر الرسالة المحمدية وإشراق أنوارها على الوجود .. مؤكدين أن ميلاد الرسول «صلى الله عليه وسلم» مثل ميلاد للأمة المحمدية. وعلى صعيد متصل ألقى السيد عبد الملك الحوثي كلمة دعا فيها وفقا لوكالة «سبأ» شعوب أمتنا الإسلامية الى التوحد والتآخي والاعتصام بحبل الله جميعاً والتعاون لمواجهة الأخطار والتحديات المحدقة بها. وناشد الأمتين العربية والإسلامية، دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ومناصرته لاستعادة الأرض والمقدسات، ومواجهة الأخطار التي تستهدف شعوب المنطقة.. معتبراً المد التكفيري الإجرامي وراء تخاذل الأمة عن نصرة الشعب الفلسطيني.. داعياً الى زيادة الوعي تجاه مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن، وتقسيم البلدان وتفكيك الكيانات من جديد، وإغراق الأمة في نزاعات جانبية وقهر الشعوب. وناشد المكونات والقوى السياسية الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة ومنعة وعزة واستقلال لبلدنا من خلال التعاون الصادق والعمل الجاد لإنجاح اتفاق السلم والشراكة والتصدي لكل المحاولات الانقلابية عليه. وحذر السيد عبد الملك الحوثي«من الانجرار وراء المساعي الخارجية لبعض القوى الإقليمية والدولية التي تريد اليمن بلداً غارقاً في الفتن والأزمات ومجزأً وفاقداً لسيادته واستقلاله».. مشيراً الى أن تلك القوى«تريد ان يكون الشعب اليمني ذليلاً مقهوراً مستعبداً خاضعاً للوصاية الخارجية ، وبائس معدم يعيش حالة الخيبة ويفقد الأمل». وتابع قائلاً «نؤكد أن رسالتنا لكل محيطنا العربي والإسلامي هي رسالة سلام وحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة مشدداً على ضرورة ان تتعاطى القوى الإقليمية والدولية مع بلدنا وشعبنا على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤونه الداخلية». واستطرد السيد الحوثي قائلاً: «نؤكد لشعبنا الحر العزيز على ضرورة اليقظة والانتباه والجهوزية للتصدي لأي محاولات للانقلاب على مكاسب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومن ذلك المحاولة الأخيرة في فرض مشروع ال 6 الاقاليم .. معتبراً ذلك مخالفة واضحة لاتفاقية السلم والشراكة وفي مسعى لتدمير البلد وتجزئته وبعثرته الى “كانتونات” بمعايير تساعد على تفكيكه . ومضي قائلاً «وفي هذا السياق نوجه نداء الإخاء والمحبة والإعزاز الى أهلنا وأحبائنا وإخوتنا سكان تعز الثورة ، تعز الإباء ، تعز الحرية ، للانتباه والحذر من كل مساعي إثارة الفتن والنعرات المناطقية التي يحاول البعض الإساءات من خلالها الى الرصيد الوطني والثوري لتعز العز». وشدد السيد عبد الملك على ضرورة المبادرة لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يفي بالاستحقاقات السياسية والحقوقية لإخوتنا في الجنوب.. وقال في ذات الخصوص « لا يجوز ان تبقى القضية الجنوبية إشكالاً للاستغلال وورقة للتلاعب، القضية الجنوبية هي تعبر عن مظلومية كبيرة وقضية وطنية ويكفي كلما قد مضى من استغلال وتلعب من الخارج والداخل تجاه هذه القضية». ودعا السيد عبد الملك الحوثي الى «ضرورة استمرار التحرك الثوري في مساراته الثلاثة ، مكافحة الفساد الذي تحاول بعض القوى التمترس لحمايته ، وفرض الشراكة لإنهاء عهد الاستبداد السياسي للقوى التقليدية ولنيل استحقاقات اتفاق السلم والشراكة والاستحقاقات التي نصت عليها مخرجات الحوار الوطني». وأشار إلى أن المسار الثالث هو التعاون مع الجيش والأمن من خلال اللجان الشعبية للدفاع عن الشعب ومؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب في مواجهة القوى الإجرامية لضرب استقرار وأمن شعبنا واستهدافه بالقتل والجرائم الفظيعة . وأكد على ضرورة تنفيذ ملحق السلم والشراكة المتعلق بمأرب والجوف والبيضاء .. ونبه الى أن البعض يحاول أن يسقط مأرب كمنطقة نفطية حيوية لصالح ما يسمى «بالقاعدة» والتكفيريين. وما حدث في يوم الخميس من تسليم لمعدات كتيبة عسكرية لمجرمين في معسكر نخلة . واعتبر أن ما يحصل من تراخ تجاه الأنشطة الإجرامية من تجييش واعتداءات على الجيش والمواطنين في مأرب وعن كل ما تفعله القاعدة يكشف المؤامرة التي يحاول البعض من خلالها اللعب ,والإضرار بالبلد .. وقال: «لقد حرصنا في كل الفترة الماضية الى تقدير الحساسيات المتعلقة بالوضع في مأرب وعلى أساس ذلك لم تنتشر اللجان الشعبية هناك، ولكن لا الجهات الرسمية تعاطت إيجاباً ,وقامت بمسؤوليتها ولا القوى السياسية التي لها حساسية اكبر تجاه الوضع هناك تفاعلت إيجاباً لصالح البلد والأمن والاستقرار». وشدد على أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي الى ما لا نهاية وسيقف الى جانب الشرفاء والأحرار من أبناء مأرب ولن يخذلهم ,ولن يترك جزءاً عزيزاً من وطنه يسقط تحت هيمنة تلك القوى العابثة والعميلة. ودعا الى اصطفاف شعبي ورسمي لمواجهة قوى الإجرام التي تمثل ذراعاً للقوى الأجنبية في الفتك بأبناء الشعب واستهداف حتى ألأطفال, لافتاً الى أن ما حدث في محافظة البيضاء من استهداف لحافلة تقل طالبات إحدى المدارس مأساة تقدم الصورة الحقيقة للمجرمين، حيث استشهدت 16 طفلة في جريمة وحشية تدق جرس الإنذار لشعبنا اليمني وتكشف مدى سوء ووحشية وخطورة وإجرام اولئك الذين يمثلون خطورة كبيرة على كل أبناء البلد. وطالب الحكومة بسرعة تجهيز حديقة ال21 من سبتمبر لتكون متنفساً، لسكان العاصمة صنعاء التي تفتقد الى الحدائق والمتنزهات، فضلاً عن أغلب مدن اليمن تفتقد الى الحدائق والمتنزهات. وكانت قد شهدت العاصمة صنعاء, وعدد من المحافظاتاليمنية يوم أمس فعاليات احتفائية بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. وشهدت تلك الاحتفاءات كلمات لأصحاب الفضيلة العلماء وممثلي المكونات السياسية، اعتبرت الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة تكريماً وتشريفاً وتعظيماً للرسول الكريم «صلى الله عليه وآله وسلم» . وتخللت الاحتفاءات عدد من قصائد المديح والأناشيد والموشحات الدينية كرست لمدح الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام وتسليط الضوء على سجاياه الإنسانية وصفاته العظيمة وسيرته العطرة .