أدانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف ما تعرض له معلم إسلامي هام في مدينة الحوطة بمحافظة لحج من قبل جماعات إرهابية أقدمت على هدم المعلم الذي يضم ضريح ومسجد ومدرسة العالم الجليل سفيان بن عبدالله. كما نبشت القبر والقبور المجاورة للضريح الذي يعود تاريخه إلى 800 عام، وسوت القبة وملحقاتها بالأرض. واعتبر رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) هذا الاعتداء مؤشرا خطيرا ينذر بمؤشرات أكثر خطورة بخصوص التحديات والمخاطر التي باتت تحدق بالبلد على صعيد إذكاء الفتنة، وفي نفس الوقت تهديد المعالم الأثرية تحت لافتة جديدة من قبل الجماعات الإرهابية، التي ترتكب بهذه الاعمال جرائم جسيمة في حق ثقافة وتراث الشعب وحاضر ومستقبل وأمن المجتمع والبلد. وطالب كل القوى استشعار مسؤوليتها تجاه هذه الجرائم التي ستذكي النعرات وتؤجج الفتنة وتمثل إساءة بالغة للإسلام وتهديد خطير لأمن و استقرار البلد، منوها بأهمية الوقوف بحزم إزاء هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها وحماية هذه المعالم بما يضمن تجنيب المعالم والأماكن التاريخية والأثرية في كل مناطق اليمن هذه الأعمال اللامسؤولة التي تستهدف التراث والذاكرة اليمنية والسلام الاجتماعي وتدفع بالبلد إلى مرحلة أكثر خطورة. وزارة الأوقاف و الإرشاد من جانبها أكدت أن نبش القبور والاعتداء على الأموات محرم في الإسلام ولا يجوز شرعا. وقال مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ جبري إبراهيم حسن: لا يجوز الاعتداء على الأموات، ونبش القبور والاعتداء عليها محرم في الإسلام، حتى المشي على الأضرحة لا يجوز والرسول صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا يجلس على قبر فقال له قم يا هذا لا تؤذ صاحب القبر ولا يؤذيك. وأكد الشيخ جبري حرمة الاعتداء على القبور بأي شكل من الأشكال.. معتبرا تفجير الأضرحة جريمة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال “لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده أيسر من أن يجلس على قبر”، وقال أيضا: “كسر عظم الميت ككسره حيا”، فما بال الذين يعتدون على القبور ويفجرونها”. وتساءل قائلا: ماذا صنع هذا القبر والقبور المجاورة له وهم قد أفضوا إلى ما أفضوا إليه”.. وأشار إلى أن الأصل في الإنسان أن لا يؤذي الأحياء و لا الأموات وإنما يدعو للأموات ويتعايش ويتعاون مع الأحياء عملا بقول الرسول الكريم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “ وقول المولى تبارك وتعالى “ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم”. وكانت عناصر إرهابية سوت مؤخراً أحد الأضرحة والمساجد بمدينة الحوطة محافظة لحج بالارض، وقامت بتفجيره وهدمه ونبش القبر والقبور المجاورة له. وحسب مصادر محلية فإن الضريح والمسجد والمدرسة التي بجواره تمثل احد المعالم التاريخية الإسلامية الهامة، وتعود للعالم الجليل والداعية سفيان بن عبدالله الذي توفي عام 612 هجرية، وكان ممن قاتل ضمن جيوش صلاح الدين الأيوبي خلال فتح بيت المقدس.